رجال أعمال لنتنياهو: الجمود السياسي مع الفلسطينيين بدأ يشكل خطرا على الاقتصاد

حجم الخط
0

تل أبيب – يو بي اي: حذرت مجموعة من كبار رجال الأعمال الإسرائيليين، خلال لقائهم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من أن الجمود الحاصل في عملية السلام مع الفلسطينيين يشكل خطراً على الاقتصاد الإسرائيلي، مشيرين الى بدء ظهور مؤشرات على ذلك.
وقالت صحيفة (هآرتس) امس الثلاثاء إن رجال الأعمال التقوا نتنياهو في مكتبه قبل نحو شهر، قبيل توجههم إلى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي عقد في الأردن الشهر الماضي من أجل إطلاق مبادرة اقتصادية إسرائيلية فلسطينية مشتركة، وطلبوا مباركة نتنياهو لهذه المبادرة.
ونقلت الصحيفة عن رجال الأعمال قولهم لنتنياهو ‘إننا قلقون من الجمود، وقد جئنا من أرض الواقع ونشعر بالضغوط، وإذا لم نتقدم باتجاه (حل) الدولتين للشعبين فإنه ستكون هناك تطورات ليست جيدة للاقتصاد الإسرائيلي، والتي بدأنا نشخّص وجود إشاراتها الأولى منذ الآن، ومستقبل الازدهار الاقتصادي الإسرائيلي سيكون في خطر’.
وحذّر رجال الأعمال من منزلق خطر سيقود إسرائيل نحو دولة ثنائية القومية غير يهودية أو غير ديمقراطية وشددوا على أن ‘العالم لن يوافق على ذلك’ وأن ‘الاستثمارات الأجنبية لن يتم ضخها لدولة كهذه ولن يتم شراء بضائع من دولة كهذه’.
ووصفت الصحيفة رجال الأعمال بأنهم من أركان الاقتصاد الإسرائيلي، وبعضهم مقرّب من نتنياهو، وبينهم مستشاره الاقتصادي السابق يوسي فاردي، الذي أقام شركات للتقنيات العالية، وشلومو فوغيل وهو صديق قريب من نتنياهو، وروت حيشين عضو مجلس إدارة شركة طيفاع للأدوية وهي أكبر شركة إسرائيلية، وبيني لاندا وهو مستثمر في شركات في مجال النانو تكنولوجيا، ورامي ليفي الذي يملك شبكة كبيرة من متاجر السوبرماركت وشركة هواتف خليوية. وشارك في الاجتماع وزير العلاقات الدولية يوفال شطاينيتس أيضاً.
وقال رجال أعمال شاركوا في اللقاء إنه عُقد بأجواء جيدة وهادئة، وأكدوا أمام نتنياهو أنه ‘لم نأتِ لتغييرك’ وإنما يدعمونه. وشدد رجال الأعمال أنه ‘إذا تم القيام بالأمر الصحيح ودفع نتنياهو عملية السلام، فإن بإمكانه أن يرى بهم مجموعة داعمة له لدى الجمهور الإسرائيلي من أجل تمرير عملية سياسية’.
وقال أحد رجال الأعمال إن المجموعة لم توجه انتقادات لنتنياهو حول سياسته، ولم تحاول ممارسة ضغوط عليه، وإنما أشركته بشعورها حيال مخاطر الجمود السياسي.
وقال قسم من رجال الأعمال لنتنياهو إنهم حضروا إلى اللقاء معه ليس كممثلين للقطاع الخاص فقط، وإنما كممثلين لمئات آلاف العاملين الذين يعملون في شركاتهم وكمن يشكلون نسبة كبيرة من الناتج القومي الإسرائيلي.
وشدد رجال الأعمال على أن ‘المناعة الأمنية والمناعة الاقتصادية مرتبطتان ببعضهما.’
وقال رجال أعمال إن نتنياهو وشطاينيتس لم يناقشا هذه الاقوال، حتى أن نتنياهو أبدى موافقته على قسم كبير منها وأوضح أنه يرى بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد وأن دولة ثنائية القومية هي ‘كارثة’، مشيراً الى أن رئيس الوزراء عبّر عن إحباطه من الطريق المسدود الذي وصلت إليه عملية السلام.
ووفقاً لرجال الأعمال فإن نتنياهو عبّر عن أمله بأن ينجح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في استئناف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية.
لكن نتنياهو عاد وكرر على مسامع رجال الأعمال الادّعاء بأن الفلسطينيين هم الذين يرفضون استئناف المفاوضات، وقال ‘لقد ألقيت خطاب بار إيلان وجمّدت البناء (في المستوطنات) لمدة عشرة شهور، لكنهم ما زالوا يضعون شروطاً مسبقة، وأنا لا أنجح في إحضار أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) إلى طاولة المفاوضات’.
يشار إلى أن نتنياهو يرفض مطلب الفلسطينيين بتجميد الاستيطان ليتسنى استئناف المفاوضات، وفي المقابل تشير المعطيات الرسمية في إسرائيل إلى أنه يتم تكثيف البناء الاستيطاني بشكل غير مسبوق وخاصة منذ مطلع العام الحالي حيث ارتفعت أعمال البناء هذه بنسبة 176′ وفقاً لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية