في حوار حول كتابه الاخير شريط العرب السيئ : جاك شاهين: هوليوود جعلت العرب العدو الأول لأمريكا!
ابراهيم درويشفي حوار حول كتابه الاخير شريط العرب السيئ : جاك شاهين: هوليوود جعلت العرب العدو الأول لأمريكا!لندن ـ القدس العربي ـ هوليوود ومنذ اكثر من قرن عملت علي تشويه صورة العربي وبطريقة منظمة، هذه حقيقة معروفة بين العاملين في حقل الاعلام الاتصالي وفكرة التنميط عن بقية الشعوب التي مارستها خلال تاريخها. وفي الوقت الذي مارس فيه منتجو هوليوود عملية التنميط للشعوب الاخري فان صورة الاخر الخارج عن هوليوود ظلت تتراوح قربا او بعدا بحسب الظرف، فهناك قطعا صورة سيئة عن السود، الافارقة والافارقة الامريكيين، واللاتينو، ابناء امريكا اللاتينية، والاسيويين، اليابانيين والصينيين، والهنود، من شبه القارة الهندية ـ والهنود الحمر، سكان امريكا الاصليين، ولكن ما يهم في هذه المعالجة انها تعرضت للتعديل او التغيير فيما اختفت بعضها ولم تعد موجودة، مقارنة مع نظرة هوليوود للعربي التي ظلت سيئة وتعتمد علي مجموعة من النمطيات السلبية عن العربي الشرير، الشهواني، الذي يمارس القتل والارهاب ويلاحق المرأة الغربية من اجل الحصول علي جسدها قبل ان يضمها الي حريمه، وصورة العربي النمطية، مرت بمراحل الا انها حافظت علي تصاعد خطي اي انها لم تحد عن فكرة التعميم التي قدمت العرب والعربي كوحدة واحدة لم تفرق بين العربي المسيحي والمسلم، بل ربطت الاسلام بالعربي مع ان المسلمين من خارج اطار العروبة يظلون اكثر من العرب. ومع ان العرب ساميو العنصر والاصل الا ان معالجتهم في السينما اختلفت عن اليهودي او الصهيوني.ويطرح الباحثون في علم الاتصالات عن السبب او الاسباب التي جعلت من الصورة العربية في الاعلام الهوليوودي ثابتة وجامدة تعتمد علي افكار قديمة ولم يعد لها مكان في عالم القرية الصغيرة اليوم. بالنسبة للعربي العادي الذي يشاهد هوليوود وافلامها، اذا اخذنا بعين الاعتبار ان معظم الافلام تصدر من هوليوود فالاخيرة يسيطر عليها اليهود ولهذا يقومون بدعم من اللوبي الاسرائيلي بتأكيد الصورة، ومع ان هناك جزءا صغيرا من الحقيقة الا انها ليست الحقيقة. هوليوود في معالجتها للعربي في افلامها ورثت الصورة النمطية التي قدمها الاعلام الشعبي الاوروبي الذي جعل من الاخر مستعمرة وقدم صورة مغايرة عنها، ولكن الصورة العربية لها علاقة بالجهد العربي الذي اكتفي بالمراقبة والشكوي دون محاولة الدخول في عالم هوليوود فالتواجد العربي في السينما الامريكية معدوم، مع ان المهاجرين العرب يحملون نفس التواريخ التي يحملها المهاجرون الاخرون الذين يشكلون امريكا اليوم. وهؤلاء العرب نسبة المسلمين منهم 40 بالمئة اما البقية فهي من الاقليات المسيحية التي بدأت هجراتها الي امريكا الشمالية في نهايات القرن التاسع عشر، وهؤلاء اندمجوا في الحياة العامة الامريكية، والكثيرون قاموا بالدفاع عنها وشاركوا في حروبها في فيتنام والحرب الكورية والحرب العالمية الثانية. ومع ذلك لا يوجد في السينما الامريكية فيلم او محاولة لاظهار الجانب الاخر من حياة الامريكيين العرب، بل ان الجيل الجديد من ابناء العرب الامريكيين غالبا ما يواجهون باسئلة تقوم في الاعم الاغلب علي ما يراه الامريكيون من مشاهد في الافلام، فعربية تقول انها غالبا ما تواجه سؤالا فيما اذا ركبت جملا او ان اهلها عاشوا في خيمة، وهي الصور النمطية التي ترسم عالما غرائبيا عن العرب الذين يجمعون الجمال مع سيارات الليموزين والقصور الرخامية مع الخيام الكبيرة. ومع ان صور العربي تتعدد من ناحية التعميم، فالمصري، والفلسطيني، والمسلم، والشيخ والحريم الا انها تشترك في اطار واحد وهي تصويرها عبر زاوية سلبية، فصناع الصور والخيالات في هوليوود لم يركزوا عدساتهم علي جوانــب اخري ايجابية للعربي الذي علم الانسانية الارقـام، وشارك في الاختراع. العربي بدائي، في شكله، ونظراته، وملامح وجهه خاصة انفه المعقوف الذي يذكر بالساميين، ولكن سامية العربي تختلف عن سامية اليهود، وهو ما دعا الباحث جاك شاهين للحديث عن العداء الجديد للسامية في هوليوود. وجاك شاهين استاذ علم الاتصالات في جامعة جنوب ايلينويز، ومستشار سابق لشؤون الشرق الاوسط لشبكة انباء سي بي اس ، ويعتبر من اهم الباحثين الذين حللوا صورة العرب في الاعلام الامريكي، خاصة السينما، لديه الكثير لقوله عن مصير العرب علي ايدي صناع السينما الامريكي، وهو في البداية يرفض فكرة المؤامرة اليهودية في هوليوود، حيث يقول ان العرب لا يعملون ولا يقومون بالجهد اللازم لاقناع صناع السينما، وانشاء جماعات ضغط داخل عالم هوليوود. شاهين الذي زار لندن في نهاية العام الماضي بدا متحمسا لفكرة انشاء مهرجان او تظاهرة سينمائية عربية ـ امريكية، حيث اقترح دبي لتحتضن مثل هذه التظاهرة ولكي تكون بمثابة العربي الجيد لاظهار جوانب القصور في معالجة امريكا لصورة العربي/ المسلم في افلام هوليوود. وينتمي جاك شاهين الي جيل من العرب الامريكيين الذين جاء اباؤهم واجدادهم الي امريكا واسهموا مثل غيرهم في خدمة بلادهم، ومع ذلك يشعر مثل كل العرب الامريكيين بفكرة الاجحاف الذي تعرضوا له علي ايدي الكاميرا الامريكية. وكان حزينا جدا علي المصير الذي لقيه اول سينمائي عربي قاتل من اجل صورة جميلة للعربي وهو المخرج المعروف مصطفي العقاد الذي قتل في هجمات عمان في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، فالعقاد استطاع تأكيد نفسه في سينما هوليوود في زمن كانت فيه الهجمة علي العربي علي اشدها، واذا اخذنا بعين الاعتبار العامل الاسرائيلي الذي اسهم في تعزيز وتأكيد صورة عنصرية عن العرب وبالضرورة عن الاسلام. حاك شاهين يقول انه كافح من اجل اصدار اول كتابه له في الهم الذي يمكن ان نطلق عليه هم صورة العرب ، ولم يصدر الكتاب التلفزيون العربي ، الا في عام، 1984، ومع ان هذا الكتاب مع كتاب الصورة النمطية للعرب والمسلمين في الثقافة الشعبية الامريكية تعتبر من الكتب المهمة التي يدرسها طلاب علم الاتصالات في الجامعات والاكاديميات الا انه يتحسر ان هذه الاعمال لم تجد طريقها بعد للقارئ العربي. وللتخفيف عليه اقترحت ان اقوم بالمهمة، فما كان منه الا ان اعطاني عنوان ناشره انترلينك المؤسسة التي تحدثت عنها الباحثة سلمي الخضراء الجيوسي وقالت انها خدمت الادب والثقافة العربية بشكل كبير. بدأ اهتمام جاك شاهين بصورة العرب في الاعلام الشعبي، كهواية عندما كان اطفاله يشاهدون افلام الكرتون المليئة بالكثير من النمطيات واخذ يحلل هذه الصور. وتطور هذا الهم لعمل منظم، حيث اقتضي منه عملا كبيرا للبحث في الافلام وتحديدها، والعثور علي ما لم يعد موجودا، خاصة ان تكنولوجيا الفيلم شهدت قفزات من الفيلم الصامت، والاسود والابيض والملون، اضافة الي انه في عصر الاعلام المتعدد، ودي في دي فافلام الفيديو قد تختفي وللابد من رفوف مكتبات الفيديو. شاهين يقول انه يتجنب التعميم عندما يتعلق الامر بالعربي في هوليوود وهو يقسم منتجو الافلام الي ثلاثة اقسام، ثلث لا تهمه صورة العربي ايا كانت، وقسم يهتم بتقديم العربي كما يقول كعدو اول لامريكا، وقسم ثالث لديه الرغبة في احداث نوع من التغير. ومع ذلك وخلال تحليله لاكثر من الف، وجد ان الصور الايجابية للعربي قليلة جدا وتعد علي الاصابع، يذكر في هذا الاتجاه فيلم ملوك ثلاثة عن حرب الخليج الاولي (1990-1991)، وفيلم نعم ، الاول قدم صورة انسانية عن العراقيين، اما الثاني فقدم العربي في اطار انساني، وموضوع للحرب والعلاقات العاطفية. مقابل الوف من الصور والافلام التي نزعت الانسانية عن العربي والتي لا تعود كما شائع ومعروف لفيلم شيخ (1921) ولكن ابعد من هذا الي عام 1907. والمهتم سيجد الكثير من الامثلة التي تشير الي البدائية والوحشية والتخلف في افلام تعود الي عشرينات القرن الماضي المومياء (1942)، القاهرة (1942) الي فيلم حصار (1998)، قواعد الاشتباك (2000)، وقبلها بروتوكول (1984)، قوة دلتا (1986). جاك شاهين لا يدعو اعلام الصورة في هوليوود لرسم صورة وردية عن العرب وثقافتهم ولكنه يطالب بان يعاملوا بنفس الطريقة التي عومل فيها اللاتينو، واليهود، والسود، والشرقيين (الصين واليابان)، والهنود الحمر، وهو يقول ان اليهود تمت قولبتهم في السينما في بداية ظهورها الا انه بالمقارنة فالعربي ظل يعامل كعدو وفي قالب سلبي منذ بداية الكاميرا وحتي الان. يقر، جاك شاهين ايضا بوجود منتجي افلام باجندة سياسية، مشيرا تحديدا الي الافلام العنصرية التي قدمها مناحيم غولان، ويورام غولباس، فمن خلال شركة كانون قدم هذا الثنائي العنصري 26 فيلما. يتحدث شاهين عن الاثر الذي تتركه هذه الافلام علي المشاهد العربي، والعربي الامريكي تحديدا حيث يقول ان العرب الامريكيين يواجهون اسئلة محرجة عندما يتعلق الامر بصورتهم، وتجعل الكثيرين ممن يحملون اسماء عربية الهروب منها، عبر الحذف او الاختصار كما حصل مع اف. موراي ابرامز الذي يقول انه عندما بدأ العمل في السينما، كان واعيا ان اف والتي تشير الي اسمه فريد لن تجعله مقبولا من صناع ومغولات هوليوود. نمطية العربي وقولبته تعود الي ادبيات القرنين الثامن والتاسع عشر، في اوروبا، وتظهر في افلام بدايات القرن العشرين عند المخرج الفرنسي جورج ميلي، حيث تمت قولبة العربي والمرأة العربية في فيلم قصر الف ليلة وليلة (1905). ان هوس هوليوود بالعربي القبيح، تتبدي احيانا في الافلام التي تعود لفترة السينما الاولي التي تنتج باخراج وطاقم جديد في عقود لاحقة، خذ مثلا فيلم كنوز الملك سليمان (1950) قدمه غولان في عام 1987 بنسخة جديدة عن العربي الفاسد الذي يحاول اغتصاب البطلة البيضاء، وكذا يلاحظ الامر في افلام المومياء التي تقوم علي توليفة معروفة عن قيام سارقي الآثار وحفاري القبور بازعاج الموتي مما يؤدي الي ايقاظ اللعنة، ففي افلام الاربعينيات مثلا صورة العربي قد تكون سلبية ولكنها لم تتحول الي كاريكاتير كما في افلام عودة المومياء (2001) وافلام انديانا جونز . العرب اليوم، والمسلمون في افلام هوليوود تؤكد صورتهم كغرباء، دخلاء، مشرعين السلاح يريدون تدمير امريكا، كما في فيلم حصار ، وفي العادة يتم تشويه الصورة من خلال المشاهد للمساجد حيث يقوم المخرج بقطع سريع وتحول الي مسلمين، متطرفين يقومون بقتل الامنين. هناك جرأة في عملية القتل العشوائي التي يقوم المخرج بتصويرها للمسلمين، ففي افلام فيتنام، ابتعد المخرج عن المشاهد التي تصور قتل الاطفال والنساء والكبار في السن، ولكن في افلام العرب والمسلمين صار هذا امرا متاحا وموجودا. والملاحظ ان وزارة الدفاع الامريكية التي رفضت في الماضي التعاون مع افلام من هذا النوع، افسحت المجال لافلام الفرق الخاصة، وافلام لحاكم كاليفورنيا الحالي ارنولد شوارزنيغر، اكاذيب حقيقية مثلا.جاك شاهين، المراقب الحذر لافلام هوليوود، قدم عام 2003 كتابا هو بمثابة المعجم او الدليل لكل الافلام التي قدمتها سينما هوليوود عن العرب والمسلمين، والتنوعات الاخري التي ترتبط بهم، وقدم فيه تحليلا شاملا ووافيا لـ 900 فيلم ويحمل عنوان شربط العرب السيء: كيف شوهت هوليوود امة . وتكشف الافلام صورا عن البذاءات التي تلفظ بها ممثلون، الغالبية العظمي من ابطال هوليوود، شتموا العرب، الاخوة ماركس، بوب هوب، بن كروسبي، والتي تراوحت بين وصف العرب اولاد الحرام ، الي الخنازير ، عباد الشيطان ، ابناء ابن اوي ، الفئران اولاد المعزة ، ابناء العاهرات، و ابناء الجمال وهذه فقط التعبيرات المقبولة للذوق، مقابل الكثير من التعبيرات المشينة للذوق والحس، فالعربي ايراب في مصطلحات هوليوود، اصبحت تعبيرا سلبيا يشبه تعبير نيغر/ زنجي . وفي اطار النمطية السلبية عن العربي تظهر الافلام كما كبيرا من القولبات عن العربي المسلم، القاتل، المغتصب، السارق، الشهواني، الاشرار، الكلاب، والقرود، وفي الثمانينات من القرن الماضي، حاولت سينما هوليوود تقديم الشخصية السوداء النبيلة التي تقوم بتدمير العرب، الشرير وتاجر الرقيق خذ مثلا افلام ايدي ميرفي، وصمويل لي جاكسون (قواعد الاشتباك، 2000)، وديزني واشنطون وشكيل اونيل (فيلم كازام/ كاظم 1996). والغريب في هذه الصور ان العرب قدموا باعتبارهم حلفاء للنازية، في تجاهل واضح للكثير من الجنود العرب، خاصة من شمال افريقيا الذين قاتلوا في صف الحلفاء ضد النازية، بل ان فرنسا المحررة، اعترفت بفضل المغاربة الذين شاركوا في تحريرها. ويعتقد جاك شاهين ان افلاما مثل قواعد الاشتباك الذي يتخذ من اليمن ارضية له، لا يقوم بتعزيز النمطية السلبية في شكلها التاريخي، ولكنه يقوم بالتعميم عندما يشير الي ان العرب قاطبة هم معادون لامريكا. فكرة قيام العرب بغزو امريكا وتدميرها ام تظهر في افلام التسعينات او الافلام التي جاءت بعد هجمات ايلول (سبتمبر) ولكنها حاضرة في افلام قديمة مثل الايدي الذهبية لكريغال (1949). مع هذه الصورة جاءت صور اخري عن شيوخ النفط العرب، بعباءاتهم الذين يحاولون الحصول علي اسلحة نووية لتدمير امريكا، وهنا طرأ نوع من التحول علي صورة الشيخ العربي الشهواني الي الشيخ العربي الخطير الذي يريد تدمير امريكا، هذه الصورة حاولت افلام مناحيم غولان تعزيزها هجوم النسور في الفجر (1970). في تحليله لتمظهرات العربي في السينما الامريكية، يحدد شاهين اربعة صورة نمطية انتجت كما هائلا من الصور الصادمة، وهي صورة الاشرار الذين يقوم الاخيار الامريكيون بقتلهم، وصورة الشيخ التي حصلت علي 160 فيلما، واول فيلم فيها يعود الي عام 1907 قوة السلطان . في الماضي كان الشيخ العربي يعيش في الصحراء محاطا بالمال والنساء، اما افلام اليوم فالعربي الشيخ، هو الذي يقوم بتشغيل صاروخ، يملك النفط، والمال الكثير ويستخدم الاسلام لتبرير افعاله، الشيخ هنا هو بالضرورة معاد للمسيحية واليهودية. الصورة الثالثة للعربي هي صورة المرأة، الخانعة المستعبدة، التي لا دور لها الا ارواء ظمأ الشيخ، ومعظم النساء العربيات يظهرن كراقصات لهز البطن، وكحيوانات يحملن البضائع علي رؤوسهن يتبعن الرجال. ومع معالجة صورة الملكة المصرية كليوباترا، صارت المرأة العربية بمثابة الثعبان (سعدية، 1953)، وحوش المغرب، 1966 وفي بعض الاحيان تظهر المرأة كارهابية تريد تدمير الغرب المرأة النمرة 1920 . وهناك قلة من الافلام التي قدمت بعدا ايجابيا للمرأة العربية، وفي الغالب فالبطل الغربي ممنوع من اقامة علاقة مع المرأة العربية لان هوليوود مارست حظرا علي هذه الصورة، والحالات التي حدثت كانت استثناء، كما في فيلم شيخ وبعد ان تم تأكيد الحقيقة ان اصل البطل اوروبي وليس امريكي. المصريون مظهر اخر من مظاهر القولبة، فهناك اكثر من 100 فيلم، معظمها عن المومياء تكثر فيها قولبة المصري، والاستثناء الوحيد لهذا جاء في بعض الافلام التي عالجت صورة كليوباترا. البعد الاخير والاخر من قولبة العرب تظهر هي الفلسطينيين حيث ظهرت معظم الافلام في العقود الاخيرة من القرن العشرين، اي في الثمانينات والتسعينات، 1983 ـ 1989، وتسعة افلام في الفترة ما بين 1990 ـ 1998، والملاحظ في هذه الافلام هي غياب صورة الفلسطيني العادي عنها، ولم تعرض هوليوود لو فيلما واحدا عن عائلة فلسطينية تكافح من اجل البقاء في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وتمسكت معظم الافلام بالشعار الصهيوني ان فلسطين هي ارض بلا شعب كما في فيلم سيف الصحراء (1948)، وفي فيلم الخروج (1960) قام بول نيومان باعلان الحرب علي الفلسطينيين. ويشير شاهين الي الدور السام الذي لعبته افلام غولان التي كانت في جوهرها دعائية مغلفة بغلاف الترفيه. هناك في هوليوود افلام معادية للعرب في موضوعها، ولكن في بعض الافلام تم حشر العربي بصورة لتؤكد نية المنتجين علي تقديم اجندة معادية للعربي، ويشير شاهين الي 250 فيلما، وقد شارك في هذه الافلام مخرجون معروفون من سبيلبيرغ، فرانسيس فورد كوبولا، وريدلي سكوت، مع ان شاهين كان متحمسا لفيلم الاخير مملكة السماء حيث قال برافو محييا سكوت في عمله الاخير. عن الاسباب التي ادت بتأكيد هذه النمطية، لا يغفل شاهين العامل الاسرائيلي وعوامل اخري، حيث يقول ان الصورة ظهرت اكثر بعد انشاء اسرائيل عام 1948، ولكن حظر البترول، وانتصار الثورة الاسلامية، وغزو اسرائيل للبنان والانتفاضة الفلسطينية وحرب الخليج كانت عوامل اسهمت في هذه القولبة. اما عن سبل الحل والاسهام فيه، فشاهين يتحدث عن الحوار وتقديم الدليل لصناع هوليوود انهم ولقرن من الزمان استهدفوا العرب، باعتباره الاخر المختلف. وبمعجمه الجديد هذا يأمل شاهين ان تصبح صورة العربي السيئ صورة من الماضي الذي لن يعود ابدا.جاك شاهين بروفسور علم الاتصالات في جامعة جنوب ايلينويز، ومستشار سابق لشبكة انباء سي بي اس ، له الصورة النمطية للعرب والمسلمين في الثقافة الشعبية الامريكية ، افلام الحرب النووية ، التلفزيون العربي .Reel Bad Arabs: How Hollywood Vilifies PeopleBy:Jack ShaheenArris BooksGloucestershire/20030