هل نحن أمام ووترغيت جديدة؟
هل نحن أمام ووترغيت جديدة؟ يبدو جلياً ان الادارة الأمريكية تعيش حالة من التخبط والارباك الحقيقي من مضاعفات عملية التنصت، فمرة يشار الي ان البيت الأبيض لايبالي و غير مستاء من التحقيقات، ومرة أخري، يحاول ان يخفف من تداعيات عمليات التنصت، ومرة ثالثة، يقول ممثلوها ان القضاء الأمريكي، هو الذي بادر لها من تلقاء نفسه. ومرة رابعة يعتبرها بوش (كشف المعلومات) في زمن الحرب، بأنه عمل مشين ، ويعترف بأنه سمح لوكالة الأمن الوطني بالتجسس بدون تفويض قضائي علي اتصالات هاتفية والكترونية بين الولايات المتحدة والخارج في اطار مكافحة الارهاب، مؤكداً (بوش) عدة مرات ان هذه العمليات قانونية.. فأين هي الحقيقة؟ وما هي تداعيات هذه القضية؟ وما هي علاقتها بما جري في زمن الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون؟ ولمـاذا التنصت علي العرب والمسلمين فقط؟ وما هو مصير الرئيس بوش الابن؟ الحقيقة التي تشير لها المعطيات الماثلة أمام المراقب السياسي تؤكد ارتكاب الرئيس جورج بوش جريمة الكذب، وعدم اعترافه في البداية بحقيقة قراراته واجراءاته، التي كشفت عنها التسريبات وتعتبر مخالفة لروح الدستور والقوانين المعمول بها في الولايات المتحدة الأمريكية، وفيها مصادرة واعتداء علي حريات الأشخاص والمؤسسات الأمريكية، ثم اذا كان قراره صائباً ولخدمة مصالح الأمن القومي لماذا خَّشي التوجه الي القضاء لأخذ موافقته علي قراره المذكور؟ الاّ يكشف ذلك ان الرئيس بوش نسي نفسه، واعتقد انه أمسي الآمر الناهي في كل صغيرة وكبيرة في الادارة الأمريكية، وانه فوق المساءلة وفوق المؤسسات والقانون علي حد سواء.. !؟ وكذب الرئيس بوش الابن يُذكر بما ارتكبه الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي، عندما ارتكب فضيحة ووترغيت المتمثلة بالتنصت علي احدي المؤسسات الأمريكية، وأدت فيما بعد الي اقصائه عن الرئاسة، واخراجه من البيت الأبيض الأمريكي. فكلا الرئيسين بوش ونيكسون كذب علي الشعب الأمريكي، وكلاهما ارتكب جريمة الاعتداء علي حريات المواطنين والمؤسسات الأمريكية دون وجه حق. فضلاً عن ذلك فإن ادارة بوش تميزت بإرتكاب جرائم كبري أخري عَّرضت الشعب الأمريكي لعملية خداع كبيرة، وهي شن الحرب علي العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، والادعاء بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين علي علاقة مع تنظيم القاعدة.في كل الأحوال فإن تداعيات القضية تشير الي رحيل الرئيس الأمريكي بوش الابن.عمر حلمي الغولرسالة علي البريد الالكتروني6