لندن وجدّة ـ «القدس العربي» من محمد جميح وسليمان نمر: قررت أطراف المحادثات اليمنية في الكويت تأجيل المحادثات إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، فيما سقط أكثر من 80 قتيلاً خلال الساعات الماضية في أعنف دورات القتال بين قوات الحكومة اليمنية من جهة، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من جهة أخرى.
وذكرت مصادر دبلوماسية مقربة من محادثات السلام اليمنية المنعقدة منذ أكثر من شهرين في الكويت أنها سوف ترفع إلى ما بعد إجازة عيد الفطر المبارك، مع احتمال عدم عودة أعضاء الوفود.
وقالت المصادر في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» إن «المحادثات لم تسفر بعد أكثر من شهرين عن أي اتفاق، وسوف ترفع إلى ما بعد عيد الفطر، وربما لا تنعقد مرة أخرى، لعدم وجود نوايا حقيقية لإنجاحها».
وأكدت أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للمتحاورين ولقاءه بهم لم يسفرا عن إحراز أي تقدم، ولم يغيرا من مواقف الطرفين إزاء رؤية كل منهما لإحلال السلام.
ونوّهت إلى أنه بات «في حكم الأمر الواقع العودة إلى خيار الحرب بعد أن رفض الحوثيون كل الوسائل الكفيلة بتطبيق القرار الدولي 2216».
وكشفت مصادر يمنية مقربة من الحكومة أن معركة «تحرير صنعاء» أصبحت على الأبواب، واحتمال أن تبدأ بعد عيد الفطر المقبل.
وأشارت هذه المصادر إلى أن اجتماعات وترتيبات عسكرية تجرى منذ أسابيع، وعلى قدم وساق من أجل حسم المعركة «عسكريا» في اليمن ضد الانقلابيين وتحرير شمال اليمن وطرد الانقلابيين من صنعاء.
ويدير هذه الاجتماعات ويقود الترتيبات والاستعدادات العسكرية نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، ويحضرها قادة عسكريون وغير عسكريين من حزب الإصلاح وزعماء القبائل، منهم الزعيم القبلي وأحد قادة حزب الإصلاح الشيخ حميد الأحمر وبعض أشقائه، مما يرجح عدم مشاركة قوات الإمارات فيها لاعتراضها على دور حزب الإصلاح، فيما يرجح أن توكل إلى القوات الإماراتية مهمة الحفاظ على الأمن في محافظات جنوب اليمن.
وعلى إثر انسداد الأفق السياسي في مفاوضات الكويت اندلعت معارك عنيفة خلال الـ24 ساعة الماضية بين القوات الحكومية وقوات المتمردين في أكثر من جبهة في تعز وصنعاء والجوف، بينما اشتركت طائرات التحالف العربي بكثافة بقصف مواقع الحوثيين على امتداد الجبهات، الأمر الذي أسفر عن مقتل 80 شخصا بينهم 37 مدنيا، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية ومحلية وقبلية الثلاثاء.
وسجلت الحصيلة الأكبر في محافظة تعز (جنوب غرب) حيث أدت غارات للتحالف العربي بقيادة السعودية الداعم لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى مقتل 34 شخصا على الأقل من الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى سقوط عدد من المدنيين.
وفي السياق، لقي 8 أشخاص مصرعهم، الثلاثاء، بينهم 5 من عناصر تنظيم القاعدة، إثر غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار، جنوبي اليمن، بحسب سكان محليين.
وأفاد سكان محليون في اتصالات هاتفية منفصلة أن خمسة من عناصر تنظيم «القاعدة» قتلوا في قصف لطائرة من دون طيار، استهدف منزل مصطفى لشعب، أحد قيادات التنظيم، في منطقة المحفد في محافظة أبين.
وأضافوا أن القصف تسبب أيضاً بمقتل امرأتين وطفلة في بيت قريب من المنزل المستهدف.
ولم يتضح على الفور مصير القيادي في القاعدة مصطفى لشعب، كما لم يصدر أي بيان رسمي عن التنظيم حول هذا القصف حتى الساعة 13:20تغ.
ولم تُعرف هوية الطائرة التي نفذت القصف، غير أن طائرات أمريكية من دون طيار، تشن غارات بين الحين والآخر، مستهدفة عناصر نشطة وقيادات في تنظيم «القاعدة» في اليمن.