ألبير كامو الكولونيالي

حجم الخط
0

برنارد لويس بالمناسبة لم تطأ قدمه أيا من أوطان العرب و المسلمين عدا تركيا على ما يذكر إدوارد سعيد. أدرك أن الإنسان أسير قراءاته و ليس حتى بيئته، غير أني لا أفهم كيف تتناسق قراءة هذا المستشرق للإسلام، وهي قراءة تفكيك صهيونيته لتدرك تعسفها ومصلحته منها، مع قراءة بعض من يدعون الإنتساب لهذا الإسلام نفسه مع أنها تصب في مصب ذلك الصهيوني ذاته.. بل يمكنني، مقارنة بموروث برنارد لويس ومواقفه من الإسلام، الزعم أنه كان أنزه وأقل فجاجة في تعاطيه مع موضوع الإسلام من كتائب أقلام عربية تسخرت للطعن الصريح في هذا الدين و تشويهه بكثير من التزييف والتزوير.. فإدوارد سعيد، على مسيحيته ويساريته وعلمانيته وأمريكيته، أدرك مبكرا موضع تخندقه حتى عُدّ ووصف من قبل إعلام صهيون الأمريكي بدكتور الإرهاب، في إحالة لتعاطيه الداعم لحركة حماس الإسلامية.
و أذكر في حوار له حينما ذكر له الصحافي أن كامو لم يكن يرى الجزائر أمة بالمعنى التاريخي، كيف إستاء وهو يرد بالقول : ” لم يكن كامو محايدا، كان أديبا كولونياليا.. ” و هو فعلا كذلك إذ كان يرى الجزائر قوميات شتى آخرها أشتات المستوطنين الأوروبيين ومن هنا يبدأ التأريخ للأمة عنده في إتساق تام مع نظرة الإستعمار. فبرنارد لويس لم تدعه صهيونيته ليتجرد للعلم وحده في تناوله قضايا الإسلام، و هو ما يمكن إلى حد ما تفهمه، غير أن سؤالي لـ ” تلامذته العرب ” : ماذا سيتحصل لكم من كعكته ؟

جود – الجزائر

ألبير كامو الكولونيالي
مقال صبحي حديدي: برنارد لويس… مئة عام من العزلة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية