نينوى- الأناضول- أعلن قائد عسكري عراقي كبير، الخميس، أن القوات العراقية تمكنت من السيطرة على مركز ناحية “القيارة” بمحافظة نينوى (شمال) بشكل كامل، من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” الإرهابي، بعد يومين من اقتحام الناحية.
وقال قائد المهام الخاصة في “جهاز مكافحة الإرهاب” اللواء الركن معن الساعدي، المشارك في عمليات القيارة للأناضول، إن “القوات باشرت، منذ صباح اليوم بالمرحلة الأخيرة لإكمال تحرير ناحية القيارة من عصابات داعش الإرهابية”، لافتا الى مقتل أكثر من 30 مسلحاً من داعش خلال الساعات الأولى من معارك الخميس.
وأشار الساعدي، أن “الى ان القوات انطلقت لتطهير الجزء الشمالي من مركز ناحية القيارة انطلاقا من مناطق شمال جامع أبو بكر الصديق”، مؤكداً أن “غداً الجمعة هو الحد الأقصى لإعلان تحرير المدينة من داعش بشكل كامل”.
وأضاف “القوات العراقية أكملت ما بدأته، منذ يوم الثلاثاء، في اقتحام القيارة وأكملت الطوق من الشمال على ناحية القيارة، 60 كم جنوب الموصل (مركز محافظة نينوى)، وقطعت إمدادات العدو وتم استئناف الهجمات، اليوم الخميس، وتم مداهمة المدينة من الجنوب وتأمين مركز مدينة القيارة من قبل القوات العراقية.”
وأوضح الساعدي “هناك نقطة دالة في القيارة هو جامع أبو بكر الصديق وتم السيطرة عليه وجرى تطهير المدينة من المركز باتجاه الجنوب وأصبحت العوائل مؤمنة بالكامل بع استئناف العمليات العسكرية في يومها الثالث.”
وأضاف “داعش كان يراهن على القيارة، وهي آخر معقل له قبل القتال في الموصل، واليوم انهار أمام قطعاتنا وحاول استخدام جميع الوسائل المتوفرة له من انتحاريين وتفخيخ الدور والعجلات وتخريب على الطرقات واستخدم المدنيين كدروع وقاتل بشراسة في اليوم الاول والثاني من المعركة لكنه انكسر ولاذ بالفرار”.
وتابع الساعدي، “قطعاتنا تعاملت بمهنية بهذه المعركة حفاظا على أرواح المدنيين وتمكنا من قتل الارهابيين دون أن نلحق ضررا بالمدنيين وطبقت الخطة بكل تفاصيلها”، مضيفاً:”حاولنا الحفاظ على البنى التحتية وتطهير هذه الأبنية وتمكنا من ذلك.”
وبدأت القوات العراقية بافتحام القيارة، فجر الثلاثاء، لتحريرها من “داعش” تمهيدا لشن الحملة العسكرية الأوسع للانقضاض على المتشددين داخل الموصل، معقل التنظيم في البلاد.
وبعد ساعات من انطلاق الحملة قالت القوات العراقية إنها استعادت السيطرة على مصفى القيارة النفطي، وهو ما أدى لخسارة “داعش” أكبر مصدر لتمويل عملياته التي كان يعتمد عليه في تهريب النفط من داخل الناحية إلى مدينة الموصل وسوريا.
والقيارة أكبر ناحية في محافظة نينوى، ومنطقة استراتيجية لما لها من أهمية تكتيكية ولوجيستية في المعركة العسكرية المرتقبة لتحرير الموصل، فضلًا عن أنها تضم مصفى للنفط كان ينتج 16 ألف برميل من المشتقات النفطية يوميًا، وأحد أكبر الحقول النفطية الذي يضم عددًا من الآبار.
وبدأت الحكومة العراقية في مايو/ آيار الماضي، بالدفع بحشود عسكرية قرب الموصل التي يسيطر عليها “داعش” منذ يونيو/ حزيران 2014، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم.