غزة ـ «القدس العربي»: استقبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وزيره الجديد أفيغدور ليبرمان الذي يدعو لإعادة احتلال قطاع غزة، وتدمير حركة حماس، بشن غارات جوية على مواقع يستخدمها نشطاء كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، وذلك بعد فترة هدوء دامت ثلاثة أسابيع.
وعند ساعات الفجر الأولى ليوم أمس الخميس شنت مقاتلات حربية غارتين على موقعين تابعين لكتائب القسام في قطاع غزة.
وحسب شهود عيان ومصادر محلية فإن الطائرات الحربية استهدفت بصاروخين موقعا يسمى «شهداء رفح» جنوبي القطاع.
وعادت الطائرات واستهدفت موقعا للقسام أيضا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ولم يوقع القصف الإسرائيلي إصابات في صفوف السكان أو النشطاء، غير أنه أحدث خسائر مادية، وبث حالة من الرعب والخوف في صفوف القاطنين على مقربة من المواقع المستهدفة، خاصة في صفوف الأطفال والنساء.
وجاءت الغارات في اليوم الأول لتسلم ليبرمان الذي يرأس حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف منصبه الجديد.
وكان ليبرمان قد دعا في وقت سابق إلى إعادة احتلال قطاع غزة من جديد، وتدمير حركة حماس، وعبر عن ذلك حين كان وزيرا للخارجية في الحكومة السابقة التي شن في عهدها الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014.
والمنصب الجديد لليبرمان يمكنه من الإشراف على المناطق الفلسطينية، خاصة وأن الجيش هو من يتولى هذه المهام، بما في ذلك الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات.
وفي إسرائيل أكد متحدث عسكري قيام الجيش بشن هذه الغارات، وقال إنها جاءت للرد على إطلاق قذيفة صاروخية ليل الأربعاء باتجاه النقب الغربي.
وأضاف المتحدث أن القذيفة التي أطلقت من قطاع غزة سقطت في أرض خلاء، دون أن تتسبب في وقوع أضرار أو إصابات.
وأوضح أن ثلاث قذائف أخرى سقطت على حدود غزة، فيما سقطت الرابعة في منطقة مفتوحة داخل النقب الغربي.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن صفارات الإنذار في تلك المنطقة لم تعمل، وأن قوات من الجيش تقوم بالبحث عن أماكن سقوطها.
واتهمت إسرائيل مجموعة متشددة بإطلاق هذه القذيفة الصاروخية تجاه إحدى المناطق الإسرائيلية المحيطة بغلاف غزة.
إلى ذلك فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس، نيران أسلحتها الرشاشة تجاه رعاة الأغنام والمزارعين شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع اصابات.
يشار إلى أن هذه الغارات جاءت بعد فترة هدوء دامت لثلاثة أسابيع، جرى قبلها إعادة تثبيت حالة الهدوء من جديد بوساطة مصرية وقطرية ودولية، وأعادت العمل باتفاق التهدئة السابق الذي ينص على وقف الهجمات المتبادلة.
وكانت مواجهات دامية قد اندلعت قبل ثلاثة أسابيع ودامت لأربعة أيام متواصلة، شنت خلالها إسرائيل هجمات عدة أدت إلى استشهاد مسنة، وإصابة عدد آخر من الفلسطينيين، بينهم أطفال، علاوة على تدمير أراض زراعية وورش صناعية.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد اطلقت صواريخها ردا على عمليات توغل إسرائيلية كانت تبحث خلالها قوات الاحتلال عن أنفاق هجومية للمقاومة على الحدود الشرقية لجنوب القطاع. وبموجب تثبيت الاتفاق انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة.
يشار إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، توعدت بالرد على أي هجوم إسرائيلي على قطاع غزة، خاصة عمليات التوغل البرية.
يشار إلى أن قوات الاحتلال لا تزال تشن هجمات برية على حدود غزة وتستهدف المزارعين والرعاة، إضافة إلى هجمات ضد صيادي القطاع شبة اليومية، حيث اعتقلت خلال الفترة الماضية أكثر من عشرين صيادا.
ووجهت مؤسسات حقوقية انتقادات شديدة للمجتمع الدولي، بسبب استمرار صمته على الخروقات الإسرائيلية، واستمرار حصار غزة. وأكدت أن ما تقوم به قوات الاحتلال يعد «ترهيبا»، بحق المدنيين والصيادين، ويمثل «عقاباً جماعياً.»
وطالب في وقت سابق مركز الميزان لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالقيام بواجبها الأخلاقي والقيام بخطوات عملية لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يمثل «جريمة حرب مستمرة».
أشرف الهور