الاعلامية ميساء اق بيق: بعض المعارضين اسوأ من عصابات النظام!

حجم الخط
1

اجرى الحوار عادل العوفي: هي صاحبة حضور طاغ تترك بصمتها اينما حلت وارتحلت.. لا تقبل بانصاف الحلول اذا تعلق الامر ببلدها وثوره شعبه ..
غير مبالية بمجدها الشخصي فكل شيء يهون امام تضحيات السوريين الجسام.. انها ابنة الشام الاصيلة الاعلامية المميزة ميساء اق بيق التي قاسمتنا في هذه السطور معاناتها كسائر اشقائها في سوريا الثائرة ..عن غيابها عن الشاشة وشراسة هجومها على المعارضة وعن الحنين الى دمشق وشوارعها والاحلام المستقبلية وموعد عودتها واشياء اخرى كثيرة كان هذا الحوار الممتع والصريح معها ..

‘ ميساء أق بيق اسم إعلامي لامع لكن لماذا اختفيت في عز الثورة؟
‘ لم أختف في عز الثورة، كل ما هنالك أني تركت العمل بأجر لحساب المحطات.. فمنذ بداية الثورة وقفت موقفا صريحا وواضحا مؤيدا لها وانشغلت بكل ما يتعلق بها وبالتالي لم يعد بإمكاني أن أتفرغ للعمل في وظيفة تتطلب ساعات دوام.. إضافة إلى ذلك فأنا أعتبر أن الإعلام الحديث المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي بات أقوى من جميع وسائل الإعلام التقليدية.
‘ هل كان من الصعب عليك إيجاد فضاء إعلامي يقبل بأفكارك الداعمة والمؤيدة للثورة حتى النخاع؟ وهل الصحافة المكتوبة ‘بديل مثالي ‘ لك ؟
‘ لم يكن صعبا علي إيجاد الفضاء الإعلامي المؤيد للثورة، وقد كانت لي تجربة قصيرة لم تستمر سوى شهر في محطة أورينت وهي محطة ثورية بامتياز وتحتوي كل الثوار، لكنها مثل جميع محطات الثورة السورية تفتقر للمقاييس التقنية المطلوبة هذه الأيام لتحقيق الانتشار، والواقع أن هذه مسألة صعبة وتتطلب تمويلا ضخما ومن هذا المنطلق كنت دائما أعتقد أن جميع من فتحوا محطات فردية مع الثورة كان عليهم أن يضعوا رؤوس أموالهم سويا لإنشاء شركة إعلامية كبيرة تتحدث باسم الثورة والثوار وتكون مصدرا لكل محطات العالم، لكننا نحن السوريين للأسف نعاني من مرض اجتماعي خطير جدا يقف عائقا في طريق تقدمنا وهو مرض الفردية والفئوية التي تجعل كل طرف يذهب بفكره في اتجاه مبتعدا عن أي مجال للتعاون مع الآخرين بهدف تحقيق المصلحة العامة.
‘ من خلال تجربتك الشخصية من يمثل السلطة الأكثر نفوذا بين الإعلام المرئي والصحافة المكتوبة؟
‘ لا شك أن الإعلام المرئي أقوى من الصحافة المكتوبة، ففي عصر الضغوط الاجتماعية والعمل المتواصل والسرعة الهائلة التي نعيش بها لم يعد يجد أكثر الناس وقتا للقراءة وباتوا يختارون الطريق الأسهل وهو تقديم الخبر بالصوت والصورة على طبق جاهز وسريع.. هذا طبعا يقتل لدى الناس القدرة على التفكر والتحليل والتمعن في الخبر، لكن بشكل عام حتى الصحافة المكتوبة العربية بشكل خاص باتت سطحية تفتقر غالبا للعمق..
‘ ‘ميساء أق بيق… العربية’ هذه اللازمة الشهيرة التي تعود عليها المشاهد العربي، كيف انتهت القصة بينك وبين قناة العربية ؟ ولماذا هذه النهاية؟
‘ خلافي مع المسؤولين في غرفة أخبار العربية كان مهنيا وشخصيا ويعود لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا غير أني يمكن أن أختصرها بأننا لم نعد على وفاق وهو ما جعل جو العمل غير مريح بالنسبة لي وما دفعني لتقديم استقالتي.. من ناحية أخرى كما ذكرت لك كان وقتي كله مشغولا بالثورة، وفي محطات كهذه تدعي أنها محايدة ومهنية لم يكن باستطاعتي أن أكون حيادية في ما يتعلق بأرواح أبناء بلدي التي كانت تزهق على أيدي عصابات النظام.
‘ أنت ابنة عائلة دمشقية عريقة كيف تعيشين بعيدا عن هوى الشام على غرار الملايين من السوريين المهجرين عن وطنهم؟ أين وصلت معاناتك مع الغربة؟ آما آن لهذا ‘الكابوس’ أن ينتهي ؟
‘ كل يوم وبعدد الساعات أتذكر بيتي وشارعي ومدينتي وأهل مدينتي ورائحة الياسمين وطيب هوائها وأرضها ومائها وجبالها ومحلاتها المشهورة التي كنا نقضي فيها أحلى الأوقات برفقة أحلى صحبة، لكن ما يحدث يحزن كثيرين، ونحن الذين نعيش في الغربة رغم أننا بعيدين عن القصف والحصار والخوف ورعب الاعتقال لكننا نعاني تعذيب ضمير أننا تركنا أهل الداخل يعانون وحدهم بينما نعيش نحن في أمان، ومن هذا المنطلق يتسابق كثير من السوريين لتقديم ما يستطيعون لمساعدة المحتاجين في الداخل، غير أن المشكلة هي أن العدد صار كبيرا والضرر صار فظيعا بحجم دولة ويحتاج ميزانية دولة ولم يعد يكفيه مساعدات مهما كبرت تبقى فردية..
‘ آنت من الذين لا يفوتون فرصة لانتقاد أداء المعارضة السورية. برأيك هل أداء الأخيرة يرتقي إلى مصاف التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب السوري؟ وأين يتجلى البديل القادر على الأخذ بزمام الأمور؟
‘ كنت أنتقد ما يسمى المعارضة السورية في الخارج أكثر من الآن، حاليا صرت أحاول تحاشي انتقادهم قدر الإمكان لأني أجدهم لا يستحقون منا الاهتمام أو التفكير، هم فقط – وأتحدث هنا عن أغلبهم وليس جميعهم – أكثر اجراما من بشار الأسد وحسابهم يجب أن يكون أقسى من حسابه، لأن ذاك عدو كاره لا نتوقع منه سوى السوء، أما هم فيستغلون معاناة الشعب الصابر من أجل مصالح شخصية ولحظية.. أما البديل فهو في الداخل، فليساعدنا من يمكن أن يكون أقوى من الأسد وإيران والعراق وحزب الله وروسيا حتى يرفع عنهم الخوف من الاعتقال والملاحقة وأذى الأهل وحينها سيظهرون، من يدري، ربما يعرف معارضو الخارج هذه الحقيقة ولا يريدون بالفعل للنظام أن ينتهي أو لأهل الداخل أن يرفعوا صوتهم!
‘ تحولت المرأة السورية في الفترة الأخيرة إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام ونسجت حولها أحاديث متعددة هدفها النيل من كرامتها وشرفها ,لماذا يستهدفها الإعلام العربي تحديدا برأيك؟ وهل كشف العرب عن وجههم القبيح في التعاطي مع اللاجئين السوريين؟
‘ ليس للإعلام مصلحة في استهداف المرأة السورية، هناك تصرفات خاطئة دائما وهنا يركز الإعلام على ما هو غير مألوف، وربما تعرف قصة الصحافة التي تقول إن الخبر ليس إذا عض كلب رجلا بل الخبر هو إذا عض رجل كلبا، ونحن علينا أن نتوقف قليلا عن البكاء والنواح وننظر إلى الواقع بعقلانية ونعترف بأخطاء المجتمع وأمراضه التي كانت تعشش فيه قبل الثورة، فكم من فتيات بعضهن من عائلات عريقة مارسن البغاء بسبب فقر الحال أو لمصالح معينة في عمل وخلافه وهذا بعض مما أوصلتنا له سياسة مخابرات الأسد وعصاباته، وهناك قصص وحالات يندى لها الجبين، كما أن كثيرا من الأهل منذ وقت ليس بالقصير يبيعون بناتهم لمن يدفع أكثر وكم سمعنا عن قصص تزويج فتيات من سعوديين مقابل المال في زواج لم يستمر أكثر من ليلة أو ليلتين، إذا المشكلة في الفقر وقلة العدالة الاجتماعية والجهل.. أما تعامل الدول مع اللاجئين فهو ليس سابقة، سبق للفلسطينيين وما زالوا يعانون الأمرين في لجوئهم وسفرهم، العراقيون يعانون في سفرهم كذلك وكثيرا من الدول لا تمنحهم تأشيرات دخول، وهنا يحضرني المثل الشعبي الذي يقول: من خرج من داره قل مقداره!
‘ متى ستعودين للظهور إعلاميا؟ وهل تحضرين لبرنامج معين عن الثورة السورية؟
‘ أنا لست مختفية إعلاميا وموجودة من خلال صفحتي التي يطلب الانضمام لها كل يوم عدد كبير من الأشخاص، والتي أحاول من خلالها أن أنقل خبرا مهما يحتاج إلى تمعن وتحليل أو رأي شخصي أو ابتسامة أو طرفة خفيفة، فليس بالضرورة أن يعمل الشخص في محطة كبيرة أو جهة معينة حتى يحقق وجوده، أكرر أن مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث اليوم بات أهم وربما أكثر تأثيرا من الإعلام التقليدي..
‘ كمواطنة سورية كيف تقرأين الوضع الحالي في وطنك؟ وما السيناريوهات المطروحة للخلاص برأيك؟
‘ هذا سؤال مؤلم جدا، إذ إنني للأسف أرى الصورة قاتمة وسيئة جدا في سوريا ويعود هذا إلى أسباب كثيرة محلية وإقليمية ودولية، فسوريا باتت ملعبا لجميع الأطراف الدولية والجميع يتقاتل على حساب دماء أبنائها وأراهم يخططون لتفتيتها وبث تفرقة وحقد طائفي ومذهبي وعرقي سيستمر عشرات السنين كما يحدث في لبنان، أما رأيي في أفضل طريقة للخلاص فهو ما أقوله وأكرره دائما ومنذ أكثر من سنة: ادعموا أهل الداخل، ادعموا أهل الداخل، ادعموا أهل الداخل.
‘ كثرت المؤتمرات الدولية حول سوريا ولا جديد يلوح في الأفق، هل ما زال المواطن السوري يرجو خيرا من هذه المسرحيات المعدة سلفا؟
‘ المواطن السوري بات يفهم اللعبة جيدا ويعرف أن لا خير في هذه المؤتمرات لكنه كما يبدو مغلوب على أمره!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول sameer:

    just one man you can belive out of syria mr haytham manah i

إشترك في قائمتنا البريدية