إن بنيامين نتنياهو في الحقيقة يعرض موقفا يضائل ضرر تصريحات وزراء ونوابهم تعترض على حل الدولتين للشعبين الذي يقبله، لكن المشكلة تزداد سوءا في الساحتين الداخلية والدولية. إن موقف رئيس الوزراء واضح وهو انه ينبغي أولا اجراء تفاوض، فاذا توصل الى تفاهم مع الفلسطينيين فسيقوم بنضال ديمقراطي على قلوب رفاقه في الائتلاف الحكومي والجمهور الاسرائيلي عامة، من اجل تبني حله الذي لا يقبله وزراء اليمين في الليكود بيتنا والبيت اليهودي. ومن المريح له ايضا ان يعرض الامور على هذا النحو، لأنه لولا ذلك لقال له محادثوه الامريكيون والفلسطينيون بعد ذلك إن سلطته مختلة في واقع الامر. توجد ثلاثة مستويات، إثقال من داخل الائتلاف الحكومي، أخفه ان التفاوض لن ينجح أصلا. فقد أثبت أبو مازن في الاتصالات برؤساء حكومة معتدلين مثل ايهود باراك وايهود اولمرت أنه لا يتوجه الى اتفاق ينشئ دولتين غرب نهر الاردن، فلماذا يعامل نتنياهو معاملة مختلفة؟ وهذا ما يصرح به ممثلون متزنون لوزراء واعضاء كنيست يؤمنون بأرض اسرائيل الكاملة. وهناك إثقال أكبر يأتي من المعارضة المباشرة للتفاوض. حانت أمس نوبة نفتالي بينيت ليعبر بلغة تسيء الى التفاوض، ولم يعد هذا تقدير ان التفاوض لن ينجح، وهو موقف يستطيع نتنياهو ان يقبله باعتباره تقديرا معقولا، بل أصبح تعبيرا عن الرأي يرى ان من المراد والمأمول ان تفشل جهوده. ولا بأس في هذا اذا جاء من المعارضة، لكنه غير معقول من البيت، وهو يفرض على الحكومة ان تُظهر في الداخل وفي العالم الاختلاف الداخلي في صفوفها، لأن كتلا حزبية مثل يوجد مستقبل والحركة، يجب عليها ان ترد كما فعل أمس يعقوب بيري، وأصبحت تدور معركة بين وزير ووزير. إن العالم الذي اعتاد سلوك الديمقراطية الاسرائيلية الغريب استطاع ان يُسلم بهذا الخلل ايضا. لكن حينما يُسمع تصريح من نوع تصريح داني دنون الذي لم يبلغه بينيت الى الآن لكنه اقترب منه بأن الحكومة ورئيسها لا يريدان في واقع الامر البتة التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، فان الحديث عن ضرر حقيقي. لأن هذا القول ربما يلقي على نتنياهو تهمة غير حقيقية، فاذا لم يفعل فانه يكشف عن سر دولة ـ حكومة يضر بالثقة بها وقدرتها على الحيلة ازاء الامريكيين والاوروبيين والدول العربية. وإن وهذا تصديق مُضر لذلك. لماذا يعبر وزراء واعضاء كنيست على نحو يقطع قطعة الخشب التي يدير نتنياهو من فوقها التفاوض المسبق؟ انه قصر نظر حتى من وجهة نظرهم. وحتى من قبل رغبتهم في الابقاء على الائتلاف الحكومي، فهم يقطعون آخر الامر الغصن الذي يجلسون عليه وهذا ثمن باهظ جدا مقابل عنوان صحافي كبير أو عابر.