استقبال بارد لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مطار أنقرة

حجم الخط
3

إسطنبول ـ «القدس العربي» ووكالات: خلى استقبال الرجل الثاني في الولايات المتحدة الأمريكية نائب الرئيس جو بايدن من أي حفاوة أو حضور لأي مسئول تركي رفيع، في خطوة تعبر عن مدى البرود الذي تعيشه العلاقة بين البلدين، ورداً على ما يبدو على عدم استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من قبل أي مسئول أمريكي في زيارته الأخيرة لواشنطن.
بايدن الذي وصل مطار العاصمة التركية أنقرة، صباح الأربعاء، استقبله إلى جانب السفير الأمريكي في تركيا نائب والي العاصمة التركية في خطوة غير معتادة في استقبال شخصيات سياسية بهذا المستوى، حيث سبق أن استقبل رئيس الوزراء التركي بايدن في زياراته السابقة لأنقرة.
وتمر العلاقات التركية الأمريكية في فترة من الجمود نتيجة ما تصفه أنقرة بـ«مماطلة» واشنطن في تسليم فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا، وعدم مراعاة مصالحها في سوريا، على الرغم من إعلان واشنطن دعمها للعملية العسكرية التي بدأها الجيش التركي في سوريا، صباح الأربعاء. وفي نهاية آذار/مارس الماضي كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في استقبال الرئيس أردوغان في مطار العاصمة الأمريكية واشنطن دون أي حضور لأي مسؤول أمريكي في خطوة أثارت غضب الرئيس التركي الذي كان يشارك في قمة دولية حول الأمن النووي وقام بافتتاح مركز إسلامي ومسجد بني بتمويل تركي.
وذكر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة تعمل مع تركيا للمساعدة في إعداد طلب تسليم رسمي للداعية الإسلامي فتح الله جولن الذي تحمله أنقرة مسؤولية التخطيط لمحاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو.
وقال «ليست لنا مصلحة في حماية أي شخص ألحق الأذى بأحد حلفائنا، ولكننا بحاجة إلى الوفاء بالمتطلبات المعيارية القضائية بموجب قانوننا»، مضيفا أنه لا يمكن تسليم الداعية المولود في تركيا الا بحكم قضائي استنادا إلى دليل.
وأدان بايدن على نحو صارم ومرارا الانقلاب ولكنه يصر أيضا على أن بلاده ليس لها يد في التخطيط له، رافضا نظريات المؤامرة المتواترة في تركيا. وتحدث نائب الرئيس عن « دعم لا يتزعزع « لتركيا.
ونظمت مجموعة من الأتراك مظاهرة احتجاجية أمس الأربعاء في الشوارع المؤدية إلى قصر جانقايا (مقر رئاسة الوزراء التركي) بالعاصمة أنقرة، للتنديد بزيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن للبلاد.
واجتمع المتظاهرون، ظهر أمس، في شارع «جِنه» المؤدي إلى مقر رئاسة الوزراء، أثناء مرور موكب بايدن، ورددوا هتافات منددة بالزيارة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها عدة شعارات منها «ماذا كنت بفاعل لو قُصف مبنى مجلس الشيوخ الأمريكي؟».
واتخذت قوات مكافحة الشغب إجراءات أمنية مشددة في محيط المظاهرة.
ووصل بايدن، صباح أمس، إلى العاصمة أنقرة، في أول زيارة رسمية يجريها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف تموز/ يوليو المنصرم.
وتوجه عقب وصوله إلى مقر البرلمان التركي، حيث استقبله إسماعيل قهرمان رئيس البرلمان.
وأعرب بايدن خلال لقاءه بقهرمان، عن بالغ حزنه لسقوط ضحايا ومصابين خلال المحاولة الانقلابية، قائلًا: «تمنيت أن أكون هنا في اليوم التالي للحادث (الانقلاب(«.
واختتم زيارته بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي، بعيدًا عن وسائل الإعلام، إلا أنه سمح للصحافيين بالتقاط الصور في بداية اللقاء، قبل أن يغادر بايدن تركيا، مساء أمس.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال أمس الأربعاء إنه يعتزم إبلاغ جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بأن واشنطن ليس لديها «أي مبرر» لعدم تسليم فتح الله غولن رجل الدين الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الشهر الماضي.
وأضاف في كلمة في العاصمة أنقرة أن تركيا ستواصل تقديم وثائق للمسؤولين الأمريكيين للمطالبة بتسلم غولن الذي يعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999.
وينفي غولن الذي كان ذات يوم حليفا لإردوغان أي دور له في محاولة الانقلاب يوم 15 تموز/ يوليو وأدانها. لكن مسؤولين أتراكا يقولون إن شبكة من أنصار غولن اخترقت على مدى سنوات صفوف الجيش والمؤسسات العامة في تركيا لخلق «دولة موازية».
وقال إردوغان «سنقول له إن زعيم منظمة فتح الله الإرهابية يوجد في بلدكم… وإذا أرادت دولة أن تتسلم مجرما يقيم في بلدكم فليس من حقكم المجادلة في ذلك».
وقال إن تركيا والولايات المتحدة شريكتان استراتيجيتان وإن الإبقاء على غولن لن يفيد واشنطن.
وكانت مجموعة من الجيش مسلحة بدبابات ومقاتلات وطائرات هليكوبتر قد هاجمت مؤسسات الدولة في اسطنبول وأنقرة الشهر الماضي في محاولة فاشلة للإطاحة بالحكومة أسفرت عن مقتل 240 شخصا وأثارت حملة تطهير مكثفة شملت ألوفا من المشتبه في أنهم من أنصار غولن داخل القوات المسلحة وأجهزة الدولة.
وقالت واشنطن إنها تحتاج إلى دليل واضح لتسليم غولن. وكان عدم تسليمه والاعتقاد بأن رد فعل الحلفاء الغربيين كان بطيئا قد أثار غضب إردوغان ووتر العلاقات مع واشنطن والاتحاد الأوروبي. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوثائق المقدمة من أنقرة تشكل طلبا رسميا بتسليم غولن وإن كانت لا تتعلق بمحاولة الانقلاب.
وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وفي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
لكن العلاقات الأمريكية التركية تعقدت بسبب الصراع. فواشنطن تدعم وحدات حماية الشعب الكردية السورية المعارضة في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في حين تشعر أنقرة بالقلق من أن يشجع تقدم هذه الوحدات المتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا.
ميدانياً، أفادت تقارير إخبارية بمقتل جنديين تركيين وجرح اثنين آخرين أمس الأربعاء في اشتباكات مع عناصر من منظمة «حزب العمال الكردستاني» في قضاء ليجة بمحافظة دياربكر جنوب شرقي البلاد.
ونقلت وسائل إعلام تركية رسمية عن مصادر عسكرية أن الاشتباكات اندلعت في قضاء ليجة بعد أن هاجم مسلحون من المنظمة القوات التركية التي تؤمن سلامة الطريق الواصل بين محافظتي دياربكر وبينغول.
وأضافت المصادر أنه تم نقل الجنديين المصابين إلى مستشفى دياربكر العسكري، فيما أطلقت القوات الموجودة في المنطقة حملة واسعة بهدف القبض على المسلحين.

استقبال بارد لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مطار أنقرة

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    تركيا الآن أقوى من قبل فالقرار أصبح مستقلاً عن الجيش التركي وعن حلف الأطلسي نفسه وبالتالي عن الغرب
    تركيا الآن تدافع عن مصالحها بقوة وبلا تردد أو إكتراث بمن يدعي الوصاية عليها
    تركيا الآن داخل سوريا رغم الشرق ورغم الغرب !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Hicham Denmark:

    برافو تركيا، العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم! بايدين يقول انه تمن ان ياتي ال تركيا في اليوم الثاني للانقلاب. نعم هذا صحيح ولكن لو كان نجح الانقلاب!
    استقبال بايدين بهذه الطريقة يقول للامريكان اياكم والعبث في تركيا. وتقول لهم، نحن لسنا بحاجتكم وانما انتم بحاجتنا.
    التحية والاحترام للسلطان رجب طيب اردوغان! هذا الرجل الطيب والذي احبه في الله.

  3. يقول جود / الجزائر:

    رب ضرة نافعة !
    لولا الإنقلاب و فشله لما تحررت سياسة تركيا إلى هذا الحد ..
    بل إن سعي الأتراك لتحرير إرادتهم كانت وراء محاولة الإنقلاب أصلا .

    يبدو أن العقل الأمريكي تجمد ، لم يعد يميز بين دولة و دولة ، و شخصية
    و شخصية ، و عقيدة و عقيدة ! .. ألفوا السمع و الطاعة من الجميع
    فتصوروا الكل كلأ مستباح .

إشترك في قائمتنا البريدية