الاعلام يدمر الثورة المصرية

حجم الخط
0

إن المتابع للشأن المصري يرى أثر الإعلام المدمر في مرحلة ما بعد الثورة بالذات فقد أشعل الحروب والحرائق الجانبية والتي ألهت الحكومة عن التفرغ للبناء والتغيير وإشاعة الاستقرار، ذلك الإعلام الذي لم يبق لا دائرة شخصية ولا عامة الا وخاض فيها لتأليب الرأي العام على الرئيس المنتخب وحكومته والتركيز على الأخطاء والنواقص مع الإهمال التام للانجازات، وقد استطاع لتعدد وسائله وسعة انتشاره وتأثير شخوصه حرف مسار العامة والمحايدين وصرف انتباه المسؤولين عن الأولويات، وكانت الحكومة بين نارين: السماح بحرية التعبير حتى لا تتهم بالرجعية والاستبداد وتكميم الأفواه والإقصاء وبين السيطرة على الانفلات الذي ساهم الإعلام في نشره الإصلاحيون والإسلامييون مستجدون عموما في عالم الإعلام ولا يعرفون دهاليزه ولا وسائله التي تجعل من الحليم حيرانا، ووسائل اعلامهم بحسب الدراسات ومنها شركة ابسوس للابحاث ما زالت غير مؤثرة ومحدودة التأثير والانتشار!
وإن لم يسارعوا في التغيير وقلب المعادلة فسيبقى الآخرون يتحدثون عنهم ويقدمون صورتهم وهي صورة من مبغض وغير حيادية على الأقل ولن تتغير ولو اتبع الاصلاحييون والاسلامييون هوى دهاقنة الاعلام وهم لن يفعلوا الأعمال ليست كافية في زمننا لتتحدث عن صاحبها فصوت الإعلام له قوة وسطوة وبلاغة تغطي على كل خير بيدي وعيني وصوتي الخبير والمحترف لا بيد عمر والاعلام الموجه: هذه يجب أن تكون الرؤية المستقبلية للاصلاحيين والاسلاميين إذا أرادوا أن تستقر أمورهم ولا تذهب انجازاتهم أدراج الريح.
ديمة طارق طهبوب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية