السلام ما زال هشا في الجنوب السوداني رغم مرور عام علي انهاء الحرب الاهلية
السلام ما زال هشا في الجنوب السوداني رغم مرور عام علي انهاء الحرب الاهليةالقاهرة ـ من محمد علي سعيد: ما زال اتفاق السلام الذي انهي 21 عاما من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب في السودان مهددا علي عدة محاور رغم مرور عام علي توقيعه، الا انه تجاوز مع ذلك العديد من العقبات التي كان من شأنها اعاقة تطبيقه.واذا كانت الحرب بين الشمال والجنوب التي اوقعت 1.5 مليون قتيل انتهت الا ان السودان لم يتمكن من انهاء النزاع الدامي في اقليم دارفور الغربي.وكان نظام الرئيس عمر البشير الاسلامي وقع في التاسع من كانون الثاني/يناير 2005 اتفاقا تاريخيا مع متمردي الجنوب بقيادة زعيمهم التاريخي جون قرنق.واكد المحلل السياسي محمود محجوب هارون الذي يترأس مركز دراسات سودانيا مستقلا ان تطبيق اتفاق السلام نجح في بعض النقاط فقد تم تشكيل المؤسسات الاتحادية رغم بعض التأخير وتجنب الفرقاء حتي الان الخوض في نزاعات كبيرة .واضاف ولكن الطريق ما زالت طويلة قبل ان تتشكل ثقافة سياسية تساعد علي طي صفحة الحرب مشيرا الي ان مصرع قرنق في حادث في تموز (يوليو) الماضي لم يساعد علي المضي الي الامام في هذا الاتجاه. وقد شكلت لجان مشتركة وحكومة وحدة وطنية تضم حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان وادت هذه الحكومة اليمين في 22 ايلول (سبتمبر) الماضي.واكد المحلل في مركز الازمات الدولية (منظمة بحثية مستقلة) ديفيد موزرسكي ان الجهد المنتظم من قبل المؤتمر الوطني لتأخير تطبيق الاتفاق يعد من الامور المثيرة للقلق .ويعتقد المحللون ان البشير الذي استولي علي السلطة بانقلاب عسكري في عام 1989 يتمتع بتأييد قطاع محدود من الشعب السوداني ويتعين عليه ان يفتح الساحة السياسية للقوي المختلفة وان يتخلي عن السيطرة علي النفط السوداني.وقال الباحث الامريكي اريك ريفز مؤخرا ان حكومة الوحدة الوطنية ليست الا واجهة تخفي سيطرة (النظام الاسلامي) علي السلطة .واعتبر هارون ان الجنوب معني بالاستقلال مستقبلا اكثر مما هو مهتم بالحفاظ علي وحدة السودان في اشارة الي الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب الذي يقضي الاتفاق باجرائه بعد ست سنوات.وكان مقتل قرنق في حادث طائرة مروحية في تموز (يوليو) بمثابة ضربة قوية لعملية السلام التي كان احد رموزها. وبسبب افتقاد خليفته سالفا كير للكاريزما والمصداقية فان الفصائل المختلفة المنضوية تحت لواء الحركة الشعبية ظلت بلا استراتيجية لتحويل حركة التمرد الي حزب سياسي يتولي شؤون الجنوب.وتساهم الحرب الاهلية في دارفور اضافة الي العنف الذي يشهده بين الحين والاخر شرق السودان في جعل اتفاق السلام هشا.ولكن الخبراء ينتقدون كذلك المجتمع الدولي لانه لم يقم بجهد كاف من اجل تجنيب اكبر بلد في افريقيا مخاطر النزاع في دارفور.ووجهت انتقادات للاتحاد الافريقي الذي نشر قوة قوامها 7000 جندي في دارفور العام الماضي بسبب فشله في تأمين الاستقرار في هذا الاقليم.واندلع نزاع دارفور في شباط (فبراير) 2003 بين متمردين من اصول افريقية يطالبون بتوزيع اكثر عدلا للسلطة والثروة وبين الحكومة المركزية المتحالفة مع ميليشيات عربية محلية.وادي النزاع في دارفور الي مقتل قرابة 300 الف شخص ونزوح مليونين اخرين.ويعتبر ديفيد موزرسكي ان مجلس الامن الدولي لم يفعل شيئا سوي اصدار قرارات في حين ان الولايات المتحدة لم تتخذ اي اجراء بعد ان وصفت الحرب في دارفور بانها ابادة جماعية . (اف ب)