صراع شيعي يعيد تشكيل الخارطة السياسية العراقية

حجم الخط
0

قد لا يعلم الجميع ان خلافا حادا وصراعا كبيرا، ان صح التعبير ان نطلق عليه بين رئيس الوزراء المالكي، والسيد الصدر يسيطر بجله على شكل العلاقة بين الرجلين منذ سنوات، وحقيقة الصراع هو رئاسة الوزراء، حلم الصدريين الابدي من جهة وحب المالكي للسيطرة على اليبت الشيعي من خلال الاستحواذ على جميع مفاصل الدولة والانفراد وحيدا بالحكم، واتخاذ القرار بعيدا عن الشركاء الشيعة الآخرين. هذا الصراع الذي بدأ يدفع بخصومه بالتفكير مليّا ان المالكي يريد التأسيس لعراق المالكي الجديد وحده ليس عراقا يشترك فيه الجميع، بُعيد اندلاع التظاهرات في المناطق السنية بعدها بأيام قلائل خرج السيد مقتدى الصدر مُبشّرا المالكي الخصم بان ربيعا عراقيا قادما يومها قلت في نفسي يمكن هي تصريحات من جانبه لكسب ودّ السنة وترطيب العلاقة معهم اكثر، لكن بعد هذا التصريح فوجئت بحملة اعلامية كبيرة يقودها سماحة السيد تستهدف رئيس الوزراء من خلال البيانات التي تصدر عن سماحته والتي جلها كانت تتحدث عن الفساد، وان المالكي يقود العراق نحو المجهول، انتقادات مقتدى الصدر يقول للرجل ارحل بعيدا عن الحكم ودع المجال لرجل شيعي اكثر حكمة واكثر وعيا من الناحية السياسية. واشتد التنافس بين التيار الصدري و’دولة القانون’ على زعامة الائتلاف الحاكم في البلاد، ويعتقد سياسيون من الائتلاف الذي يقوده المالكي، انهم اجدر بالسلطة، ويملكون قوة وشعبية تؤهلهم للاحتفاظ بمنصب رئيس الحكوم.
صراع بدأ يطفو على السطح بصورة علنية من خلال تشكيل مجالس المحافظات ليظهر لنا خلافا وتنازعا واضحا على السلطة بين الاقطاب الشيعية الثلاثة الرئيسية المجلس الاعلى والصدريين ودولة القانون. وعلى ما يبدو ان المشكلة ليست مع مقتدى الصدر الشيعي، فشيعي آخر يخرج عن صمته هو السيد عمار الحكيم هذا المرة بقوله لا بد من التمثيل الحقيقي للمجلس الاعلى في تشكيلة مجالس المحافظات بشكل فاعل لخدمة المواطن، صراع لسنوات كان داخل الغرف المظلمة والآن اصبح عبر الاعلام، ويتداول بشكل مباشر ان صراعا يهيمن داخل البيت الشيعي العراقي هنا شعر المالكي انه محاصر هذه المرة – ليس من السنة وحدهم – انما الشيعة القادمون لاعادة ما سلبه المالكي منذ سنوات، وبعد ان احس انه في عزلة تامة، فكان لا بد من التنفيس عن هذا الصراع، وبعد ما شعر ولاول انه قد اصبح وحيدا فهرب الى كردستان باحثا عن علاقة جديدة لعلها تسعفه باطالة عمر حكمه كرئيس للوزراء لولاية ثالثة جديدة برأي شخصيات شيعية. ان حكومة المالكي لم تفلح حتى الآن في تسوية الخلافات مع المحافظات السنية التي تشهد تظاهرات منذ نحو 6 اشهر بشعورها بالتهميش والاقصاء، بالمقابل الحكومة تؤكد تشكيلها لجانا لتنفيذ طلبات المحتجين الدستورية.
واليوم تلعب اطراف شيعية مثل التيار الصدري والتي تسعى بكل ما اوتيت من قوة بقادة العراق للمرحلة القادمة وتشدد قيادات في التيار على قطع الطريق امام اي شخص يهيمن مرة اخرى على الوزارات الامنية ويجمع في يده القرار العسكري بذريعة انه القائد العام للقوات المسلحة، طبعا في اشارة الى المالكي الشيعي .
وعلى مدار الاعوام التي خلت، كثيرا ما يواجه المالكي انتقادات من خصومه السياسيين بالهيمنة على القرار الامني وسيطرته على وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني وجميعها تدار بالوكالة بالرغم من مرور ثلاث سنوات على تشكيل الحكومة .
صراع سيعيد رسم شكل الخارطة السياسية العراقية من جديد بوجوه جديدة تقود العراق للمرحلة القادمة.
احمد الفراجي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية