بروفيسور ميطال: حملة الاحتجاجات في بلاد النيل تؤكد ان الربيع العربي ما زال حيا ينبض والمزاعم بأنه تحول لخريفٍ إسلامي غير صحيحة

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: سلط الإعلام العبري في إسرائيل على مختلف مشاربه الأضواء على الاحتجاجات في مصر، وتصدرت المظاهرات عناوين الصحف الإسرائيلية، ولكن بالمقابل، التزم قادة الدولة العبرية الصمت المطبق، ولم يصدر أي تعقيب أو تعليق على الأحداث في بلاد النيل.
محلل الشؤون العربية في صحيفة ‘هآرتس’، د. تسفي بارئيل، رأى أن المعارضة وصلت إلى طريق مسدود لا رجعة منه، فهي لن تتوقف إلا بعد إسقاط الرئيس مرسي، معبرا عن شعوره بإمكانية اندلاع حرب أهلية عنيفة بين الموالاة والمعارضة.
أما المحللة سمدار بيري، من ‘يديعوت أحرونوت’، فقالت إن الشعب المصري مل من الوعود الكاذبة التي أطلقها الرئيس مرسي في ما يتعلق بالإصلاحات، وبالتالي خرج إلى الشوارع ليُعبر عن غضبه. من ناحيته، رأى البروفيسور يورام ميطال، رئيس مركز حاييم هرتسوغ لدراسات الشرق الأوسط، التابع لجامعة بئر السبع، رأى أن المظاهرات التي تعُم مصر في الأيام الأخيرة تؤكد بشكل غيرُ قابلٍ للتأويل بأن الربيع العربي ما زال حيا وينبض، وأن الإدعاءات بأن الربيع العربي تحول إلى خريف إسلامي، هي إدعاءات لا تمت للحقيقة بصلة، وبعيدة جدا عن الواقع في الوطن العربي، على حد قوله.
ولفت الباحث، المختص بالشؤون المصرية، إلى أن المظاهرات التي تشهدها مصر في الأيام الأخيرة، هي من حيث حجم المشاركين فيها، من أكبر المظاهرات التي عاشتها مصر منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق، حسني مبارك، مشيرا إلى أن الهوة بين المعارضة والموالاة لا يُمكن جسرها بأي حالٍ من الأحوال، ذلك أنها مزقت المجتمع المصري بين مؤيد ومعارض بشكل غير مسبوق، ولم يستبعد البروفيسور ميطال تدخل الجيش المصري للحسم بين الطرفين، وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلاد النيل، على حد قوله.
وزاد الباحث، في مقالٍ نشره على موقع الإنترنت التابع لصحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية، أمس الأحد، زاد قائلا إن المحاولات لإصلاح ذات البين بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي والمعارضة كان مصيرها الفشل، مشددا على أن الوعود التي أطلقها مرسي بعيد انتخابه بأنْ يكون رئيسا لكل المصريين، لم يُخرجها إلى حيز التنفيذ، كما أن الخطوات التي اتخذها كانت وما زالت موضع خلاف، وسياسته لم تتمكن من إنقاذ مصر من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها مصر، مشددا على أن الوضع الاقتصادي والأمن الداخلي تأججا سلبا بشكل كبيرٍ للغاية، كما أن الأسواق المصرية تُعاني الآمرين من نقص في البنزين والسولار، ومستوى المعيشة ارتفع بشكل لا يُصدق، والليرة المصرية فقدت كثيرا من ثمنها مقابل الدولار الأمريكي، مشيرا إلى أن المعونات التي قدمتها إمارة قطر لمصر، سدت النزر اليسير من الديون المصرية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حجم الديون المصرية، الذي ارتفع بصورة غير مسبوقة وصلت إلى 12 بالمئة من الناتج القومي المصري، ناهيك عن ارتفاع نسبة البطالة في بلاد النيل، على حد قوله.
ولكن من الناحية الأخرى، ساق البروفيسور ميطال قائلا إن المعارضة المصرية الممثلة بجبهة الإنقاذ شددت في خطابها على أسلمة وأخونة الدولة، واتهمت مرسي بأنه يقوم بتنفيذ أجندة الإخوان المسلمين، ومع ذلك أشار إلى أن المعارضة لم تتمكن من طرح رؤية بديلة لحكم مرسي، الأمر الذي سمح للحركة الشبابية (تمرد) من جمع أكثر من عشرين مليون توقيع للإطاحة بالرئيس مرسي، لافتا إلى أن هذه الحركة لا تنتمي إلى أي حزب مصري.
بموازاة ذلك، أضاف الباحث الإسرائيلي أن مؤيدي الرئيس مرسي يرون أن حملة جمع التواقيع والمظاهرات المنظمة من قبل المعارضة ما هي إلا محاولة لتنفيذ انقلاب ضد النظام الذي وصل إلى سدة الحكم بشكل ديمقراطي، وأردف قائلا إن تصريحات الرئيس مرسي، وقادة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين تؤكد على أنهم لن يتوانوا عن استعمال جميع الأساليب، بما في ذلك، القوة، لإحباط حملة المعارضة، ذلك أن هذا المعسكر يرى في إسقاط مرسي عن سدة الحكم ضربة قاصمة لتيار الإسلام السياسي في مصر، ومن ناحيتهم فإن القضية لا تقتصر فقط على الإطاحة بمرسي، إنما أبعد من ذلك بكثير، على حد تعبيره.
كما لفت إلى أنه من الصعب، إنْ لم يكن مستحيلا التنبؤ كيف ستنتهي حملة الاحتجاجات بين الطرفين النقيضين، ومع ذلك، قال إنه من الممكن الإشارة إلى عدد من السيناريوهات التي قد تؤول إليها مصر، ألأول، أن يتم التوصل لاتفاق بين الطرفين المتنازعين، وبحسبه يبقى الرئيس مرسي في منصبه، ويتم تشكيل حكومة جديدة، والإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة، أما السيناريو الثاني، بحسب ميطال، فهو أن يتمكن الرئيس مرسي ومعسكره من اجتياز وعبور حملة الاحتجاجات الحالية بسلام، ولكن بالمقابل فإنه إذا تحقق هذا السيناريو فإن المواجهات ستكون أعنف وأشد، الأمر الذي يؤدي لوصول الدولة المصرية إلى طريق مسدود، وبرأيه، فإن السيناريو الثالث، يتمثل في أنْ يقوم الجيش المصري بالتدخل وأخذ الأمور ليديه، والإعلان عن فترة حكم عسكري لمدة عدة أشهر ومن ثم إجراء انتخابات عامة لجميع مؤسسات السلطة في مصر.
وخلص إلى القول إن الأحداث الأخيرة في مصر، تؤكد على أن الزعم بأن الربيع العربي تحول إلى خريف إسلامي ليس صحيحا وليس دقيقا، وللتدليل على ذلك، زاد ميطال، فإن قوى المجتمع المدني التي شاركت في إسقاط الرئيس مبارك، هي نفس القوى في المجتمع المصري، التي تُناضل في هذه الأيام من أجل تحديد هوية النظام الجديد في بلاد النيل، على حد تعبيره.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية