ماذا بعد عشرين سنة على اوسلو؟

حجم الخط
0

ليس العالم كله ضدنا، حتى الآن، لكن اجتمع عدد من الاشخاص المركزيين في المجتمع الدولي في الآونة الاخيرة معا كي يضطروا نتنياهو الى جعل سياسته في الشأن الفلسطيني مرنة. ويعمل وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي سيعود الى المنطقة يوم الخميس، على تنسيق كامل مع ممثل الرباعية توني بلير ومع كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
والهدف هو جلب نتنياهو الى طاولة التفاوض، ويكون على رأس جدول العمل مسألة الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية. إن نتنياهو معني ان يؤجل قدر المستطاع التباحث في مسألة الحدود، لأنه لن يجد موافقة في هذه المسألة على مواقفه لا في الادارة الامريكية ولا في اوروبا الغربية.
يشهد دبلوماسيون أجانب التقوا في الايام الاخيرة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأن مزاجه ممتاز. فهو يُظهر استعدادا أكبر من استعداده في الماضي لتجديد المحادثات. وهو مستعد لأن يتحمل نقدا من الشارع الفلسطيني على استعداده، وهو على يقين من أنه سيصمد أمامه. وكان الشرط الذي اشترطه ان تعلن اسرائيل مسبقا أنها توافق على ان يتم تحديد الحدود ‘على أساس خطوط 1967’، لكن ينبغي ألا نُخرج من نطاق الامكان ان يكون مستعدا للتنازل عن هذا الشرط ايضا.
انه لا يؤمن بأن نتنياهو متجه الى اتفاق، أو الى اتفاق يستطيع الفلسطينيون على كل حال التوقيع عليه. فهدفه هو ‘تمزيق القناع’ عن وجهه، وان يكشف على الملأ نوايا نتنياهو الحقيقية التي تتلخص، كما يرى أبو مازن، بالتسويف في التفاوض وبرفض التخلي عن المناطق في واقع الامر.
اذا تحققت فروض أبو مازن فسيبدأ التفاوض، وسيحاول نتنياهو ان يتهرب من التباحث في مسألة الحدود، وستتفجر المحادثات ويتهم المجتمع الدولي اسرائيل بالتفجير. وستتجه السلطة الفلسطينية الى مؤسسات الامم المتحدة وتعرض اسرائيل على أنها جهة تُخل بالقانون الدولي وستطلب عقوبات. في ايلول/سبتمبر سيكون قد مر عشرون سنة على اتفاق اوسلو الذي كان اتفاقا مرحليا في الحاصل العام. وإن حقيقة أنه مرت عشرون سنة منذ كان الاتفاق ستعطي الدعوى الفلسطينية وزنا زائدا. ينوي أبو مازن ان يهدد ايضا بحل السلطة الفلسطينية، وهو لا يهدد بانتفاضة ثالثة لأنه يؤمن بأنه سيحرز أكثر بلا عنف.
من اجل اضعاف ريح الدعم الذي حصل عليه أبو مازن مؤخرا أصدر نتنياهو سلسلة تصريحات معتدلة تشير الى استعداده للاجتماع لتفاوض مكثف بلا شروط مسبقة. وهو يتهم في مقابل ذلك أبو مازن بأنه يخطط مسبقا لتفجير المحادثات. ويُعد الطرفان اسلحة دعايتهما استعدادا للصراع على مسألة التهمة، على أي طرف سيلقي المجتمع الدولي المسؤولية عن الفشل.
لكن قدرة نتنياهو على ان يعرض ارادته في اتفاق، محدودة. جاء أمس الى بركان في السامرة للاحتفال بافتتاح مدرسة موسومة باسم أبيه. إن بركان جزء من الكتل الاستيطانية، لكن الرسالة التي تُظهرها زيارتها هي تأييد رئيس الوزراء الشامل للمستوطنات. إن سيطرة اليمين المتطرف على القيادة العليا لليكود وتصريحات بينيت المعادية للفلسطينيين تصب الزيت على النار.

يديعوت 25/6/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية