تعقيبا على مقال الياس خوري: سوريا كمقياس أخلاقي

حجم الخط
0

تبرير التخاذل
شكرا جزيلا على هذا المقال الكبير فعلا بالمقاييس الإنسانية. والحقيقة عندما شرعت في قراءة المقال انتابني الخوف من أن أكون أيضا أنا من الذين ضحوا بمقاييس الأخلاق والمبادئ الإنسانية فبعد فك الحصار عن حلب وجدت نفسي فرحا ليس لأن ما يسمى جيش الفتح قد انتصر بل العكس لأن النظام فشل في تحويل حلب إلى مقبرة لأهل حلب وللشعب السوري.
وأمام هذا الموقف يصعب على الإنسان حتى أن يقف دون أن يفرح مع أهل حلب بفك الحصار دون أن ننسى طبعا أن جبهة النصرة وأخواتها ليسوا من نعوّل عليهم آمالنا فهم لا يقاتلون النظام من أجل حرية وكرامة الشـعب السـوري!
بل بدافع برنامج أيضا سلطوي تحت مظلة الدين بدلا من المقاومة والممانعة التي اصبحنا نستاء حتى عند ذكرها لما فعلته بالشعب السوري. وبغض النظر عن هذا المشهد الواقعي وبالعودة إلى المقال نرى أن النكبة- قصف بيروت-صبرا وشاتيلا- قانا- الحرب على لبنان-الحرب على غزة-الغوطة بالكيميائي- للقصف بالبراميل وبالنابلم وبغاز الكلور في داريا وقصف المستشفيات والمخابز في سوريا كلها والتي يقوم بها النظام.
كلها حدثت وتحدث أمام العالم وفي كل مرة يجد العالم (أي ساسة العالم وأصحاب الإيديولوجيات والإعلاميين وأصحاب النفوذ) ما يبرر موقفهم وتخاذلهم. ألم يكن شارون هو رجل السلام بحسب قول وزير الخارجية الأمريكي السابق كولين بـول وهـو من اصـل أفـريقي!
اليوم الفضيحة أن انتشار وسائل المعلومات في عصرها الذهبي وهي تنقل المشهد السوري فضيحة من كبرى بكل المقاييس ومع ذلك نرى الفعل نفسه أي أن العالم (أي ساسة العالم وأصحاب الإيديولوجيات) يجدون ما يبررون به موقفهم وتخاذلهم وأكثر ما يحير ذهني كيف يمكن لرجل مثل أوباما أن يتصالح مع ضميره أمام ما يحدث وكيف يبرر لنفسه ما يحصل لكنني حقيقة أتراجع بعض الشيء عندما أتذكر أن فنانا من سوريا مثل دريد لحام بشحمه ولحمه يبرر للنظام ما يفعله بل يقف خلفه وبقوة.
وهنا في ألمانيا أعرف أستاذا جامعيا في العلوم السياسية وهو من اليسار وأعرفه منذ سنوات طويلة وهو الآخر بالرغم من أنه لا يبرر للنظام أفعاله لكنه يبرر حقه في البقاء في السلطة بإجابة فاضحة عامة بعيدة عن أي منطق أخلاقي «الجميع يفعلون ذلك» قال لي مؤخراً ويقصد أمريكا والغرب بسياستهم وبجرائمهم وعليه فإن جرائم الأسد ليست كافية (عدا عن أنها تحتاج إلى براهين من قام بها حسب قوله أيضا)
أسامة كليَّة- سوريا

أيام الجاهلية
عفواً أستاذ إلياس لم تعد هناك حاجة لمقاييس الأخلاق لأنه لم يعد هناك أخلاق لُتقاس. أصبحت الكلمة غريبة على أسماع العالم ولو طالبت دولة ما بالإلتزام بالأخلاق لاتهموك بالعته، نحن نتكلم هنا عن أخلاق إنسانية متعارف عليها بين بني البشر كحلف الفضول في الجاهلية ولا نتكلم عن الأخلاق الدينية.
لقد عجزت العرب في جاهليتهم الحالية أن يأتوا بمثل حلف الفضول (الجاهلي) الذي حض على مكارم الأخلاق كإغاثة الملهوف ونصرة الضعيف والوقوف مع الحق والذي كان شيئا طبيعيا أن يزكي الرسول الكريم هذا الحلف ويؤيده.
العرب في جاهليتهم الثانية (الحالية) يفعلون بعكس حلف الفضول تماما، يتآمرون على بعضهم، ويخون بعضهم البعض يلومون المظلوم بدل نصرته بل ويسلمونه لأعدائهم ليفعل به الأفاعيل (حالة غزة مثلاً) وفوق هذا يؤيدون المجرم المعتدي بكل صفاقة ووقاحة منقطعة النظير، وإذا استجارهم (أي العرب) أحد يبيعونه بلا أي وازع. بربك أية فترة هي الجاهلية العربية تلك التي نعيشها الآن أو منذ 1500 سنة؟ الجواب يعرفه الجميع.
أحمد

بوصلة الثورة
أخي الياس .. ليس بوسعي ( كالعادة ) الا أن أحيي بك طهارة الروح ونبل القلم الشريف ؛ وكي لا أستطرد ( فلست بحاجة لتعميد كل كلمة حرة جئت بها أعلاه ) ؛ لكن علي أن أتوقف عند النقطة التي مهرت بها كامل المقالة ( الأخلاق ..و القيم الاخلاقية ) ؛؟ ثم تساءلت عن الأداء السياسي لما أسميته معارضات سورية .وعجزها عن بناء إطار وطني ….الخ .
أخي الياس ؛ لا أرغب في توجيه سؤالي إليك مباشرة حول تعبير ومصطلح استمرأ الكثيرون في ترديده (المعارضات )؟ المعارضات تعبير شامل ،احتوى الجميع؛ وباعتقادي الراسخ والذي عبرت عنه منذ ولادة أول وليد في استانبول ودّق أول معول لهدم قلعة الحرية في ثورتها الطاهرة السلمية؛ فاخترقها رغم تحذيري لمن أسموا انفسـهم ( قادة للمجلس الأعلى )؟ثم احتـواها ليتم اجهاـضها .. ولقد تم لهم ذلك مع شديد المرارة والأسى وأذكر مقالة لك جاءت منوهة بذلك متسـائلا ( ان كانت بوصـلة الثورة قد فقدت اتجاههـا؟). المجلس المسمى وطني؛ رغم أن من كلفه وتبناه هو الغرب وأجهزته التخريبية ثم تمويله بالبترودولار القذر.
رغم كل هذه الحقائق الرهيبة فإن ( اشباه المثقفين ) من أبناء الوطن العربي السوري والذين كان بعضهم يتلبس دهرا عباءة الوفاء والولاء للوطن وأمتنا ويتباهى بهذه العروض؟
أخي الياس؛ عندما نتـطرق للأخلاقية وفي مآسـي أمتنـا فعـلينا وقبل أن نتوجه للغير اتهاما بأن نبدأ بسؤال من حمل هوية الوطن وفجأة تحول لمطية ومخلب قط؛ بأـي مقياس أخلاقي قمتم بضرب المعول الأول لـهدم قلـعة الثورة لحرية شعبـكم واسـترداده كرامته ؟
د/ طارق الخطيب

تسليع البشر
الرأسمالية في مرحلة توحشها إلى توحيش الإنسان وتشييئه وتسليعه والدوس عليه في كل مكان.. في العالم الأول قبل الثالث. طبعاً في عالمنا العربي المسألة أخذت بعداً رابعاً و خامسـاً و سـادسا…
رائع، شكراً لك يا سيدي
احمد سامي مناصرة

تعقيبا على مقال الياس خوري: سوريا كمقياس أخلاقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية