انتقادات لقرار مرسي بتعيين اسلامي متشدد محافظا للأقصر التي شهدت مذبحة للسائحين

حجم الخط
1

القاهرة – من ماجي فيك: أدى عضو في جماعة قتل مسلحوها 58 سائحا أجنبيا في معبد بمدينة الأقصر المصرية عام 1997 اليمين القانونية اليوم الاثنين أمام الرئيس محمد مرسي محافظا للمنطقة الغنية بالاثار والتي تمثل مركزا لجذب السائحين.
ويمثل عادل محمد الخياط الآن حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية التي انتهجت العنف في السابق وهو أحد 17 محافظا أصدر مرسي قرارا بتعيينهم أمس الأحد وأدوا اليمين القانونية أمامه اليوم بينهم سبعة أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس.
وأثار تعيين الخياط غضب مصريين ورفع عشرات المحتجين من العاملين بالسياحة في الأقصر التي تبعد نحو 670 كيلومترا جنوبي القاهرة لافتة أمام ديوان عام المحافظة تقول ‘لا للمحافظ الإرهابي.’
وكان الخياط وقت ‘مذبحة الاقصر’ في الاربعينات من العمر وكان قائدا للجماعة الإسلامية في محافظة أخرى حين فتح ستة مسلحين شبان ينتمون للجماعة النار يوم 17 تشرين الثاني على السائحين الأجانب بمعبد حتشبسوت في وادي الملكات بالأقصر وقتلوا 58 منهم.
وكان الهجوم الذي قتل فيه أربعة مصريين ايضا جزءا من حملة للجماعة التي كانت ترتبط بالقاعدة لتقويض عائدات السياحة لحكومة الرئيس السابق حسني مبارك.
وكان أكثر من نصف السائحين القتلى من سويسرا والباقون من اليابان وبريطانيا وألمانيا وكولومبيا.
ولاحقا عثر على جثث المهاجمين في مغارة جبلية قريبة وقيل إنهم انتحروا بعد أن ضيقت قوات الأمن الخناق عليهم. وقالت مصادر أمنية في ذلك الوقت إنهم تلقوا تدريبا بمعسكرات للقاعدة في أفغانستان.
وكان للجماعة الإسلامية دور أيضا في اغتيال سلف مبارك الرئيس أنور السادات عام 1981. ونبذت الجماعة العنف وأدانت القاعدة بعد مراجعات لأعضائها القياديين في السجون قبل عشر سنوات.
وظهر نشاط الجماعة على مسرح السياسة بعد ثورة 25 كانون الثاني 2011 التي أنهت حكم مبارك المدعوم عسكريا.
وفي العام الماضي أصدر مرسي عفوا عن مصطفى حمزة عضو الجماعة الذي اتهم بمحاولة اغتيال مبارك. ودعا مرسي الولايات المتحدة أيضا للإفراج عن الزعيم الروحي للجماعة الشيخ عمر عبد الرحمن الذي يمضي حكما بالسجن مدى الحياة هناك لإدانته بالتحريض على محاولة لنسف مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993.
وأضيرت السياحة بشدة في الأقصر بعد هجوم 1997 كما أضيرت بسبب قلاقل قبل سقوط مبارك ومنذ سقوطه في فبراير شباط عام 2011. وعبر بعض المحتجين في المدينة عن القلق من ان الاسلام المتشدد قد يسبب مزيدا من الضرر.
ويدعو الحزب الذي ينتمي إليه الخياط إلى فرض حظر على شرب الخمر وإغلاق الملاهي الليلية وألا يرتدي السياح ملابس كاشفة.
وقال أبو بكر فاضل أحد المحتجين ‘هل كان مرسي قبل تصديقه علي حركة المحافظين الجديدة يعلم أن الأقصر محافظة سياحية ويعتمد سكانها في دخولهم بنسبة 80 في المئة علي السياحة؟’
وأضاف ‘هل كان يعلم أن الأقصر تحوي ثلثي آثار مصر؟ هل كان يعلم أن شعب الأقصر يناصب الجماعة الإسلامية العداء منذ حادث 1997؟’
وقال المحتجون إنهم سيعملون على منع المحافظ الجديد من دخول مكتبه بعد أن يصل إلى المدينة قادما من تأدية اليمين بالقاهرة.
ونقلت صحيفة مصرية امس عن الخياط نفسه قوله انه يرحب بكل أشكال السياحة.
لكن خالد فهمي أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة قال إن قرار تعيينه يعد أحدث دليل على ‘النهج قصير النظر’ لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي نبذت العنف في السبعينات.
وقال فهمي ‘يبدو الأمر كما لو أن جماعة الإخوان تمد يديها للمتطرفين.’
وأضاف أن التوتر يزيد قبل مظاهرات حاشدة دعا لها نشطاء وسياسيون معارضون يوم 30 حزيران للضغط على مرسي من أجل إجراء انتخابات رئاسة مبكرة بينما دعت أحزب إسلامية لإظهار التأييد لرئاسة مرسي من خلال حشود في الشوارع أيضا.
ودافع مؤيدون لمرسي عن اختيار الخياط قائلين إن الجماعة الإسلامية شنت حملة ناجحة على الجريمة في جنوب البلاد حيث تحظى بنفوذ من خلال الروابط العائلية.
وقال مصطفي الغنيمي عضو مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين انه يرى ان اعضاء الجماعة الاسلامية أقدر على حماية الأمن في هذا النوع من المحافظات. واضاف أن تعيين الخياط اختيار جيد.
ومضى قائلا لرويترز انه من المستحيل أن تستبعد فصيلا حتى إذا كان تاريخه سيئا ما داموا خلصوا أنفسهم من هذه الأفكار. وتابع انه لابد من فتح الباب لهم والترحيب بهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صوت الأمة:

    المفروض تعيين كل المحافظين بو موظفي الدولة عدالة بدون التحيز لفئة ما في الحكم

إشترك في قائمتنا البريدية