بيروت ـ «القدس العربي»:مع اختتام المرحلة الرابعة من الانتخابات البلدية والاختيارية اليوم الاحد في شمال لبنان، فإن الاستنتاج العام أن أم المعارك الانتخابية جرت في المدن والبلدات المسيحيةً في الدرجة الأولى، وتراجعت حماوتُها لدى السنّة، كما لدى الدروز وبدت معدومة لدى الشيعة.
وتركزّت أشرس المعارك البلدية عند المسيحيين في زحلة وجونية ودير القمر وجزين وسن الفيل وستشهد مواجهات قاسية اليوم في تنوين بين الوزير بطرس حرب والثنائي المسيحي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وفي القبيات بين عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل الضاهر وتحالف التيار والقوات. اما أبرز المعارك لدى السنّة فكانت في صيدا وبيروت حيث نجح تيار المستقبل في اكتساح كل المقاعد بفارق كبير في وقت تشهد طرابلس اليوم على توافق بين الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري والوزير السابق فيصل عمر كرامي في مواجهة اللواء أشرف ريفي والنائب السابق مصباح الاحدب، وتركزّت المواجهة لدى الدروز في مدينة الشويفات بين الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة الأمير طلال ارسلان وبين الحزب التقدمي الاشتراكي. اما لدى الشيعة فإن الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل ثبّتا قوة تحالفهما في كل البلدات البقاعية والجنوبية.
وإذا كانت المعارك البلدية لدى المسيحيين تعود إلى تنوعهم السياسي تاريخياً، فإن هذا التنوع رغم وجوده في زغرتا فهو غاب لمصلحة الإنماء حيث توافق الخصوم سياسياً ورفعوا شعار «إبعاد السياسة عن الانماء» وشبكوا الأيادي في لائحة توافقية ضمت مختلف مكوّنات المجتمع الزغرتاوي عائلياً وحزبياً وخصوصاً عائلتي فرنجية ومعوض حيث ضمّت اللائحة التوافقية برئاسة سيزار باسيم كلاً من ماريان سركيس الزوجة السابقة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية وماريال معوض زوجة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض. وخلال الإعلان عن هذا التوافق الاستثنائي قال طوني سليمان فرنجية «إن الحرمان يطال مناطقنا مثل الضنية والكورة والبترون وعكار وطرابلس نتيجة الخلافات السياسية لذلك أؤكد على أهمية الوفاق السياسي»، أما ميشال معوض فأكد «أن التوافق شارك فيه أغلب التيارات والأحزاب وهو بمثابة التأكيد على أن مصلحة زغرتا فوق كل الاختلافات لأن الاختلاف يجب ألا يتحوّل إلى خلاف». وبدا من سير المعارك الانتخابية أن حزب الكتائب وبإستثناء تحالفه مع القوات والتيار الوطني الحر في زحلة فهو تواجه معهما في معظم البلدات والقرى أو تواجه مع أحدهما على الأقل. واللافت أن ما دار على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري القوات اللبنانية والكتائب أظهر حجم التباعد بين الحزبين الناتج عن حجم المنافسة على استقطاب الجمهور المسيحي.
وتُرجم هذا الاصطفاف على الموقعين الالكترونيين الرسميين للكتائب والقوات ما دلّ على حجم الشرخ في العلاقة بين الطرفين. وقد إتهم موقع الكتائب الموقع القواتي بالكذب ونشر خبراً تحت عنوان «مسرحية هزلية على موقع القوات عنوانها الكذب»، ومما تضمن «يستمر موقع القوات اللبنانية وكتيبة الطابور الخامس التي استحدثوها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تمتهن بث الإشاعات الكاذبة، بإختلاق الأكاذيب لالهاء الناس عن فشلهم المدوي الذي فضحته الانتخابات البلدية وخصوصاً في أضحوكة الـ 86٪ .. لكن ان تصل المسرحية الهزلية إلى اتهام الكتائب بأنه متحالف مع الحزب القومي السوري الاجتماعي فهو بمنتهى السخافة».
وردّ موقع القوات تحت عنوان «إلى موقع الكتائب.. لن ننحدر» وأورد أنه «منذ انطلاق الاستعدادات للانتخابات البلدية والاختيارية، قررنا عدم الدخول في سجال مع الرفاق في حزب الكتائب ولا نزل بالرغم من تحليلاتهم بشأن التحالفات وبما يتعلق بالنتائج والفوز بـ120٪ من البلديات، ورغم تهكمهم على نسبة دعم المسيحيين لمصالحة معراب. ولكن الوقاحة بلغت بهم حد نشر خبر بعنوان مسرحية هزلية على موقع القوات عنوانها الكذب، خبر يعكس بمفرداته أخلاقيات الأفراد الذين يقفون وراءه».
وبحسب الصحافي المستقل داني حداد «لم تكن العلاقة يوماً سمناً على عسل بين رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل ورئيس حزب القوات سمير جعجع. يقول جعجع إنّ نجل الرئيس أمين الجميّل حذر دوماً في التعاطي معه. يرث النائب الشاب تاريخاً مثقلاً بالمحطّات الأليمة بين حزبه وحزب «القوات» الخارج من رحمه. محطّات لا تُذكر على الألسن وفي الإعلام، إلا أنّها تُحفظ، كما يبدو، في القلوب». ولاحظ حداد أنه «منذ قبيل انتخاب سامي الجميّل رئيساً لحزب الكتائب، ساد التوتّر العلاقة بين الصيفي ومعراب. وعبّر «القوّاتيّون» عن استيائهم من عدم دعوتهم إلى المؤتمر الكتائبي العام الذي انتهى بانتخاب الشيخ سامي. ثمّ جاء التواصل بين معراب والرابية ليزيد من التوتّر في العلاقة التي خرقتها زيارة جعجع إلى البيت المركزي الكتائبي، يرافقه صديق الرابية ملحم الرياشي». مضيفاً «لم يتردّد سامي الجميّل، من مقرّه في بكفيا، بإطلاق النار مباشرةً على الاتفاق بين «التيّار» و«القوات». فقد شعر رئيس «الكتائب» بأنّ الاتفاق يشكّل «حرب إلغاء» ثنائيّة هذه المرّة تستهدف المسيحيّين الخارجين عن «الثنائيّة» الجديدة. كرّس نفسه رأس حربة مسيحيّة في مواجهة الترجمة الإلغائيّة لهذا الاتفاق، واستفاد من التباعد بين معراب و«المستقبل» فوقف على يمين سعد الحريري في 14 شباط الماضي، وهو موقع جعجع الطبيعي».
وختم حداد «بلغت العلاقة بين «الكتائب» و«القوات» مرتبة تتجاوز حدود غياب الكيمياء بين سامي الجميّل وسمير جعجع إلى مرتبة قريبة من الخصومة، وهو أمرٌ بات واضحاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما عبر غياب التنسيق على المستوى الطالبي، في انعكاسٍ واضح لما يحصل على مستوى القيادتَين. ولعلّ الأمر يشكّل استمراريّة لتقليدٍ ماروني تاريخي: ما اجتمع قياديّان مارونيّان إلا ليواجها قياديّاً ثالثاً. ولعلّ ملحم الرياشي مدعوّ لأن يخطّ نسخة جديدة من أغنية «أوعا خيّك» يخصّ بها هذه المرّة الـ «سين سين» سمير وسامي». وفي محاولة لتخفيف التوتر بين الكتائب والقوات، أطلق البعض هاشتاغ ضلّك حد خيّك ورد فيه: «اوعا الغلط بين بعضنا، ما بتحمل بقى، بقلب كل مسيحي لبناني في مطرح للكتائب والقوات، خلينا نصرخ كلنا سوى ولو لمرة واحدة ونقول كفى».
سعد الياس
السائد عند العرب، ولعل ذلك هو سبب التخلف، هي القبيلة بمفهومها الأناني. الحزب في السياسة عند العربي هو القبيلة. والقبيلة تقصي كل من ليس منها بل وأحيانا تظلم من هو منها. هذا إذا كان الحزب متحرر نوعا ما، أما إذا طغت عليه المذهبية والجهوية والقبلية ذاتها فلا يرجى من ذاك الحزب أي شيء.
فليرى كل حزب من الذي استفاد مما وقع تسخيره من الوطن أهو المنتمي إلى ذاك أمن هو خارج الحزب وغير المنتمي إليه. النهضة هي حزب لم يستفد منها غير المنتمي إليها في شتى المجالات. رغم أنها منضوية تحت راية تونس ومن المفروض أن كل حزب هو محرك للتنميةالإقتصادية والإجتماعية لكل الذين يجمعهم وطن واحد بل تتعدى الإستفادة إلى الإنسانية جمعاء . ولكن هيهات.
* بدون انتخابات ( الرئيس ) يبقى لبنان
جسم بدون ( رأس )..؟؟!
* سلام