أسوأ اللحظات في عمر من يعرف قدسية الحياة الإنسانية أن يرى الصدام الوشيك ولا يستطيع التحذير منه، على الرغم من أن إمكانية تفادي الخطر كانت موجودة نظريًا على مدار عام كامل من حكم جماعة الإخوان الغامضة لمصر، لكن الأنظمة الساقطة تبدو مدفوعة إلى مصيرها بشبق غامض، وهي لشديد الأسف لا تمتلك نبل المنتحرين فتذهب بنفسها، بل تتمتع بولع الحياة الذي يتمتع به الغرقى فتشد معها أوطانًا وتجبر الآخرين على موت لم يطلبوه.
كل قطرة دم أريقت على مدار عـــــام وكل ما يراق اليوم من دم كان من الممكن تلافيه، لو لم ترتكب الجماعة وراعـــــيها الأمريكي جريمة الاستهــــتار بالربيع العربي بسبب جهل حقيقي أو تغاب مقصود. وهذا هو ما جعل تفادي الصدام مستحيلاً.
وللأسف، يبدو أن الكثيرين من أصحاب النوايا الطيبة، لا يفهمون جوهر ما جرى في مصر من تحول عميق وخفي في الروح بدا أثره المادي في شكل ثورة خلعت حاكمًا نال التأييد الأمريكي نفسه وكان محصنًا بجيشين (الجيش والشرطة التي تضخمت في عهده).
ومن منطلق سوء الفهم يتصور أصحاب النوايا الطيبة أن جبهة الإنقاذ الفضفاضة والمهلهلة كان بوسعها تأجيل الصدام لحين التفاوض السياسي مع الجماعة، بينما لا يملك الطرفان من أوراق الحراك الثوري في مصر سوى ما يملكه بشار الائتلاف الوطني السوري من أوراق الحرب في سورية الآن.
‘ ‘ ‘
الثقل السياسي على الأرض المصرية الرافضة يتوزع بين الشباب المسيس (الناشط حسب الوصف الإعلامي المبتذل) وبين أغلبية لا تفهم في السياسة لكن حواسها وضعتها في مواجهة الجماعة الغامضة بعد عام من الفشل الاقتصادي زاد الفقراء فقرًا، وفشل في توفير الخدمات، وهذا النوع من البشر المتحرك بسبب ما يتعرض له من إيذاء اختبرته حواسه جوعا وانتظارا بالساعات في محطات الوقود هو الذي بدأ حراكه من الآخر، أي من العنف ضد أعضاء الجماعة في الأقاليم الذين يتحولون إلى ضحايا في عداد القتلى بعد أن عاشوا ضحايا عمليات غسيل المخ من قيادات جماعة شديدة الطبقية في بنيانها.
وللأسف لم تزل هذه القيادات تعتبر معارضيها أعداء شرع الله، وإن اعترفت بشئ من الإخفاق تمسحه في المعارضة أو بقايا نظام مبارك الذين لا يدعون لهم فرصة لكي يبنوا ويغيروا، علي الرغــم من أن المعارضة لم تمنعهم من التنكيل بالبنية القانونية والإدارية للدولة وإهانة حتى الدستور الذي وضعوه بأنفسهم وحدهم ليحكموا به وحدهم!
لم يفهموا – وربما تجاهلوا – طبيعة الثورة عندما تآمروا لسرقتها، وبحماقة شديدة تجاهلوا حجم الدولة التي حكموها بموجب هذه السرقة.
مصر بلد كبير في كل شئ، والكبر صفة يمكن قياسها بالتاريخ والجغرافيا، وبعدد السكان بكل ما يعنيه العدد من صفات إيجابية كالقدرة على الإنتاج وقت العمل والقدرة على الثورة وقت الغضب وكذلك من حيث متطلبات العيش؛ فلا يمكن لشاحنة بنزين أن تعالج نقص الوقود بها، أو يجوع سكانها فتطعمهم ‘الإسلام هو الحل’.
كان على من يحكم مصر التي أفاقت – ملتحيا كان أو حليقا – أن يعمل بعكس الطريقة التي أسقطت مبارك، أي أن يطلق طاقات المصريين في العمل ويفتح الباب أمام أموال المصريين الصغيرة التي تغني عن أية قروض خارجية وعن أي رهن للإرادة لدى الدائنين.
ولو فعل الإخوان ذلك لكسبوا الكتلة الصامتة الكبيرة، لكن التاريخ لا يعرف الأمنيات، فعقيدة الجماعة لا تتعارض مع الرأسمالية العالمية في شئ، وأموالهم ليســــت في الغرب فحسب، بل في التوابع. وهذا التوافق مــع قوانين المركز كان ولم يزل السبب الأول لتمسك أمريكا بدعمهم، بينما تأتي حماية إسرائيل هدفًا ثانيًا، من خلال إحاطتها بدول ودويلات فاشلة.
أثبتت مسيرة الإخوان القصيرة في الحكم جدارتهم بدعم الأمريكيين من حيث المبدأ. لم يغيروا سياسة الاعتماد على القروض، لم يقفوا ضد رجال الأعمال الذين يعيدون تصدير القروض في شكل إيداعات بالغرب (حاولوا فحسب إحلال رجالهم محل رجال مبارك وهذا لا يهم الأمريكيين في شئ) ولم يرتفع لهم صوت ضد إسرائيل. ولابد أن يفرح الأمريكيون والإسرائيليون لأنهم لم يخسروا مبارك، الكنز الاستراتيجي، إلا ليقعوا على مغارة علي بابا.
الشراهة أنست الأمريكيين أنفسهم، مثلما فعلت بالإخوان، وهذا هو وجه الشبه الوحيد بين التابع والمتبوع. وكلاهما نسي أن الثورة التي خطفوها بدأت محلية صافية، وكل تدخل خارجي فيها سيعيق الطريق مرحليًا ويزيد الجراح، لكنه أبداً لن يكسرها.
إبدا لن يكسرها ….
ألله عليك ياأستاااااااذ
إقتربت الساعه …بشرك الله ومانفرك..
مقال باسلوب هادئ رصين ومعمق, يلمس كبد الحقيقة بدقه ويؤشر لما سيجلبه المستقبل لمصرواهلها. شكرا لك استاذ عزت
في الحقيقة أنا من المغرب يعني’ بعيد’ عن’ أم الدنيا’ كما أنني’ معتدل’ أي لست إخوانيا ولا علمانيا ولكني سأسمح لنفسي أن أعلق على كلامك’ الخطير’ والرافض- لكل ما هو إخواني وأخشى أن يكون لكل ما هو إسلامي. وأنا من زمان أحب أن أدلي برأي متواضع في الشأن المصري والله يعلم كم أنا مهتم وقلبي مشعول بهذا الشأن الذي هو في الحقيقة شأن كل العرب والمسلمين. أولا تتحاملون على كل ما هو إخواني أو إسلامي بلا أدنى موضوعية ولا حكمة. وتسمحون ﻷنفسكم بالسب والشتم بلا هوادة ما يسبب التحريض ويأجج الفتنة بلا داع حقيقي. اﻷمر الثاني هو هل أنتم تركتم مرسي وفريقه الفرصة لكي يشتغل في نوع من الهدوء والاستقرار حتى تتبين مزاياه من أخطائه. ثالثا ألا تعام أن جل الكوارث والمصائب خصوصا الاقتصادية منها خلفها النظام السابق والباقي تسببت فيه ‘المعارضة الحالية’ واذنابها سواء بالقلاقل أو بالعراقل التي أحدثها أصحاب رؤوس الأموال العلمانيين الذين أرادوا توقيف عجلة الإنتاج لا لشيء إلا لزعزة كرسي مرسي متناسين بذلك أنهم يزعزعون مصر كلها والمصريين معه ‘ومتى كانت تهمهم مصر وأهلها’ . رابعا اتهامكم لم بتأييد الأمريكان’ أمر مضحك مبكي’ الا ترى أن زعماء’ المعارضة’ المزعومة لا يؤيدون أمربكا بل هم أبناؤها البررة ونتاج تربيتها الصالحة. وأنهم متأمركون أكثر مت الأمريكيين أنفسهم وأنهم هم من ينفذون الخطط والتعليمات الأمريكية حرفيا ولا يتورعون في إشعال نار الفتنة ضاربين مصلحة البلاد والعباد عرض الحائط ﻷن أرصدتهم وأموالهم مضمونة في البنوك الخارجية ومستقبلهم مرهون برضى أمريكا وحلفاؤها ولست مضطرا لأعرفك بتاريخ البرادعي وعمرو موسى وغيرهما. أخيرا اقول إذا كتتم تتشدقون بالديموقراطية و ما يترتب عنها فاتركوها ‘أي الديمقراطية’ تقل كلمتها إن كنتم صادقين.
إلى الأخ المغربي
كفانا خلطا غير محمود بين الإخوان و الإسلام
الإسلام بخير و هو ديننا و به سلاحنا و حفظنا
الإخوان جماعة سياسية تتخذ مفهومها الخاص لللإسلام وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ولا ترعى إلا و لا ذمة في سبيل تحقيق هذا الهدف
مرسي اشتغل و إنجازاته تشهد له، التظاهرات و الاعتراضات لم تعوق أبدا مسيرته و قراراته الدستورية و غير الدستورية فكفا الجميع اختلاق أعذار له، أن فشل مرسي وجماعته البين ليس فشلا للدين الإسلامي
أن الخلط غير المحمود والمساواة غير المبررة بين الإخوان و الاسلام لهو الكارثة الحقيقية التي لن تنتج الا فشلا و خرابا
أنا مسلم سني و ارفض التشويه الذي ادخله الإخوان على هذا الدين المتسامح القويم
الموضوع تفسيرة وشرحة موفق وواقعي ,,لان الاخوان لا يعترفوا بالاخـار الا
بانفسهـم ويريـدون فقط الحـكم ,يتعاملون مع الشيطان الاسرائيلي اكثرمن مبارك,يجب ان يـذهبوا ,فلا يحبهـم احــد ولهـذا لا احــدا يحـبـهـم مـنذ قيام تـنظـيمـهم
حتى نـهاية الوجــود
عليهم ان يـذهـبوا لغــير رجـــعــة
أنا من اسبانيا والله قلبي يتقطع علئ أم الدنيا وأخاف من إعادة التاريخ واللذين لهم درايه به يعرفون اين تتجه مصر نحن في القرن 21والثوره كان الأمل منها أن تحط مصر والعرب في هاد القرن وذا رجعت مصر للوراء فإنها نار ستاكل من المغرب حتي دول البترول هي مسألة وقت لا سمحا الله في أي بلد ينتخب رئيس وبعد سنه تجمع التواقيع لازالته أنها دمقراطيه علئ ألطريقه ؟؟؟؟؟؟؟؟اتقو الله في مصر والامه وانتظروا الانتخابات واقبلو بإرادته الشعب واللذين أراد الشعب أن يرسلهم لمزبلت التاريخ فلا رجعه(لم اسمع ماهو تصوركم لمصر أولا إسقاط مرسي ؟؟؟ومن بعد
ما يحدث في مصر العروبة ان الشارع ما زال طرفا في المعادلة السياسية وهدا احد المؤشرات الاجابية رغم ما ستؤول اليه جولة المواجهة