روحاني: حل الأزمة السورية بيد الشعب والحكومة الحالية يجب أن تبقى حتى الانتخابات

حجم الخط
0

الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني يتحدث خلال مؤتمر صحافي

طهران- (يو بي اي): قال الرئيس الإيراني المنتخب الشيخ حسن روحاني الإثنين، إن حل الأزمة السورية بيد الشعب السوري، معتبراً أن الحكومة الحالية يجب أن تبقى حتى انتخابات عام 2014.

وأعرب في أول مؤتمر صحافي له منذ إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية يوم السبت الماضي، عن رفضه “الإرهاب والحرب الأهلية في سوريا وأي تدخل لدول أخرى فيها”، مؤكداً أن “الشعب السوري يجب أن يحل الأزمة بنفسه”.

وشدد على ضرورة حل الأزمة السورية وعودة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد لما هو في مصلحة الشعب السوري، داعياً المجتمع الدولي والدول الإقليمية إلى المساهمة في ذلك.

وقال إن “الحكومة الموجودة حالياً في سوريا يجب أن تبقى حتى الانتخابات المقبلة عام 2014، وكل ما يريده الشعب السوري في الانتخابات يجب أن يحصل”.

وقال إن أولوية السياسة الخارجية الإيرانية هي إرساء علاقات ودية مع جميع دول الجوار عملاً بمبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل، معرباً عن تطلّع إيران “لأن تكون لها علاقات طيبة مع جميع دول الجوار، لاسيّما السعودية”.

وقال إن “لدينا علاقات قوية وجيدة مع السعودية وهناك أرضية للتعاون الاقتصادية والثقافي معها”، مشيراً إلى أن “السعودية تضم قبلة المسلمين”.

وأضاف “أنا مسرور جداً بأن أول اتفاقية أمنية قد وقعتها أنا شخصياً مع السعودية عام 1998، وأتمنى بأن تكون لنا علاقات وثيقة جداً مع السعودية في المرحلة القادمة”.

وقال إن حكومته “ستسعى للتعامل البناء مع العالم وأن تبع نهج الاعتدال”، وقال رداً على سؤال إن الاعتدال هو “الأسلوب الوسطي سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي”.

ووصف العقوبات على إيران بأنها “عمل جائر”، معتبراً أنها تعود بآثار سلبية على الغرب نفسه.

وقال “سنقوم بخطوتين لإنهاء العقوبات، الأولى هي أننا سنضاعف الشفافية في برنامجنا النووي الشفاف أصلاً، والثانية تعزيز الثقة بين إيران والمجتمع الدولي. وبعبارة أخرى سنعمل على رفع الحظر باتباع سياسة خطوة خطوة”.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت إيران مستعدة لتعليق تخصيب اليورانيوم، قال روحاني إن “إيران تخطت مرحلة تعليق التخصيب”، منوهاً إلى أنه “توصّل مع (الرئيس الفرنسي السابق) جاك شيراك إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي قبل أعوام، إلاّ أن البريطانيين لم يوافقوا عليه بفعل ضغوط الأمريكيين”، مشيراً إلى “أننا قطعنا شوطاً كبيراً في كسب ثقة العالم”.

وشدّد على أن حل المشكلة النووية الإيرانية “يجب أن يكون من خلال المفاوضات فقط وليس من خلال التهديد والمقاطعة والوصول إلى الثقة المتبادلة ويجب الاستفادة من التجارب السابقة”.

وقال إن “هناك فرصة سانحة لإقامة علاقات صداقة بين إيران والعالم”، وأضاف “نؤيد إبداء المزيد من الشفافية والثقة المتبادلة في البرنامج النووي خدمة لهذا البلد وسنعمل على تفعيل المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1”.

وأكد أن الحكومة المقبلة “ستحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الإيراني، وتسعى إلى رفع المقاطعة الظالمة عليه وتقيم علاقات أفضل مع العالم”.

أما بخصوص العلاقة مع الولايات المتحدة، فوصفها روحاني بأنها “مسألة معقدة وصعبة وليست سهلة وبسيطة. فهناك جرح قديم يجب أن نجد حلاً لمعالجته”.

غير أنه أكد أن إيران “لن تستمر في التجاذب والمواجهة. يجب أن يحكم العقل السليم وأن يفكر البلدين بحكمة لحل كل المسائل العالقة”.

ورداً على سؤال عن إمكانية إجراء حوار مباشر بين إيران والولايات المتحدة، قال روحاني إن “أي حديث مع أمريكا يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل والمساواة، ويجب أن يكون هناك ظروف معينة”.

وأوضح أن على الأمريكيين ألاّ يتدخلوا في شؤون إيران ويعترفوا بكل حقوق الشعب الإيراني خصوصاً في ما يخص الملف النووي والتوقف عن سياسة الضغط على إيران والنظر بعين واحدة، مضيفاً أنه في حال توفرت هذه الظروف ستفكّر إيران في التحاور مع واشنطن “وتخفيف التوتّر” معها.

وكرّر أن حكومته لن تتخلّى عن حقوق الشعب الإيراني.

وشدّد روحاني على أنه لن ينسى الوعود التي قطعها للشعب، مضيفاً أن “البلاد اليوم بحاجة إلى الاعتدال بعيداً عن الإفراط والتفريط، وبحاجة الوئام والانسجام والاتحاد لتحقيق تطلعات الثورة الإسلامية والشعب الإيراني الأبي”.

وأكد أن حكومته ستعمل على السيطرة على الوضع الاقتصادي المتدهور، مشدداً على أن “الاقتصاد والمعيشة يشكلان الأولوية للحكومة المقبلة. وسنقوم بالتركيز على الاستقرار الاقتصادي وتفعيل الطاقات الموجودة، واحتواء السيولة لإرساء الهدوء في القطاع الاقتصادي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية