ما حدث في العراق وليبيا والتحولات في ايران اظهرت ضعف الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية

حجم الخط
0

ما حدث في العراق وليبيا والتحولات في ايران اظهرت ضعف الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية

رغم النجاحات التي حققها الجنرال فركش لاسرائيل وللولايات المتحدةما حدث في العراق وليبيا والتحولات في ايران اظهرت ضعف الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بعد انتهاء جلسة الحكومة الاسرائيلية (الأخيرة) التي انعقدت صباح ذلك اليوم من الاسبوع الماضي، والتي نُقل رئيس الوزراء شارون مساء ذلك اليوم نفسه الي مستشفي هداسا عين كارم في القدس، ودّع رئيس الوزراء في أعقابها الجنرال اهارون زئيفي (فركش)، قائد الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية. بل إن شارون أغدق بالمديح والثناء علي الجنرال فركش. لقد قمت بعمل كبير وبالغ الأهمية، سواء من حيث المعلومات التي قُدّمت الي الحكومة، أو تلك المهام التي لا تُكثر اسرائيل في التحدث عنها ، وأضاف: اعتقد أنك حققت انجازات كبيرة تمكنت اسرائيل بفضلها من القيام بها علي نحو قياسي .وقبل ايام معدودة من هذه المقابلة والوداع، كان الجنرال فركش قد عاد من زيارة الي الولايات المتحدة أجري خلالها لقاءات واجتماعات مع رؤساء الاجهزة الأمنية الامريكية، حيث تسلم شهادة تقدير امريكية علي الاسهامات الاستخبارية للولايات المتحدة واسرائيل علي حد سواء، والتي أسهمت وساعدت كثيرا في مواجهة التحديات الخطيرة .اربع سنوات في مهمة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، تعتبر مدة قياسية يمكن لقائد أن يقضيها في هذا الجهاز المليء بالتحديات والمتطلبات، ولا يوجد جهاز آخر ووظيفة كبيرة في الجيش الاسرائيلي تم علي مر السنين خلالها الإطاحة بستة من القادة الذين شغلوا منصب القيادة فيها. خلال فترة ولاية الجنرال فركش لجهاز الاستخبارات اندلعت الانتفاضة الثانية في المناطق، واندلعت في المنطقة (الشرق الاوسط) حروب ذات مواصفات خاصة كان لها التأثير الكبير علي اسرائيل ـ سواء من ناحية الحرب العراقية الثانية أو حرب الارهاب التي يشنها الجهاد العالمي (تنظيم القاعدة).عشية انتهاء فترة ولايته للاستخبارات العسكرية قدّم الجنرال فركش تقارير عن تقديراته وتوقعاته المستقبلية كما تراها الاستخبارات والتي تشير الي تعاظم القوي المتطرفة ـ النظام في ايران، حماس في المناطق، الاخوان المسلمين في مصر ـ في الشرق الاوسط. تُري، هل تميزت ولاية الجنرال فركش في الاستخبارات بتوالي النجاحات والانجازات فقط؟ الجواب هو لا ، فاسرائيل لم تعرف الكثير عن العراق ولا عن ليبيا، والدرس الذي تعلمناه يفرض علينا مزيدا من الحاجة لجهاز استخبارات أكثر دقة. ومع ذلك، يمكن القول وبثقة تامة بأن اسرائيل تتفوق الآن علي جميع الاجهزة الاستخبارية في المنطقة المحيطة بها، خصومها، وهذا يعني أننا نقصد بالعدو الفلسطينيين، سورية، وعلي نحو غير هامشي حزب الله في لبنان، وهكذا يمكن القول بأن قدرة كهذه قد أُقيمت في مواجهة ايران، وعلي هذا يحق لجهاز الموساد ايضا بعض الثناء.من المؤسف أنه لم يتم حتي الآن، حل الاشكالات بين رؤوس المثلث الأمني (جهاز الاستخبارات العسكرية، جهاز الأمن العام الشاباك والموساد) من ناحية توزيع الصلاحيات. من الطبيعي أن معظم النجاحات لا يتم الاعلان عنها وتكون صامتة، وهذه هي الحال في المهام التنفيذية. وفي أعقاب انتهاء الحرب في العراق ثار النقاش مجددا في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست حول ما اذا كانت التقديرات الأمنية القومية يجب أن تكون ضمن مسؤولية الاستخبارات العسكرية. من الواضح أنه ليس للكثير من الآخرين القدرة علي تنفيذ مثل هذه المهمة بنجاح. ومع ذلك، فمن الغريب أن قائد الاستخبارات العسكرية ما زال يُعين في منصبه من قِبل رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي، ويكون تحت إمرته وإمرة وزير الدفاع، ومن الأجدر أن يكون تعيين قائد جهاز الاستخبارات، مثله مثل تعيين رئيس هيئة الاركان، بعد اجراء المشاورات مع رئيس الوزراء وأن يتم بموافقة الحكومة الاسرائيلية.هل يمكن القول ان جهاز الاستخبارات، مع انتهاء ولاية فركش، يتفهم الواقع الحقيقي لدي الجانب الآخر؟ وللحقيقة فانه توجد علامات كثيرة تشهد علي أن الجواب ايجابي. وربما كان ذلك نتيجة لعملية اعادة تنظيم جهاز الاستخبارات حيث تمت بلورة ست مناطق أساسية، ومنطقتين ثانويتين، فقد تقوّت وتعززت القدرة علي حرب المعلومات وتوسعت المدارك. المراقب الذي يتابع نجاحات الجنرال فركش في المواجهة مع الفلسطينيين، يتضح له بأن توجيهات فركش في هذه الدائرة كانت ليبرالية، فقد كان من بين الذين أيدوا السماح بزيادة فرص تشغيل الفلسطينيين، وكذلك أيد دعم محمود عباس وقرار الاخلاء في الضفة في حينه، وأيد كذلك وقف تنفيذ عملية الاستهداف وتصفية مطلوبين في أعقاب الانسحاب الاسرائيلي من غزة واستمرار ذلك حتي وقوع العملية الانتحارية في نتانيا، وذلك حين تآلف موقفه مع موقف الجنرال غادي آيزنكوت، رئيس غرفة العمليات في رئاسة الاركان، وهو الموقف الذي حظي بالتقدير. لقد خلّف الجنرال فركش من ورائه مشكلات صعبة، وعلي رأس هذه المشكلات الخطر النووي الايراني، وكذلك حالة التدهور وازدياد التطرف في الجانب الفلسطيني، ومخططات تنظيم القاعدة ضرب اسرائيل، ويمكن أن نضيف الي ذلك امكانية قيام بشار الأسد، نتيجة لحسابات خاطئة، بخطوات لاستفزاز اسرائيل وخصوصا بسبب ضعفه، وهذا يعتبر سببا اضافيا للقلق.وحين وُجه السؤال للجنرال فركش حول ما اذا كان يمكن لأحد أن يُوجه ضربة استراتيجية مفاجئة كان جوابه لا يمكن شطب مثل هذه الامكانية. لكن امكانية نجاح ذلك الآن أقل مما كانت عليه في الماضي .زئيف شيفمحلل للشؤون الاستراتيجية (هآرتس) 8/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية