رام الله ـ «القدس العربي»: أولت إسرائيل اهتماماً كبيراً بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى القاهرة واجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والخطاب الذي ألقاه في اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية الذي عقد أول من أمس في العاصمة المصرية بناء على طلب الفلسطينيين.
وركزت الصحف العبرية على هجوم ابو مازن الشديد على تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للأمن في حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو. وقال عباس «يحدث في إسرائيل تغيير نحو الأسوأ والمجتمع الإسرائيلي يصبح اكثر عنصرية». وقالت شخصيات سياسية رفيعة في إسرائيل ان هذه حكومة فاشية عنصرية وخطيرة ولسنا نحن من قال ذلك. هذه التغييرات هي التي احضرت ليبرمان إلى وزارة الامن. هذا شخص خطير ومتطرف».
واقتبس ابو مازن تصريحات نائب رئيس الأركان الجنرال يئير جولان في الخطاب الذي القاه قبل فترة وقال: «إذا كان المسؤولون الكبار في إسرائيل يشجبون بشدة حكومتهم ويقولون إن إسرائيل تمارس العنف والفاشية والعنصرية فلماذا يطرحون ادعاءات امامنا»؟
من جهة ثانية وخلال زيارة وزير الإسكان الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري في الحكومة الإسرائيلية الجنرال يوآف غلانط إلى واشنطن ادلى بتصريح من شأنه ان يسبب متاعب لرئيس حكومته نتنياهو مع المستوطنين واليمين المتطرف. ففي وقت يرفض فيه نتنياهو الالتزام منذ سنوات بوقف البناء في المستوطنات وتواصل هذا البناء عمليا، ادعى غلانط خلال لقاء مع زعماء يهود في نيويورك ان سياسة الحكومة هي ليست البناء في مستوطنات الضفة الغربية وانه يعمل بناء على ذلك. ليس هذا فحسب بل يدعو حكومته إلى القيام بخطوة سياسية في الضفة الغربية حتى بدون شريك فلسطيني.
وسئل عدة مرات بشأن البناء في المستوطنات فقدم هذا الجواب الذي يرفض رئيس الحكومة نتنياهو المصادقة عليه بشكل دائم في السنة الأخيرة. وقال: «بشكل أساسي أنا انفذ سياسة الحكومة ووفقا لها نحن لا نبني في الضفة الغربية لكنني لست الوحيد الذي يمسك بالقدرة على البناء. هناك اناس يبنون لوحدهم وقسم آخر يبني وفقا لأوامر من وزراء آخرين». والمح بذلك إلى حقيقة أنه في الوقت الذي لا تقوم فيه وزارة الاسكان بتسويق الاراضي للبناء في المستوطنات تجري اعمال بناء ليست قليلة بواسطة لواء الاستيطان الخاضع لمسؤولية وزير الزراعة اوري ارئيل من البيت اليهودي.
وقال غلانط إنه يعتقد بأن حل مسألة البناء في المستوطنات يجب أن يقوم على التفاهمات بين الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الحكومة الأسبق اريئيل شارون التي تنص على قيام إسرائيل بالبناء في الكتل الاستيطانية فقط بما يتفق مع الزيادة الطبيعية. ولكن البيت الابيض نفى بعد انتخاب باراك اوباما وجود تفاهمات كهذه. كما ادعت وزيرة الخارجية في فترة بوش كوندوليزا رايس عدم وجود تفاهمات كهذه.
وأعرب عن قلقة الكبير ازاء ابعاد استمرار الجمود مع الفلسطينيين وقال: «خلال عشر سنوات سيكون هناك سبعة ملايين فلسطيني وسبعة ملايين يهودي غرب الاردن. نحن نفهم أن هذا حدث كبير والحل مع الفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية ونحن نحتاج إلى ذلك بأسرع ما يمكن».
ويدعي عدم وجود شريك للحوار في الجانب الفلسطيني لكن هذا يجب ألا يمنع إسرائيل من التقدم. وقال: «يطرح السؤال عما سيحدث إذا رفعنا ايدينا عن مقود هذه الطائرة وتركناها تمضي. ماذا سيحدث خلال جيل؟. نحن نعرف الأرقام. هذه الأرقام لا تبشر بالخير. حل الدولة الواحدة هو فكرة سيئة جدا لإسرائيل. لقد شاهدنا ما حدث في البلقان. لدينا حرب مداها مئة عام مع الفلسطينيين وإذا اختلطنا معا مع مستويات عالية من التوتر ما الذي سيحدث؟.. التفكير بالمستقبل يحتم علينا كحكومة التوصل إلى حل حتى إذا لم يرغب الجانب الثاني بذلك».
فادي أبو سعدى