بيروت – ‘القدس العربي’ وجه رئيس ‘تيار المستقبل’ سعد الحريري التعزية إلى ذوي شهداء الجيش وقال ‘هناك البعض ممن يحاول استغلال المواقف أو النعرات الطائفية، ولكني أؤكد لكم أننا في ‘تيار المستقبل’ وانا كسعد الحريري سنبقى نقف مع الجيش، مهما قالوا ومهما حاولوا، نحن سنبقى مع الجيش وسيبقى مشروعنا الدولة، كما كان هذا المشروع مشروع رفيق الحريري. هذه الطريق لا يحاولنّ أحد إزاحتنا عنها، ونحن سنبقى حازمين في هذا الاتجاه’.
وأضاف: ‘أحيي كذلك قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي كنت على تواصل معه لحظة بلحظة خلال المرحلة الصعبة، وكانت هناك عدة اتصالات في ما بيننا، كذلك أحيي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي كنت أتابع معه ما يجري بشكل متواصل، وأحيي مواقفه السيادية التي تحمي لبنان واللبنانيين، والتي هي أساس مشروع الدولة ومشروع لبنان. وكذلك أحيي عمتي بهية أعانها الله، فهي عانت، وتعيش مع أهل صيدا، وهم جميعاً عانوا ما عانوه، من تلك المجموعة التي قامت بما قامت به. وتبقى المشكلة الأساسية في لبنان هي مشكلة السلاح، فلولا هناك سلاح بيد فلان أو فلان لما كنا وصلنا إلى هنا’.
ولفت الحريري الى ان تفشي السلاح بأيدي مجموعات سيوصل البلد إلى المواجهات. ونحن قلنا هذا منذ العام 2005، وبعدها في الأعوام 2006 و2007 و2008 و2009، وسنظل نقوله، المشكل الأساسي هو السلاح في البلد’.
وفي موضوع قطع الطرقات وردات الفعل التي تحصل من بعض الناس، قال الحريري: ‘هناك من يسعى إلى افتعال الإشكال، وحين تقفلون الطرقات فأنتم تقفلونها على أنفسكم. وأتساءل ما يحصل في طرابلس أو بيروت أو البقاع هو إقفال طرق بوجه من؟ هل يكون الحل بتسكير الطرقات أم بفتحها أمام الدولة لبسط سيادتها؟ هل الحل في أن تكون هناك مجموعات كمجموعة الشيخ أحمد الأسير أو غيره تتحدى الدولة؟’. وأكد: ‘لا شك لدي أن الاستفزازات التي يقوم بها ‘حزب الله’ سواء في صيدا أو في بيروت أو في كل لبنان أو حتى في سورية تخرج المرء من جلده، ولكن هذا لا يعني أن لا نسير بمشروع الدولة، تذكروا من هو رفيق الحريري وما هو مشروع الدولة الذي كان يحمله’.
وتابع: ‘قد يقول البعض أن مشروع الاعتدال ليس مربحاً، لكني شخصيا لا اسعى لإطلاق خطابات لتتماشى مع الشارع فقط، وإذا كان الشارع على خطأ فإن وجود خطين متقابلين لا ينتجان صوابا’. وأضاف: ‘أتوجه إلى الجميع، إلى أهلنا في طرابلس وإلى بعض الجماعات التي قد ترى أن الطريقة التي تم التعامل بها كانت قاسية، وأقول لهم أن أي أمر ضد الدولة يجب أن يتم التعامل معه بنفس هذه القسوة’. وأردف: ‘البعض الآخر قد يقول أن طريقة التعامل تميز بين ناس وناس، ولكني أقول لهم أنه قد يكون هناك البعض ممن يستكبر على الدولة حالياً، وأؤكد لكم أن لا أحد أكبر من لبنان ومن بلده، ومن يفكر نفسه اليوم أكبر من البلد سيأتيه يوم يستنجد بالبلد وبأهل البلد وبالدولة، لذا علينا بالمواطن وعلينا الحفاظ على الدولة وعلى مشروع الدولة وسنكمل المشوار’.
وأشار إلى أن ‘الجيش دفع اليوم ثمنا كبيرا وقد آن الأوان للتمديد لقائد الجيش، وهناك قانون في مجلس النواب بهذا الشأن لذلك علينا إقراره، كفى نمتدح’ الجيش ولا نعطيه شيئاً في المقابل. يجب أن ننتهي من هذه المسألة لأن الفراغ في قيادة الجيش أمر لا يجوز’.
وقال لأهل صيدا: ‘لكم الصبر، أعرف أن تضحياتكم كبيرة، وأن المعاناة كبيرة والجرح كبير، ولكن يجب على القوى الأمنية في صيدا أن تأحذ مكانتها’.
وتابع: ‘أحيي وليد بيك جنبلاط وحلفائي الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل الذين وقفوا مواقف واضحة، ولكني أخص وليد بيك الذي رافقنا منذ اللحظة الأولى لنشوب الإشكال، وإن شاء الله يتم إحلال الأمن في صيدا، وينعم بالأمن أهلنا في صيدا وطرابلس والجنوب وفي البقاع وتحديدا في عرسال حيث أهلها الطيبون في حالة انقطاع عن الناس حالياً. وفي النهاية تذكروا أنه ليس لنا إلا الدولة ومشروع الدولة والوقوف مع الدولة’.
في المقابل، فإن رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي يسعى لتعيين صهره قائد المغاوير العميد شامل روكز قائداً للجيش ردّ على دعوة الحريري للتمديد للعماد جان قهوجي فقال ‘ سمعت اليوم تصريحاً للحريري أن الوضع خطر ويجب التمديد لقائد لجيش، هو يعطي تقريباً غاية لهدف التمديد، واقول له ان تضحيات الجيش لا تُقرّش بالتمديد ونحن ضد التمديد بالمطلق ولا نريد ان ‘نخربط’ تراتبية الجيش’. ولفت عون الى أن ‘ما حصل بقضية الاسير لو عولج عندما بدأ الأسير بـ’السب’ للناس لكانت انتهت القضية، لكن تمييع الموقف من المسؤولين ومن تيار المستقبل أوصل الامور الى هنا ونعتبرهم من اول المسؤولين عن الوضع’. وأضاف ‘فليسمحوا لنا نحن اولى من الحريري واي حزب آخر باعطاء رأينا بقيادة الجيش ونحن من نمثل المسيحيين في الحكومة ولا احد غيرنا ونحن من نمثل المسيحيين بأعداد اكبر ولسنا مرهونين لغيرنا بالقرار’.
اكد رئيس حزب ‘القوات اللبنانية’ سمير جعجع ‘ ان الدولة بعد حوادث عبرا باتت على المحك ولم يعد في استطاعتها الا ان تمضي في مواجهة كل السلاح غير الشرعي والممارسات الخارجة على القانون لاي فئة انتمت’، مشدداً ‘على وجوب تحمل السلطات مسؤولياتها’.
واذ شدد ‘على وقوف قوى 14 اذار صفاً واحداً خلف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوطني وصاحب المواقف السيادية’، اكد رداً على كلام وزير خارجية سورية وليد المعلم ‘ان التاريخ سيذكر الرئيس سليمان لانه تجرأ وقدم شكوى ضد سورية بعد كل خروقاتها للسيادة اللبنانية’.
وتوقع جعجع ‘ان يشكل الرئيس المكلف تمام سلام الحكومة في وقت قريب’، متمنياً ‘ان تكون على صورة ومثال الرئيسين سليمان وسلام، حكومة مختلفة جداً لا تستحضر اشخاصاً غير مؤمنين بالدولة’.
في غضون ذلك، عقدت قوى ’14 آذار’ اجتماعاً استثنائياً في ‘بيت الوسط’، حضره رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، النواب: نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، انطوان زهرا، بطرس حرب، روبير غانم، نهاد المشنوق، دوري شمعون، مروان حمادة، فؤاد السعد، نديم الجميل، أنطوان سعد، جان أوغاسبيان، السيدة نائلة معوض، المنسق العام لقوى ’14 آذار’ الدكتور فارس سعيد، رئيس حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده، نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي، النائب السابق سمير فرنجية، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض ومستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور محمد شطح.
بعد الاجتماع، تحدث الرئيس السنيورة وقال: ‘اجتماع اليوم لمكونات قوى الرابع عشر من آذار والنواب المستقلين بدأناه بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء الأبرياء الذين سقطوا نتيجة الأحداث الخطيرة التي جرت في صيدا من مدنيين وعسكريين، وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان في الآونة الأخيرة. واجتماع اليوم يؤكد على الإيمان العميق والمشترك الذي يجتمع من حوله أعضاء تكتل الرابع عشر من آذار بما يمثلون في لبنان، وبما تمثله حركة ’14 آذار’ من مساحة وطنية يجتمعون من حولها وإزاء جميع القضايا المطروحة على الساحة الآن، والتي تتمحور حول أهمية التمسك بالدولة ومؤسساتها، وهو الأمر الذي دافعت عنه قوى 14 آذار خلال كل السنوات الماضية وما زالت متمسكة به، وهي اليوم أكثر تمسكا، أكثر من أي وقت مضى بالدولة ومؤسساتها السياسية والعسكرية، ولا سيما منها مؤسسة الجيش اللبناني، لما تقوم به في الدفاع عن لبنان وعن أمن وأمان اللبنانيين إزاء المخاطر المحدقة بهم.
كما تركز الحديث حول المذكرة التي تقدمت بها قوى ’14 آذار’ لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ببنودها الثلاثة، وتناول البحث اليوم المخاطر التي تمر بلبنان وتلك التي يتعرض لها المجتمع اللبناني والدولة اللبنانية من تفتيت واختراقات نعاني منها، وبالتالي الضرورة القصوى لإنجاز تأليف الحكومة العتيدة، والتي نعتقد أنها قادرة على الالتزام بمذكرة قوى ’14 آذار’ وبإعلان بعبدا، وأن تنجح في استعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني بما يؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية والحياتية للبنانيين’. وختم ‘لا شك أن هذه المرحلة دقيقة وبالتالي تحتاج إلى تضافر جهود اللبنانيين وإلى الموقف الموحد الذي أكد عليه هذا الاجتماع اليوم لقوى ’14 آذار’، بأنها موحدة وستبقى كذلك في مواجهة التحديات والمخاطر التي نمر بها في هذه الآونة’.