يورو 2016: ما الذي ينتظر المنتخب الإنكليزي في أعقاب الكارثة الآيسلندية؟

حجم الخط
0

باريس ـ «القدس العربي»: الجماهير الإنكليزية كانت تتوقع دائما هزيمة منتخب بلادها في البطولات الكبرى، لكنها لم تكن مستعدة على الاطلاق لما حدث مساء يوم الاثنين الماضي في فرنسا. وودع المنتخب الإنكليزي مشواره في «يورو 2016» بعد هزيمته 1-2على يد منتخب ايسلندا في دور الستة عشر، ما أدى إلى استقالة المدرب روي هودجسون. الهزيمة تم وصفها بأنها خيبة أمل للرياضة الوطنية وبدأت أصابع الاتهام توجه في جميع الأنحاء في البلاد. وقال الحارس الإنكليزي جو هارت: «كمجموعة اللاعبين نحن مسؤولون عما حدث». وأضاف: «كل الخطط كانت مجهزة، كنا نعرف عنهم كل ما نحتاجه، لكن في النهاية لم نقدم الأداء المتوقع».
وتقدم المنتخب الإنجليزي بهدف بعد مرور أربع دقائق فقط عن طريق وين روني من ركلة جزاء، قبل أن يرد منتخب آيسلندا بهدفين. ولم يظهر أن منتخب إنكلترا لديه أي اجابة عما يحدث داخل الملعب، ووجهت الكثير من الانتقادات إلى هودجسون الذي لم ينجح في الاستقرار على طريقة لعب أو مجموعة لاعبين في البطولة. وقال آلان شيرر القائد السابق لمنتخب إنكلترا: «الأداء التكتيكي كان يفتقر إلى المهارة». ومع انطلاق التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 في أيلول/ سبتمبر المقبل، يبقى السؤال حول هوية خليفة هودجسون هو محور الحديث في الفترة المقبلة.
وصبت بعض الترشيحات في صالح غاريث ساوثغيت مدرب المنتخب الإنكليزي تحت 21 عاما، بجانب المدرب الإنكليزي السابق غلين هودل، وايدي هاو المدرب الحالي لبورنموث وآلان باردو مدرب كريستال بالاس. وقال المدافع الإنكليزي السابق ريو فيردناند: «لا يوجد مدرب يمكنه أن يرفض».
وأضاف: «أي شخص وزنه ذهب ولديه مقدار من الثقة سيقبل تحدي تدريب المنتخب الإنكليزي لأنه لا يوجد شخص يمكنه أن يفعل أسوأ مما فعله المدرب السابق». واعتمد هودجسون على الشباب في «يورو 2016»، حيث اختار الفريق الأصغر سنا للمنتخب خلال 58 عاما، من خلال الاعتماد على ديلي آلي وهاري كاين وايريك داير وماركوس راشفورد البالغ 18 عاما. واصطحب معه إلى فرنسا أربعة لاعبين متوسط عمرهم 30 عاما، لكنهم لم يظهروا بالشكل المأمول. وتلقت شباك الحارس جو هارت هدفين ساذجين، وبدا المهاجم وين روني تائها بعد الدفع به في وسط الملعب. روني الهداف التاريخي لمنتخب إنكلترا ليس لديه أي نية في اعتزال اللعب الدولي، وقال عقب الهزيمة أمام آيسلندا: «لقد قلت عدة مرات أنني استمتع وفخور باللعب لمنتخب إنكلترا، وانتظر معرفة هوية المدرب الجديد وإذا تم اختياري سأكون موجودا».

آيسلندا «المغمورة» أحدث «المنكلين» بالكرة الإنكليزية!

لم تكن الهزيمة أمام ايسلندا 1/2 أسوأ هزيمة في تاريخ المنتخب الإنكليزي، فهناك ست مباريات لن تنساها كرة القدم الإنكليزية أبدا:
أولا: الهزيمة أمام الولايات المتحدة صفر/1 في كأس العالم 1950 على استاد الاستقلال. وفي ظل وجود ستانلي ماثيوز وتوم بيني وبيلي رايت في الفريق، كان من المتوقع أن يكون منتخب إنكلترا أحد المرشحين للقب مونديال 1950. لكن الفريق الذي كان يقوده والتر وينتربوتوم خسر بهدف جو غايتنس في بيلو هوريزونتي، ليحقق مجموعة من اللاعبين الهواة أكبر صدمة في تاريخ كرة القدم، وقال السير ستانلي روس سكرتير الاتحاد الإنكليزي في ذلك الوقت: «خسرنا على يد فريق أكثر لياقة وسرعة منا».
ثانيا: خسرت إنكلترا في مباراة ودية على استاد «ويمبلي» في 1953 على يد منتخب المجر 3/6. وقبل ذلك الوقت لم ينجح أي فريق في تحقيق الفوز على استاد «ويمبلي»، في أول هزيمة لمنتخب إنكلترا على أرضه في مواجهة فريق من خارج بريطانيا، وتلقى الفريق الإنكليزي درسا قاسيا في حضور 120 الف مشجع. وتألق فيرنيك بوشكاش في هذه المباراة وسجل ناندور هيديكوتي ثلاثة أهداف. ويبدو أنه لم يكن من السهل على المنتخب الإنكليزي أن يستوعب الدرس، حيث خسر بعد عام واحد أمام المجر 1/7 في بودابست.
ثالثا: تعادل إنكلترا مع بولندا في تصفيات كأس العالم 1973 على استاد «ويمبلي». تأهل منتخب إنكلترا إلى جميع نسخ كأس العالم منذ المشاركة الأولى في نسخة 1950، لكن كان يتوجب على الفريق أن يفوز على ضيفه البولندي في الجولة الأخيرة من التصفيات لبلوغ مونديال 1974. وتصدى الحارس البولندي يان توماسفيسكي بشكل مذهل لجميع المحاولات الإنكليزية وقدم مباراة تاريخية ليقود بلاده للتعادل 1/1. وفي تلك المباراة سدد المنتخب الإنكليزي 36 كرة على المرمى، مقابل تسديدتين فقط لبولندا، كما حصل الفريق على 26 ركلة ركنية وحرمته العارضة مرتين من التسجيل مع تشتيت الدفاع لأربع كرات من على خط المرمى، ليصعد المنتخب البولندي على حساب إنكلترا إلى مونديال 1974 في ألمانيا الغربية.
رابعا: خسر منتخب إنكلترا أمام النرويج 1/2 على استاد «اوليفال» في تصفيات كأس العالم 1982. وقال المعلق بيورغ ليلين حينذاك تعليقا على نتيجة المباراة: «لورد نيلسون، لورد بيفربروك، سير وينستون تشرشل، سير انطوني ايدن، كليمنت اتلي، هنري كوبر، ليدي ديانا، ماغي ثاتشر، أولادكم تعرضوا لهزيمة في الجحيم». وأنهى منتخب النرويج مشواره في التصفيات المؤهلة لمونديال 1982 في المركز الأخير، لكنه حقق فوزا معنويا على إنكلترا عبر هدفي توم لاند وهالفار ثورسين بعدما تقدم برايان روبسون بهد لإنكلترا. ووصل المنتخب الإنكليزي إلى مونديال 1982 في أسبانيا، ولكن مثلما قال ليلين، كانت هزيمة في الجحيم.
خامسا: خسر المنتخب الإنكليزي أمام كرواتيا 2/3 في تصفيات «يورو 2008» على استاد «ويمبلي» ليغيب عن البطولة القارية. وارتكب الحارس سكوت كارسون نفس الأخطاء الشهيرة للحارس جو هارت ليتقدم نيكو كرانشيار وايفيكا اوليتش بهدفين لكرواتيا بعد مرور 15 دقيقة من بداية المباراة. واختفى مدرب إنكلترا ستيف مكلارن تحت المظلة لتحميه من الأمطار، ليشاهد نجاح فريقه في إدراك التعادل 2/2 بواسطة فرانك لامبارد وبيتر كرواتش، لكنه لم يجد أي مكان يختبئ به بعد أن سجل سلافن بيليتش الهدف الثالث لكرواتيا.

يورو 2016: ما الذي ينتظر المنتخب الإنكليزي في أعقاب الكارثة الآيسلندية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية