«سر إخواني» أردني: المصادر التي كانت تزود الحكومة بـ «معلومات داخلية» غادرت التنظيم خلال الانشقاقات ولا معطيات حول «تكتيك» الجماعة للانتخابات

عمان ـ «القدس العربي»: يعرف القيادي الكبير في جماعة الإخوان المسلمين الأصلية بصورة محددة ما الذي يقصده ويعرف الرأي العام بالنتيجة وهو يعلق على حادثة إحراق مقر الجماعة في مدينة المفرق شرقي البلاد.
الشيخ زكي بني إرشيد وفي صفحته على «فيسبوك» اتهم «الشبح» نفسه بإحراق المقر الذي يتم حرقه والاعتداء عليه للمرة الثانية عملياً متوقعاً ان يقيد الحادث ضد مجهول.
على الأرجح لن تتعامل السلطات بجدية مع حادثة من هذا النوع ما دامت الموضة الدارجة مضايقة جماعة الإخوان الأصلية قدر الإمكان لأغراض خدمة الجماعة المنشقة عنها بقيادة الشيخ عبد المجيد الذنيبات.
خلافاً لكل خطابات التهدئة وعدم التصعيد تستمر صحف الحكومة الأردنية بمهاجمة الإخوان المسلمين وتجاهل أخبار حزبهم الأكبر في البلاد جبهة العمل الإسلامي فيما تحظى حركة الانشقاق المرخصة بتغطية واسعة النطاق مما دفع الأمين العام للجبهة الشيخ محمد زيود لمخاطبة رئيس الوزراء الجديد الدكتور هاني الملقي مشتكياً من ان التلفزيون الرسمي يتجاهل تماماً أكبر أحزاب المعارضة في البلاد.
رغم ان جماعة الإخوان وحزبها أصدرا واحداً من أهم وأعمق بيانات التنديد بالاعتداء الارهابي الأخير في منطقة الركبان على الحدود مع سوريا إلا ان التلفزيون الرسمي قرأ بيانات كل البقالات الحزبية بما فيها المجموعات الصغيرة تحت التأسيس ولم يتطرق لبيان التيار الإخواني.
في كل الأحوال الاستهداف الإعلامي الرسمي للجماعة وحزبها متواصل بكل الأحوال رغم الإعلان عن إنهاء مقاطعة الانتخابات والمبادرة للمشاركة فيها بصفة رسمية وسط ضبابية في الرسالة التي ينبغي ان توجه وتقرأ عند الإسلاميين، الأمر الذي يعلق عليه القيادي في الحركة الإسلامية الشيخ مراد العضايلة وهو يتحدث مع «القدس العربي» سائلاً: لا نعرف بصورة محددة ما هو المطلوب منا؟
في الواقع لا تفعل غرفة الإخوان المسلمين شيئاً ملموساً وذكياً لمواجهة التضييق الإعلامي الذي طال للمرة الثالثة مؤخراً محطة تلفزيون اليرموك المقربة جداً من الجماعة.
في كل الأحوال سمح الحاكم الإداري لمجموعة الذنيبات بإقامة إفطارها الرمضاني فيما لم يتمكن حزب الجبهة من إقامة الإفطار في مدينة إربد شمالي البلاد. هذه الإجراءات يعتبرها الشيخ الزيود تصعيداً مبرمجاً وقد يهدف لإعاقة مشاركة التيار الإسلامي في الإنتخابات المقبلة بعدما قررت مؤسسات الإخوان المسلمين المشاركة فعلاً.
لا يثق النظام الرسمي بقيادات الإخوان المسلمين ورموز الجماعة الحالية تقر بأنها لا تستطيع التواصل ولا تثق بدورها في السلطات كما كان يحصل في الماضي خصوصاً وان تشكيل وزارة جديدة برئاسة الدكتور هاني الملقي لم ينته خلافاً للتوقعات بتدشين لغة إيجابية تفاهمية ولا خطوات تطبيع للاتصالات بين الحكومة والجماعة الإخوانية.
من المرجح تماما ان سلوكيات من نوع الإستهداف الإعلامي وحرق المقرات تخدم تماماً التيار النافذ في قيادة الإخوان المسلمين وتقدم حملة دعائية مجانية لمرشحي القوائم الانتخابية الإخوانية في الانتخابات التي ستجري في العشرين من الشهر الجاري والتي يعتقد بأن كلفة العبث بنتائجها قد تكون كبيرة ووخيمة.
وسط نخبة عمان لا أحد يمكنه فهم الخلفيات التي تدفع بعض الدوائر الإعلامية والبيروقراطية لتقديم مثل هذه الخدمات المجانية التي يقصد بها حرق اوراق الإخوان المسلمين شعبياً لكنها في الواقع تعفيهم من الكثير من الوقت والنفقات لأنها تساهم في تعزيز مخزنهم التصويتي في أي انتخابات نزيهة حقاً.
الملموس في المقابل ان التصور الرسمي حول الحصة التي سيحصل عليها الإخوان المسلمون الحقيقيون بالانتخابات المقبلة التي يفترض ان تكون بدرجات نزاهة اعلى «غامض» تماماً الآن بسبب عدم وجود قنوات حوار وتواصل وتوافق، الأمر الذي يربك حتى اوساط القرار الرسمي برأي الخبراء بالقدر نفسه الذي يستفيد منه مطبخ الإخوان المسلمين.
يعتقد وعلى نطاق عميق بان عدم وجود معلومات متاحة عن خطة الإخوان المسلمين وتكتيكاتهم في الإنتخابات المقبلة بعدما قرروا المشاركة بإسم جبهة العمل الإسلامي ميلاً لعدم التصعيد يساهم في عشوائية وتخبط الإتجاهات البيروقراطية في التعاطي مع ملفهم خصوصاً.
السبب في هذه المفارقة يعود لسر كشفه لـ «القدس العربي» احد المسؤولين المعنيين حيث أصبح التنظيم من داخل مؤسساته أكثر نقاء وولاء للمؤسسات والمرجعيات الإخوانية بعد خروج الكثير من «المصادر» التي كانت تزود الحكومة بالمعلومات عن ما يجري من الداخل بسلسلة الانشقاقات المرعية رسمياً مؤخراً.
تلك عملياً واحدة من «فضائل» الرعاية الرسمية للانشقاقات المبرمجة لا يقر بها علناً قادة الإخوان بمختلف تصنيفاتهم بسبب الإحراج المحتمل ولا يقر بها المستوى الرسمي لأنها كانت من أفدح الأخطاء التكتيكية عند «تسمين» المنشقين مما يفسر غياب المعلومات عن وقائع وحقائق الخطط الإخوانية للإنتخابات المقبلة التي يراقبها او يفترض ان يراقبها ويشهد بنزاهتها نحو 4000 مراقب وطني وأجنبي.

«سر إخواني» أردني: المصادر التي كانت تزود الحكومة بـ «معلومات داخلية» غادرت التنظيم خلال الانشقاقات ولا معطيات حول «تكتيك» الجماعة للانتخابات

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية