السيسي يشبه كلاي لكنه عاجز لأننا نعيش في «شبه» دولة.. والاعتكاف في المساجد ببطاقة الرقم القومي

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي» بالأمس ظهر مؤشر جديد على أننا بالفعل كما أخبر الرئيس السيسي نعيش في «شبه دولة» وهو التشبيه الذي جر عليه المزيد من الهجوم..
بالأمس نجح ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للمرة الثانية، في نشر أسئلة الامتحانات في الشهادة الثانوية، بعد دقائق من دخول الطلبة اللجان، فيما تمكن بعض الناشطين من الحصول على الأسئلة ليلة الامتحان، وهو ما هز سمعة الحكومة المصرية، وأسفر عن تراجع شعبيتها، ورغم أننا في مستهل شهر الصوم، إلا أن الدعوة للغش في الامتحانات تجد من يتجاوب معها على نطاق واسع، خاصة في الامتحانات، التي وحدت بين الكثير من أولياء الأمور والمهتمين بالعملية التعليمية، الذين طالبوا بإلغاء الامتحانات بعد تواصل عمليات تسريب أسئلة الامتحانات على التوالي.
وزارة التعليم التي يطالب الأولياء برأس المسؤول الأول عنها، باعتباره المسؤول عن ضياع مستقبل أبنائهم، سارعت باتهام «أهل الشر»، وهو الوصف الذي يستخدمه الرئيس كلما ألمت بالبلاد كارثة، وعلى الرغم من تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على المتهمين في حوادث تسريب الامتحانات، إلا أن الغضب يتواصل، كما تتواصل عمليات الغش التي كشفت في بعض جوانبها عن حالة من البلاهة اعترت بعض الكتاب، الذين قرروا اتهام الاخوان ومن والاهم بأنهم الرأس المدبر للمؤامرة بهدف تهديد نظام الحكم، ومن ثم عودة الرئيس المعزول محمد مرسي لقصر الاتحادية مرة أخرى!
اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 7 يونيو/حزيران بتلك القضية وأفردت لها العديد من الصفحات، وطالب العديد من الكتاب بإقالة وزير التعليم، فيما طالب البعض بإعادة الامتحانات، أسوة بقرار سابق للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وإلى التفاصيل:

غشوا تصحوا

الهجوم على وزارة التعليم لا ينتهي بسبب تسرب أسئلة الامتحانات في الثانوية وها هو خالد منتصر في «الوطن» يثني على صفحة تخصصت في غش الأسئلة وحلها: «شاومينج هزم وزير التعليم بالضربة القاضية، ومن أول جولة، أدمن الصفحة يتلقى التهانى والدعوات، طلاب يرسلون له استغاثات، وآخرون يقولون: «لولاك يا شاومينج ما كنا نجحنا». سقطت ورقة التوت عن وزارة التلقين كما كان يكتب خالي خريج كلية التربية على كراساته، تعرّت عورة أسوأ نظام تعليمي في مجرة درب التبانة، ظهر كل القبح والقيح والدمامة والبثور والصديد في وجه وجسد ديناصور عجوز مترهل اسمه التعليم المصري، لذلك كنت أتمنى أن يأخذ التعليم حيزاً أكبر من حوار الرئيس مع الإعلامي أسامة كمال، كنت أتمنى أن يعلن الرئيس أن التعليم هو أولوية استراتيجية وطنية، كنت أتمنى ألا يرضى بـ»الاتناشر سنة» التي قال إن التعليم يحتاجها لكي تتطور المنظومة، كنت أتمنى أن يفعل كما فعل مع الفريق مميش عندما أشار له باختصار مدة حفر القناة الجديدة، كان لا بد أن توجه قيمة ثلاثة أرباع صندوق «تحيا مصر» أو ما يساوي تمويل القناة إلى تطوير وإعادة هيكلة التعليم، فكل الجهد الرهيب الذي يُبذل في إنشاء وتجهيز الكباري والطرق والمساكن… إلخ سيضيع سدى ويتبخر إذا مرّ من على هذا الكوبري جاهل وسار على الطريق أحمق لم يتعلم انضباط السلوك في المدرسة، أو سكن في تلك العمارات إفراز عشوائي من البشر الذين تعلموا البلطجة والغش في مدارسهم. الوطن كله خرج يوم الأحد في أول يوم امتحان بملحق دين، ملحق ضمير، الطالب أراد النجاح في الدين بالغش مثلما أراد وزير الزراعة الحج بالرشوة. الغش صار القاعدة والجهد والصدق، والالتزام صار الاستثناء».

الحل.. تأجيل الامتحانات

ونبقى مع أزمة امتحانات الثانوية التي دفعت أسامة الغزالي حرب في «الأهرام» لأن يتوجه للرئيس: «هذا نداء عاجل أوجهه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وليس إلى أي شخص آخر! أقترح فيه إصدار قرار بتأجيل امتحان الثانوية العامة لشهر مقبل، أو نحو ذلك، وأذكر هنا بقرار الرئيس جمال عبد الناصر في إحدى سنوات أوائل الستينيات بإعادة امتحان الثانوية العامة بعد تسرب أحد امتحاناتها، فلأن هذا التسرب كان معناه إهدار تكافؤ الفرص بين الطلاب، وهو ما كان عبد الناصر حريصا عليه بكل قوة، اتخذ قراره الحاسم بالتأجيل، مع محاسبة المسؤولين عن التسرب. وكان ذلك درسا لجيل بكامله، وهو أن الغش والفهلوة وانعدام الضمير لا يمكن أن تكون أبدا منهجا أو وسيلة للنجاح. أقول هذا لأنني على يقين بأن ما حدث في امتحاني الدين واللغة العربية في أول أيام الامتحانات مرشح بالقطع لأن يتكرر في الامتحانات المقبلة، وهو أمر ينطوى على إجحاف كارثي بفرص المجتهدين والجادين لصالح العابثين والفاشلين. إن هذه الحالة المرضية الشائنة لانتشار الغش، بل ومشاركة بعض الأهالي فيها، فضلا عن السعي للابتكار فيها؟ ليست إلا الحلقة الأخيرة لفساد وتدهور النظام التعليمي كله، كظاهرة تتجاوز سلطات وإمكانيات وزير التعليم، أو أي وزير بمفرده. فمنذ سنوات كثيرة انتهى دور المدرسة في العملية التعليمية، لصالح الدروس الخصوصية والمراكز أو «السناتر»! التي افتتحت بديلا عن المدرسة. وهذه الحالة لانتشار الغش هي أيضا امتداد لاختفاء المعلم الذي «كاد يكون رسولا»! إلى المعلم البائع المتجول للدروس الخصوصية، الذي ينهب أموال أسر بعضها يعاني الفقر».

مافيا عالمية منظمة تتآمر على الدولة المصرية

ونبقى مع أحدث تسريبات الامتحانات، حيث نشرت صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» على موقع «فيسبوك»، صباح أمس الثلاثاء، ورقة امتحان اللغة الإنكليزية لطلاب الثانوية العامة ، بعد دقائق من بدء تداول إجابات الامتحان وذكرت صفحة «شاومينج» أنها تمتلك 3 امتحانات للغة الإنكليزية، وبعد التأكد من الامتحان «الحقيقي» تم نشره بالإجابات. كما ادعت الصفحة أنها رصدت سيارات نقل الأسئلة الخاصة بالمطبعة السرية لوزارة التربية والتعليم في ميدان رمسيس، في السادسة صباحا يوم الامتحان. من جانبه وطبقاً لـ»المصري اليوم» نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم ، بشير حسن ، ما ذكرته صفحة «شاومينج يغشش ثانوية عامة»، على صفحات التواصل الاجتماعي، عن تسريب امتحان اللغة الإنكليزية غدا، لافتا إلى أن الامتحان المنشور غير مطابق لامتحانات الوزارة، لافتا إلى قرار الوزارة بإلغاء أي امتحان حال ثبوت تسريبه. وأكد أننا أمام مافيا تهدف لضرب الدولة ومؤسساتها التعليمية والنظام السياسي برمته لتدمير مستقبل جيل بأكمله، مؤكدا أن مصر تخوض حربا ضد مافيا عالمية منظمة تتآمر على الدولة المصرية ونظامها التعليمي العريق، معترفاً بأن الأمر لا يخلو من فساد».

أمننا في خطر

الكلام عن اختراق امتحانات الثانوية يدفع لسؤال أشد خطورة على لسان عماد الدين حسين في «الشروق» بشأن مدى تعرضنا للاختراق في ملفات ومؤسسات أشد أهمية: «إذا كنا عاجزين عن مواجهة بعض صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدرتها على اختراق كل الحواجز، فكيف لا نخاف من وجود من يحاول اختراقنا في قضايا ومسائل أكبر وأخطر من امتحان الثانوية العامة؟ الامتحانات يتم تسريبها منذ سنوات، وفي كل عام يتطور الأمر وتنكشف الوزارة أكثر وأكثر، لكن من الظلم الكبير أن نحمل الأمر فقط لوزارة التعليم، أو لوزيرها الدكتور الهلالي الشربيني. البعض ــ ومنهم أعضاء في مجلس النواب ــ طالب بإقالة الوزير عقب واقعة التسرب، لكن لكي نكون موضوعيين، فإن الأمر أكبر من الوزير والوزارة، ويتعلق بأنه يكشف لنا أن منظومة الفساد والإهمال والتواطؤ وانعدام الضمير في معظم مناحي المجتمع وصلت إلى مستويات يصعب تصورها.. القضية لا تتعلق فقط بمحاولات بعض الطلبة للغش، لأن هذا الأمر موجود منذ سنوات طويلة، وغالبية الطلاب الفاشلين يحاولون دائما الغش. الذي تغير هو أن الفجور جعل البعض يتعامل مع الغش وكأنه هو الأصل. الآن بحسب الكاتب، تغير كل شيء، خصوصا القيم والأخلاق، مرة أخرى علينا أن نناقش الأمر من ناحيتين الأولى، من ناحية الأمن القومي للبلد، وأن نسأل هل إذا كان هؤلاء المغششون قادرين على اختراق نظام امتحانات الثانوية، التي تقول الوزارة إنها قامت بتأمينه، فهل هناك آخرون أمثال شاومينج قادرون على اختراق بيانات ووزارات ومؤسسات وأجهزة أخرى في مصر؟».

الفساد وضياع الضمائر حتى في الشهر الكريم!

عيب جدا كما يشير جلال عارف في «الأخبار» أن نبدأ الشهر الكريم بالحديث عن الغش والفساد والإفساد وضياع الضمائر، لكن هذا ما تفرضه علينا وعلى الجميع واقعة تسريب امتحانات الثانوية العامة وإلغاء الامتحان في مادة الدين الإسلامي (أول أمس) الواقعة كارثية.. ومع ذلك فإن أول ما يستحق الوقوف عنده، هو أن يحدثك البعض ـ سواء من المسؤولين أو غير المسؤولين ـ وكأنه لا يعرف أن الأمر ليس جديدا، وان التسريب والغش بمختلف الطرق أمر فرض نفسه على امتحانات الثانوية العامة بالذات منذ سنوات. صحيح أن الأمر يزداد نجاحه عاما بعد عام، وأن الواقعة الأخيرة كانت كشفا كاملا لتغلغل الفساد داخل وزارة التعليم وتورط بعض العاملين في هذه المأساة التعليمية، ولكن علينا أن نتذكر أن الفساد قديم ومتجذر. وفي 2008 كانت الامتحانات تباع على المقاهي في بعض المحافظات في قضية شهيرة، وقبلها وبعدها رأينا أبناء الأكابر يمتحنون في لجان خاصة في بعض المحافظات النائية، حيث توزع عليهم الأسئلة والإجابات النموذجية! وفي السنوات الأخيرة، ومع التطور التكنولوجي عمت المأساة، وعجزت الجهود التي بذلت عن مقاومتها.. حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن! أكثر من وزير سابق للتربية والتعليم شكا لي شخصيا من الفساد المتغلغل في الوزارة.. بدءا من إعداد المناهج والإشراف على التعليم الخاص.. وحتى طبع الكتب المدرسية! وبعضهم حاول الاقتراب من أعشاش الدبابير فلدغته، وبعضهم آثر السلامة حتى رحل تاركا مشاكل التعليم تتراكم، ومافيا الفساد ـ من داخل الوزارة وخارجها ـ تنشر فسادها في أرض الكنانة. يحدث ذلك في ظل خلل كامل في منظومة القيم التي تحكم المجتمع، حتى رأينا البعض يكافح من أجل توفير أفضل سبل الغش لأبنائه».

إدعو عليه

من أكثر الشخصيات التي تعرضت للهجوم أمس الثلاثاء، وزير التعليم، ومن بين من حملوا عليه محمد صلاح العزب في «اليوم السابع»: «في الدول المحترمة تكفي فضيحة واحدة لإقالة أو استقالة المسؤول المتورط فيها، إلا في مصر، فكوارث وزير التربية والتعليم أكثر من المدارس، وآخرها تسريب وبيع امتحانات الثانوية العامة، والغش الجماعي داخل اللجان، لهذا أرشح سيادة الوزير الهمام لتولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة. إحبسوا الوزير، النائب أحمد بدوي، وكيل لجنة الاتصالات في مجلس النواب، طالب بتطبيق عقوبات الغش، وهي الحبس والغرامة على وزير التربية والتعليم عقب إقالته، لأنه المسؤول الأول عن تسريب الامتحانات. مما يهدد الأمن القومي، الله ينور يا سيادة النائب، ده أقل واجب. إدعوا عليه لن يحدث أي إجراء رسمي لوزير التعليم، حتى لو انتحر كل طلاب الثانوية، ويكفي عشرات الآلاف من الطلاب ممن باتوا مقهورين على تعبهم ومجهودهم الذي ضاع أمام الغش وشراء الامتحانات، العقوبة الوحيدة ستأتي من دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب، منهم لله».

رمضان كريم بشرط!

عندنا فرصة ذهبية كي نتوب ونتطهر من الذنوب.. لكن كما يشير محمد أمين في «المصري اليوم»: «ليس بتوزيع «شنطة» رمضان، ولا بإقامة موائد الرحمن.. أقول هذا الكلام لكل التجار الجشعين ومافيا اللحوم والمحاصيل.. أقوله أيضا للصوص الأراضي.. الله الغني عن موائدكم.. الله الغني عن «شنطة» رمضان.. الله الغني عن صيامكم.. ردوا الأراضي أو ادفعوا مديونياتكم. للأسف، مصر وقعت على مر السنين بين فكي اللصوص والفاسدين.. الآن عندكم فرصة للتطهُّر.. أيها اللصوص ادفعوا مستحقات الدولة، فليست أموالها حلالاً بلالاً.. أموالها نار تحرق من يلمسها ظلماً وعدواناً.. استجيبوا لدعوة الرئيس، واستجيبوا لمناشدات المهندس محلب، واللواء أحمد جمال الدين.. مصر أحوج ما تكون لكل قرش.. لا نريد منكم تبرعات ولا هِبَات.. فقط نريد الحقوق ونريد الضرائب أولاً. ويتابع الكاتب منذ فترة لقاءات المهندس محلب بمغتصبي أراضي الدولة.. بعضهم يستخف بما تطلبه الدولة.. بعضهم يماطل.. علمت أن محلب فاض به من البعض، وهدد باتخاذ الإجراءات القانونية.. وعلمت أن اللواء أحمد جمال الدين قال إنه لا تهاون في حق الدولة.. الأخبار الصادرة عن لجنة محلب تؤكد أن الحكاية مش هزار.. تفتح ذراعيها للتصالح.. جملة المديونيات تصل إلى ثلاثة مليارات جنيه، فلماذا يتلكعون؟ ويرى أمين أن وجود اسم محلب وجمال الدين في لجنة استرداد الأراضي مهم.. يعطيني الإحساس بالأمل.. ويعطيني الإحساس بالثقة.. يشعرني أيضا بأهمية وجود رجال حول الرئيس.. الاسمان مهمان ومخلصان.. أضم إليهما السيدة فايزة أبوالنجا.. مصر تحتاج لمئات من هؤلاء الرجال.. مصر لن يبنيها السيسي وحده.. هو نفسه قال لم أفعل شيئاً من غير المصريين.. لا يعتبر ما قدمه إنجازات شخصية، ولكن إنجازات وطن».

ماذا لو ملّ الرئيس؟

نتحول نحو انتقاد النخبة التي تعارض كل ما يقوم به الرئيس، إذ يتساءل عماد أديب في «الوطن»: «ماذا يمكن أن يحدث لو استيقظ الرئيس عبدالفتاح السيسي غداً وقرر أنه لم يعُد يتحمل حالة الجنون التي أصابت النخبة السياسية في مصر، ولا حالة الهستيريا التي أصابت بعض الإعلاميين؟ ماذا يحدث لو قال الرئيس محدثاً نفسه: «ما الذي يجبرني على تحمل كل هذا الإرث الثقيل الذي لا تطيق حمله الجبال؟ ماذا يحدث لو شعر الرجل بحالة من عدم التقدير لما فعله ولما يفعله وأصيب بالإحباط الشديد؟ ويؤكد الكاتب أن الذين يعرفون عبدالفتاح السيسي عن قرب، والذين عاصروا معه فترة اتخاذ قرار الترشح للرئاسة، حينما كان وزيراً للدفاع، يعرفون أن مسألة الحكم ليست مطمعاً، ولم تكن أبداً حلماً يراوده.. الذين يعرفون الرئيس السيسي جيداً يدركون أن هناك جانباً من «الزهد الصوفي» في تركيبة شخصيته، وأن أقرب لحظات صفائه هي حينما يسجد شكراً لله. يضيف عماد، المال، السلطة، الشهرة لا تشغل بال الرجل، فهو من عائلة تجار ميسورة الحال لا تبحث عن وظيفة مضمونة لأحد أبنائها.. عائلة السيسي تعرف أن ابن حي الجمالية اختار دخول الكلية الحربية لعشقه العميق للعسكرية، ومن أجل خدمة الوطن، وليس من أجل أي هدف آخر.. أسوأ ما يمكن أن يضيق به صدر أي حاكم هو عدم الشعور بالتقدير المناسب لما يفعل».

وهم أم حقيقة؟

من أبرز المشاريع التي يولي لها السيسي اهتماما كبيرا استصلاح مليون ونصف المليون فدان في الصحراء، وهو الأمر الذي يضع سليمان جودة في «المصري اليوم» شروطاً أربعة لنجاحه: «أولها أن يقوم المشروع على بحوث زراعية وإرشاد من النوع الحقيقي، من أجل تعظيم العائد من ورائه كمشروع في نهاية المطاف.
وثانيها، أن يستند المشروع إلى «التعاونيات» كفكرة أساسية، حتى لا يتكرر مع الشباب، الذين سوف يلحقون للعمل به هناك في صحرائنا، ما يحدث مع الفلاحين في مواسم حصاد الأرز والقمح عندما يظل المحصول مُلقى على الأرصفة لأسابيع وربما لشهور. وثالث الشروط، أن يقترن المشروع بالتأسيس لتصنيع زراعي يتوازى معه في مكانه، فيعمل فيه عندئذ، مئة ألف شاب- مثلاً- بدلاً من أن يكونوا عشرة آلاف. وآخر الشروط، أن نكون جاهزين مبكراً لتصدير محصول المشروع إلى دول من حولنا، لأن عقود التصدير في مجال الزراعة يجري توقيعها مبكراً جداً، ولأنه من السذاجة أن نتصور أن التفكير في التصدير لجلب الدولار إلى خزانتنا العامة يأتي في وقت لاحق لزراعة محاصيل المشروع.. إنه يتم معها، في الوقت نفسه، لحظة بلحظة، وبالتوازي، وقدماً بقدم. ويتساءل جودة: إذا كنا سوف نُنفق على كل فدان من إجمالي المساحة ألف جنيه مثلاً، فهل سيكون عائده أكبر منها، أو مثلها على الأقل، أم أنه سيكون أقل؟ هذه ألف باء أي دراسة لأي جدوى اقتصادية في الصحراء، أو في غير الصحراء، لأننا في النهاية إزاء مال عام، لا يجوز إنفاق قرش صاغ واحد منه إلا في مكانه».

كلاي قهره الموت فقط

أما عبد القادر إبراهيم فكتب في «الأهرام» قائلا: «في الوقت الذي نستقبل فيه الشهر الفضيل ونقرأ فيه كشف حساب أعمال الرئيس خلال عامين، ونجاحه في هز عرش العالم بوقفته وانتفاضته مع الشعب المصري في 30 يونيو/حزيران ضد الطغيان والفساد والإرهاب.. فوجئ العالم أجمع بضربة قاضية وجهها إليه الأسطورة محمد علي كلاي بطل العالم في الملاكمة، الذي قهره الموت بعد أن قهر نجوم العالم وهز عرش الملاكمة بداية من دورة طوكيو 1964 حتى قبل اعتزاله في الثمانينيات.. إنهما رجلان كانا حديث العالم، الأول، بعقله وحكمته وقيادته وشجاعته التي جعلته يحمل رقبته فوق كفه. والثاني بيده ومهارته وإرادته وإنجازاته وتاريخه الذي كتب في الذاكرة وسيظل محفورا فوق الجبين، مادامت لعبة الملاكمة تظهر على وجه الأرض. ولمن لا يعرف كلاي من الشباب نقول له بعضا من كلماته: «لا تكن كثير الكلام ما دمت تستطيع إثبات ما تقوله»، و«إن الأبطال لا تصنعهم صالات التدريب تصنعهم إرادتهم وتحديهم وموهبتهم وحلمهم وثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الاحتمال». وكانت آخر كلماته أن الإرادة أقوى من المهارة، وعلى من يريد بطولة أن يقوى إرادته بالإضافة لمهارته».

كلاي تحدى النظام الأمريكي

لازلنا مع رثاء الأسطورة الذي مات مؤخراً ورثاؤه هذه المرة بقلم عبد الفتاح عبد المنعم في «اليوم السابع»: «نجح كلاي في أن يحطم قيود الرق واللون عندما نجح في أن يكون أسطورة حقيقية في حلبة الملاكمة، وأن يحقق انتصارات في هذه الحلبة خلدت اسمه، وحول الملاكمة من صراع الأجساد إلى صراع العقول، وعندما نجح كلاي في أن يتحدى النظام الأمريكي ويرفض المشاركة في حرب فيتنام مثله مثل الآلاف الذين رفضوا هذه الحرب العنصرية، كتب الرجل أسطورته التي لو كانت في عهد ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي «داعش» لربما فكر ألف مرة قبل أن يعلن إسلامه، خاصة أن الميديا الغربية تلصق الإرهاب بالإسلام وجرائم «داعش» بالدين الحنيف. وتخيل معي لو أن كلاي ظهر مع عنصرية ترامب المرشح الأمريكي الذي حول كل الأمريكان إلى عنصريين بسبب سياسيته العنصرية تجاه كل مسلم، بالتأكيد لو كان كلاي موجودا في عهد المرشح الأمريكى لتم طرده وإهانته على يد ترامب وجماعته. والحقيقة أن كلاي أعطى لهذا المرشح العنصري درسا في الانتماء، وهو ما ذكره تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن الملاكم الشهير، كما عرف بأدائه منقطع النظير في الحلبة، فقد عرف عنه امتلاكه لعقل ذكي، وحصافة لسان غير معهودة، وهذا أمر من الواضح أنه لم يقل مع التقدم في السن، على الرغم من معركته الطويلة مع مرض الشلل الرعاش».

الحاج كوبر

أمام الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني لمنتخب مصر الكروي، فرصة هائلة ليغزو قلوب المصريين جميعاً، ويثبت أهليته بتدريب المنتخب وأحقيته في الـ150 ألف دولار، يوزع «شنط رمضان، ورمضان كريم مع تحيات الحاج هيكتور كوبر». ويؤكد حمدي رزق في «المصري اليوم»: «انه طالما حضر صلاة الجمعة في دار السلام جماعة، وأنصت إلى الخطبة متفهماً، وترجمت له معانيها ليذوق شهد الكلمات، الرجل جاهز، ع الحلو دقة، آه لو أبوتريكة لايزال كابتن المنتخب، كان عملها أمير القلوب، وشاهدنا كوبر في الأزهر الشريف. اللهم اشرح صدر كوبر للإسلام، هذا دعاء شباب الصحافيين، حتة شغل، نحتاية، قصة إخبارية مثيرة في صيام رمضان، شدوا حيلكم يا جماعة، تفرق كتير مع المنتخب الوطني أن يشهر كوبر إسلامه قبل تصفيات كأس العالم. يا سلام، يبقى منتخب الساجدين بجد وجديد، وحق وحقيق، أبو صلاح يسجد في الملعب بعد كل هدف، وكوبر يسجد في المنطقة الفنية بعد كل تصد من الشناوي، وناجي يقرأ الفاتحة على رأس الحضري، يرقيه من الحسد.. عاد شاباً. ويؤكد الكاتب أن الإصرار الصحافي والفضائي والإلكتروني على أسلمة المدربين واللاعبين الأجانب الذين يهبطون أرض مصر عجبة برقبة، افتكاسة إسلام هيكتور كوبر مثل نكتة قديمة عن المدير الفني الألماني للزمالك 2002 «أوتوفيستر»، قيل عن التزامه الفندقي (فى الفندق وخارجه) الكثير والمثير، ولُقِّب في البيت الأبيض بـ«الحاج فيستر»، ونال حظوة وشعبية، حتى كانت فضيحة الـ1/6، طُرِد شر طردة، وهذه كانت نهاية الحاج فيستر الكروية».

ممنوع الطهي في المساجد

رمضان شهر الصوم والتعبد ومن أبرز خصاله الاعتكاف في المساجد لكن وزارة الاوقاف دأبت خلال العامين الأخيرين على التشدد حيال الراغبين في الاعتكاف. وفي حوار لوزير الأوقاف محمد مختار جمعة مع «أخبار اليوم» كشف عن أنه شدد على جميع المديريات والمفتشين بضرورة قصر الاعتكاف على المساجد المصرح لها من الأوقاف، واتخاذ الإجراءات الحاسمة تجاه أي جماعة تقيم اعتكافا بلا تصريح من الأوقاف، باعتباره اجتماعا خارج إطار القانون، وأن الزوايا والأماكن غير المصرح لها بالاعتكاف يجب أن تغلق بعد الانتهاء من صلاة التراويح. والاعتكاف سيكون بضوابط العام الماضي نفسها وببطاقة الرقم القومي، وليعلم الجميع أن هذا القرار في مصلحة المواطنين حتى لا يندس وسط المعتكفين، المطلوبون أمنيا والخلايا النائمة التي تؤجج المواطنين، واستغلال التجمع في الاعتكافات وغير ذلك، مع العلم أن وزارة الأوقاف أشد حرصا على إحياء سنة النبي (صلى الله عليه وسلم). وفي الوقت نفسه تؤكد الوزارة على أن ثواب العمل والإنتاج وقضاء حوائج الناس وتحقيق فروض الكفايات من إطعام الجائع، وكساء العاري، ومداواة المريض، وتحقيق الكفاية التي لا تقوم الأوطان إلا بها، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة لمجتمعنا، لا يقل عن ثواب الاعتكاف. كما لن نسمح لأحد بالإشراف على الاعتكاف إلا لمن ينطبق عليه قانون الخطابة، ويملك تصريحا بالخطابة معتمدا من وزارة الأوقاف وسنحاسب كل من يقصر في ذلك حسابا عسيرا، لأن السيطرة على المساجد لن تحدث إلا إذا كان هناك عقاب رادع للمقصر والمخالف للتعليمات. ولن نسمح للمتشددين ولا المتطرفين ولا الخلايا النائمة ولا الميتة بالسيطرة على المساجد».

السودان ضد مصر

قال السفير إبراهيم يسري المحامي الدولي: «إن السدود التي تقوم دول حوض النيل ببنائها، وراءها كل من الكيان الصهيوني وأمريكا لتحقيق مصالح خاصة لهم». ونقلت «الشعب» عن الفقيه الدستوري الذي كان أحد أبرز خصوم نظام مبارك، وصفه بشأن ما تشهده مصر من تهديدات بالعطش، بالكارثة حسبما حذر في العديد من المواقف. كما أكد يسري أن السعودية تقوم بتمويل سدود السودان، على الرغم من علمها أنها سوف تضر مصر، لكن السدود السودانية ستعود بالخير على السعودية، مشيرا إلى أن السعودية لها مشاريع واستثمارات كثيرة في أفريقيا. وتابع يسرى قائلًا: «إن السودان متآمر على مصر، وكان السبب الرئيس في توقيع مصر على اتفاقية سد النهضة، وهي الدولة الوحيدة المستفيدة من السد».

كي لا نكون على الهامش

يشعر الكثير من الكتاب بالخوف بسب تراجع قيم الدولة المدنية وحقوق الإنسان وهو ما قد يؤدي لكارثة، ومن بين المتخوفين من هذا المصير أحمد بان في «البديل»: «آفة هذا البلد هو ضعف المجتمع المدني أو البنيان السياسي البديل، وغياب حركات الضغط التي تنحاز للناس، سواء نقابات أو اتحادات عمالية حرصت الحكومات المتعاقبة على إخصائها وليس حتى تحييدها. نقطة البدء الصحيح هي في أحياء الوعي بأهمية وجود مجتمع مدني حقيقي، وخروج الطبقة الوسطى من حالة اللامبالاة إلى حالة المشاركة الواعية في اتحادات عمالية ونقابية وطلبة، تعكس طيف السياسة الواسع في بناء واحد وقائمة واحدة تدخل كل انتخابات، بدءا من المحليات وحتى النقابات وصولا إلى البرلمان وتشكيل الحكومة. تجردوا من شهوة المنافسة والسعى للاستئثار بالحكم لعقد واحد فقط، عشر سنوات من العمل المشترك كافية أن تحقق شروط دولة حقيقية تستطيع أن تقبل منافسة بين تيارات متعددة، أما المنافسة على شبه دولة فلن تدع مصر حتى شبه دولة. نحوا أطماعكم وخلافاتكم الوهمية جانبا، واضربوا مثلا صادقا على انتمائكم لهذا البلد وحدبكم عليه، إفعلوها من أجل الأجيال القادمة ومن أجل الله، إن كان بعضكم لازال يؤمن بوجوده ويخشى لقاءه يوم العرض».

من حقهم أن يفرحوا

فرحة سكان العشوائيات في القاهرة لا توصف بعد قيام الرئيس السيسي بافتتاح مشروع الأسمرات في المقطم لتسكين سكان العشوائيات في الدويقة في منشية ناصر واسطبل عنتر وعزبة خيرالله الذين يتسلمون 30 ألف شقة قبل عيد الفطر، وكما يقول محمد الهواري في «الأخبار»: «لقد أصبحت أمنية كل مواطن وأسرته في هذه العشوائيات حقيقة واقعة في عمارات ووحدات سكنية فندقية. مسكن يليق بالمواطن والأسرة المصرية، للحفاظ على الكرامة الإنسانية أحد أهداف الثورة.. فالمسكن الصحي أحد أهم حقوق الإنسان التي يحرص الرئيس السيسي على تحقيقها سواء لسكان العشوائيات أو بتوفير الإسكان الاجتماعي للأسر المحتاجة في جميع المحافظات، إضافة للإسكان المتوسط. لاشك أن إعطاء الأولوية لتوفير المسكن يحقق الاستقرار للأسرة المصرية، ويدفعها للعمل والإنتاج وإعداد أبنائها للمستقبل والتنشئة الصحية للأبناء لإعداد أجيال قوية قادرة على بناء مصر الحديثة والانطلاق للأمام. من لا يعرف قيمة المسكن للأسرة التي تعيش في العشوائيات أو في المقابر لا يمكن أن يقدر مدى معاناة هذه الأسر في الحياة الحرة الكريمة.. فالمسكن أهم ضرورات الحياة لذا فإن إعطاءه الأولوية يحقق العدالة الاجتماعية ويزيد من انتماء أبناء هذه الأسر للوطن الذي حقق لهم هذه الأولوية المهمة. مرحباً بسكان الأسمرات، والأهم من ذلك هو إزالة العشوائيات التي كان يسكن فيها هؤلاء، وحظر إقامة أي عشوائيات عليها.. وحظر البناء تماماً في العشوائيات القائمة حى تكون مصر خالية من العشش والإسكان العشوائي».

السيسي يشبه كلاي لكنه عاجز لأننا نعيش في «شبه» دولة.. والاعتكاف في المساجد ببطاقة الرقم القومي

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول RAFEEK KAMEL:

    احيانا يكون الكلام فى الهوا والكلام مجرد كلام…والكلام اكثر شهدا وحلاوة من العسل نفسه..
    لو تحقق عشر ماذكر فى هذه المفالة لقلنا انتى بخير يامصر

إشترك في قائمتنا البريدية