اليمن بين امال الشعب وعودة القوى التقليدية

حجم الخط
1

لقد تفاءل اليمانيون كثيرا في انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل عام من اليوم لاخراج الوطن من النفق المظلم الى دولة مدنية حديثة تعنى بالارض والانسان ويعاد للنظام هيبته وللقانون قوته، لكن ذلك التفاءل بدأ يتلاشى رويدا وصار الخوف من المجهول يؤرق كل شخص يتابع الاحداث الوطنية عن كثب مع بداية انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، وعودة تلك القوى التقليدية الى الساحة السياسية من خلال تمثيلها للعديد من الاطراف المشاركة في مؤتمر الحوار لتمثل هي اللاعب الابرز في جدول اعمال المؤتمر وقراراته وتوصيات لجانه المنبثقة عنه، وخاصة وان تلك القوى للاسف هي من اوصل الوضع في اليمن السعيد الى ما هو عليه اليوم من انفلات امني في مختلف محافظات الجمهورية وتردي الاوضاع الاقتصادية وسوء التغذية واقامة مخيمات اللاجئين جراء الحروب العبثية التي اقيمت خلال السنوات الماضية في صعدة وابين وتوسع نشاط القاعدة ليشمل المحافظات الشرقية وصولا الى المناطق الوسطى، واستهداف المشاريع والبنية التحتية مثل شبكة الكهرباء وقطع الطرق وغيرها، الى جانب عودة المغتربين داخل الجارة السعودية بعد ترحيلهم من قبل سلطات المملكة، لتدخل البلاد في الفوضى واللا دولة مما ينذر بنشوب حرب اهلية لولا وعي وصبر المواطن اليمني وتحمله لمواجهة كل ما سبق بإيمان وعقلانية وادراك لما قد تخلفه تلك الحرب في حال ما نشبت لا قدر الله، وتجمع ابناء الوطن ان لتلك القوى التقليدية التي تحالفت بالامس في حرب صيف 94 والتي لا يزال ابناء المحافظات الجنوبية يعانون من اثارها الى اليوم تسعى اليوم لاعادة تموضعها من جديد متدثرة بثوب الدولة المدنية الحديثة والتعددية الحزبية كما فعلت في الماضي والشروع في محاصصة جديدة لا تختلف عن سابقاتها والتي اوصلت اليمن الى ما هو عليه اليوم، خاصة وان المملكة العربية السعودية ترى مصلحتها في بقاء تلك القوى على رأس السلطة في اليمن باعتبارها حليف استراتيجي للملكة تستطيع من خلاله التدخل في شئون اليمن وسيادته في الوقت الذي ترى فيه الغالبية العظمى من مثقفين وسياسين واكاديمي اليمن، انه لن يتحقق الامن والاستقرار في بلادهم الا من ابعاد تلك القوى عن العمل السياسي والحكم في اليمن بل ومحاكمة رموزها على فساد ونهب وعبث ممنهج ارتكبته خلال الثلاثين العام الماضية، يجزم الجميع على ان عودة تلك القوى الى الحكم مرة اخرى وبأي طريقة ملتوية يعني دخول اليمن في مستنقع الحروب الاهلية التي ستأكل الاخضر واليابس لا قدر الله وفي حال خروج تلك القوى عن العملية السياسية والى مزبلة التاريخ حق لجميع مشاكل اليمن ارضا وانسان وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة والامن والوضع الاقتصادي وغيرها من القضايا التي يعاني منها ابناء اليمن السعيد.
عبد الوارث النجري
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو حلمي من عدن:

    أعتقد أن تلك القوى التقليدية التي أشار إليها الكاتب، من وجهة نظري، هي تلك الأوليغارشيات (حكم الأقلية) التي تحكم من خلف حجاب (حكومة ظل)! وهذه الأقلية تتمثل في ثلاث ركائز أساسية تهيمن على السياسة والاقتصاد في المجتمع اليمني وهي: 1- زعماء القبائل النافذة مثل حاشد وبكيل. 2- العسكرتارية أو العسكريون. 3- رجال الدين خادمي القبائل والعسكر بفتاواهم. كل هذه مجتمعة تعتبر السبب الرئيس في تخلف اليمن وتهديده بحرب أهلية، وهي من يملك السلاح أكثر وأجود من الدولة، وهي من يهيمن على ثروة البلاد كافة، وهي من يسيطر على السلطة! لا مخرج أمام اليمن إلا بالتخلص من تلك القوى، وهذا لن يحدث إلا إذا أوقفت السعودية دعمها المالي والمعنوي لهم! مالم فإن اليمن سيدخل مرحلة تفكك عظيمة بدايتها انفصال الجنوب عن الشمال، ولن تنتهي إلا بتدخل وهيمنة دولة أجنبية على اليمن الشمالي!!

إشترك في قائمتنا البريدية