قصة هذا الفتي هي أقل وقعا وأسى من ملايين قصص السوريين الذين جروا آلامهم على طرقات المهجر، أو الآلاف الذين دفنوا تحت الأنقاض وفي أقبية التعذيب. سوريا المتنبي، سوريا أبو العلاء سوريا ديك الجن، سوريا ابو الفراس، سوريا أبو تمام، سوريا البحتري، سوريا بدوي الجبل، سوريا عمر أبو ريشة، سوريا نزار قباني، سوريا سليمان العيسى..و..و وأتوقف عن العد فسوريا تلد كل يوما شاعرا..
والمعتمد بن عباد «الملك» الذي كان شاعرا بدوره نسي أنه عشق اعتماد البرمكية الفقيرة لأنها أكملت شطر بيت من الشعر عجز وزيره بن عمار عن إكماله (صنع الريح من الماء زرد) والشطر الثاني للبرمكية (أي درع للقتال لو جمد) ونسي مطلع معلقة امرؤ القيس الذي يبكي أسى على منزل وحبيب: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل.
اليوم شعر السوريين بعد أن كان للحب، والمرأة، والحنين، والياسمين بات بكاء على أطلال سوريا، على أطفال سوريا، على فتيان سوريا أضاعوا العمر في أزقة المهاجر بعد أن كانوا ملوكا في ديارهم.
أحمد السوري