ليبرمان يعلن أن إسرائيل لن تستعيد جثتي جندييها من غزة… ويتراجع

حجم الخط
1

الناصرة – «القدس العربي» : استفزت تسريبات نسبت لوزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أقارب الجنديين الأسيرين في غزة، واعتبروها غير أخلاقية وانتهاكا للعقد بين الجندي وبين الجيش والدولة، ودعوا رئيس حكومة الاحتلال لإعلان موقف واضح بإعادتهما من الأسر.
وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة قد نسبت إلى مقربين من وزير الأمن افيغدور ليبرمان تقديره ضمن محادثات مغلقة أجراها مؤخرا أنه لن تتم إعادة جثتي الجنديين هدار غولدين واورون شاؤول، غزة الى إسرائيل. وحسب تقرير القناة العاشرة، فقد قال ليبرمان إنه لا ينوي إجراء صفقة مع حماس التي تحتجز جثتي الجنديين القتيلين منذ الحرب على غزة قبل نحو عامين. وقال: «لا أرى ان ذلك سيحدث».
عارض صفقات التبادل
ليبرمان الذي سبق ورفض تأييد صفقة «شاليط» لتبادل الأسرى مع حماس، رفض من خلال بيان صادر عن مكتبه التطرق الى فحوى الاقتباس المنقول عبر القناة العاشرة. واكتفى البيان بالزعم ان ليبرمان لم يتطرق الى ذلك أول من أمس أو في الأيام السابقة. مع ذلك أكد مكتب ليبرمان أن الوزير يعارض «منذ الأزل» صفقات تبادل الأسرى كما حدث مع تنظيمات «الإرهاب» في السنوات الأخيرة، وانه للسبب نفسه عارض صفقة شاليط في
.2011
وحاول مكتب ليبرمان تعليل موقفه بالقول «إنه يعتقد بأنه «يحظر على أي أحد الاعتقاد بأن الإرهاب مجد».
ويتناقض موقف ليبرمان مع تصريحات علنية وسرية سابقة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في هذا الشأن. وكشفت عائلتا الجنديين أمس في أحاديث إعلامية أن نتنياهو وعدهما عدة مرات في اجتماعات خاصة بالسعي لاستعادة جثتي الأسيرين. ورغم ان نتنياهو لا يذكر الثمن الذي سيوافق على دفعه مقابل إعادة الجنديين غولدين وشاؤول إلا أنه قال خلال مراسم الذكرى الثانية للحرب إنه يشعر «بالالتزام العميق بإعادة الأبناء الى البيت. هذه المهمة مطروحة أمام ناظري، انا لا اتركها، حتى وإن استغرق الأمر فترة طويلة».

مطلب العائلة

وعقبت والدة الجندي غولدين على النشر في القناة العاشرة بالقول إن وزير الأمن الذي يقرر التنازل عمدا عن إعادة الجنود من ساحة الحرب لا يتمتع بأي حق أخلاقي بمواصلة شغل منصب وزير أمن إسرائيل. وتابعت «نطالب رئيس الحكومة بتوضيح موقف الحكومة بشأن إعادة هدار وأورون لوزير الأمن وللجمهور الإسرائيلي».
وكانت «هآرتس» قد نشرت قبل شهرين أن مفاوضات غير مباشرة لإعادة جثتي الجنديين والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين في غزة ابرا منغيستو وهشام السيد، واجهت مصاعب، وانه لم تبدأ عمليا أي اتصالات ملموسة بين الجانبين. وقتها ادعت إسرائيل بأن حماس طرحت مطالب عالية وغير مقبولة لبدء المفاوضات، وفي مقدمتها مطلب إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
يشار الى أن مواطنا إسرائيليا آخر، هو جمعة ابو غنيمة، من النقب، اجتاز الحدود الى غزة في الشهر الماضي وهو الآخر محتجز هناك.

مهاجمة الإعلام واتهامها بمحاكمة الجنود

من جهة أخرى هاجم ليبرمان مجددا وسائل الإعلام في إسرائيل في سياق الحديث عن محاكمة الجندي اليؤور أزاريا قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف الجريح في الخليل وحادث إطلاق النار على الفلسطيني إياد حامد في سلواد قرب رام الله. ويشجع ليبرمان في تلميح خطير الضغط السريع على زناد القتل بقوله إنه «من المجدي ان نتذكر بأن الأشخاص الذين يحاربون «الإرهاب» يوميا وطوال أشهر كثيرة، لا يمكنهم الخروج للمهمة بمرافقة محام يلازمهم، ولذلك يكون تحكيم الرأي صائبا أحيانا، وأحيانا مخطئا، ولكن أن نصل الى وضع يكون فيه على كل جندي الخروج الى المهمة مع محام مرافق فإن هذا الأمر غير ممكن».
ـ سرعة الضغط على زناد القتل
وكان ليبرمان يتحدث خلال جولة لعدد من الوزراء في النقب، حيث هاجم وسائل الإعلام بسبب طريقة تغطيتها للحدثين، وقال: «في الطريق الى هنا سمعت في السيارة الكثير من البرامج حول محاكمة ازاريا وأيضا عن الجندي من وحدات «نيتساح يهودا» (مطلق النار في سلواد)، وأريد استغلال الفرصة والتوجه الى الإعلام الإسرائيلي، من المناسب أن تتذكر وسائل الإعلام أنه في إسرائيل، كما في كل دولة ديموقراطية، فإن من يدين هي المحكمة، وفي هذه الحالة المحكمة (العسكرية) وليست وسائل الإعلام، وطالما لم تتم إدانة الشخص فهو بريء، وهذا يشمل اليؤور والجندي من نيتساح يهودا.»
ليبرمان الذي يحاول المزاودة على نتنياهو ويتطلع لرئاسة الحكومة قال أيضا إنه يتوقع من وسائل الإعلام تدعيم الردع الإسرائيلي «وليس ردع الجنود الإسرائيليين في حربهم ضد المخربين». وردا على سؤال حول ما إذا كان معنيا بصحافة مجندة رد قائلا»: أريد وسائل إعلام حر، وليس إعلاما يردع جنود الجيش».
يشار الى أن ليبرمان صرح قبل تسلمه لمنصبه الوزاري، في مايو/ أيار الماضي، انه يجب عدم محاكمة ازاريا بتهمة القتل، وادعى أنه اجريت له محاكمة ميدانية، بل ذهب بنفسه الى المحكمة داعما له.

رئيس عصابة

وهذه المواقف دفعت صحيفة «هآرتس» لنعت ليبرمان بافتتاحيتها أمس بـ « رئيس عصابة « .وقالت إن إحدى الخطوات السياسية المخجلة التي قام بها نتنياهو، خلال فترة ولايته الحالية، هي تعيين ليبرمان، وزيرا للأمن.
وعللت رؤيتها الاستثنائية في المشهد الإسرائيلي بتأكيدها أن نتنياهو أودع الحقيبة الأكثر حساسية في الحكومة بين يدي شخص لا يستحقها بتاتا. وتابعت «من كتب عنه المستشار القانوني السابق للحكومة، يهودا فاينشتاين – حين قرر إغلاق ملف التحقيق الرئيسي ضده وقرار محاكمته في قضية مشتقة منه (والتي تمت تبرئته منها) انه لم يتم نفي الشبهات ضد ليبرمان، وإغلاق الملف بسبب غياب الأدلة الكافية – الى حد كبير بسبب الحاجة الى إجراءات في دول أجنبية – لا يعني منحه شهادة تأهيل عامة».
واستذكرت «هآرتس» أنه قبل تعيينه وزيرا للأمن، وقف ليبرمان علانية الى جانب العريف اليؤور ازاريا المتهم بقتل شاب فلسطيني نازع الموت في الخليل. وتنبهت الصحيفة الى أنه عاد أول من أمس للتحريض على القتل بتصريح جديد حول اتهام جندي آخر بالتسبب بالموت في سلواد. وقالت إن أفضل دفاع لدى ليبرمان هو الهجوم، كالعادة، والجهة التي هاجمها هي «وسائل الإعلام.»وأضافت» ليبرمان يتظاهر بالحماقة. وسائل الإعلام لا تحاكم ولا توقع على أوامر الحكم، في الضراء والسراء. لقد قامت فقط بنشر تصريحات أصحاب المناصب في سلسلة القيادة وخارجها، بما في ذلك تصريحات ليبرمان، المؤيدة لأزاريا، وتصريحات سابقه موشيه يعلون، ورئيس الأركان غادي ايزنكوت، ضد ما فعله الجندي. يعلون لم يملك صلاحية الإدانة – بل لم يدع ذلك – وليبرمان لا يملك حق منح البراءة». واعتبرت «هآرتس» أن ليبرمان يخشى مواجهة علنية مع رئيس الأركان، ويهجم على الهدف المريح «وسائل الإعلام»، من خلال التحريض عليها ووضعها في صف «الأعداء»، حين يدعو الى تعزيز الردع الإسرائيلي أمام الأعداء، وعدم ردع الجنود الإسرائيليين في الحرب ضد « المخربين» .

المساس بمصلحة إسرائيل

وحول مزاعم ليبرمان المتعلقة بعبثية اصطحاب الجنود محامين قالت «هآرتس» إن من يعرف مثله انه خلال 20 سنة من التحقيق احتاج ليبرمان الى أكثر من محام يلازمه. ولكن في المجال العسكري، يعتبر هذا الادعاء خاطئا. الجيش يخرج الى كل مهمة، من القصف وحتى الدورية، مع محام مرافق. إنه المستشار القانوني للحكومة، بصفته المحلل المؤهل لكتاب القوانين وقرارات المحكمة، ومعه ممثل سلطة القانون في الجيش، المدعي العسكري الرئيسي. هناك فائدة قانونية وأخلاقية وجوهرية من ذلك.»
وخلصت الصحيفة المنطلقة بالأساس من مصلحة إسرائيل وحسابات ربحها وخسارتها الى القول إن «الإطار العسكري ليس عصابة، وإطلاق النار بدون تمييز سيجر التصعيد الذي سيمس بإسرائيل. ليبرمان يلف نفسه بعباءة الوزير المسؤول عن الجيش، لكنه يشجع سلوك العصابات».

ليبرمان يعلن أن إسرائيل لن تستعيد جثتي جندييها من غزة… ويتراجع

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو عمر. اسبانيا:

    سيتفاوض و يطلق سراح أسرى فلسطينيين مثل كل مرة. هذه الأشكال لا تعرف سوى لغة الضغط و الأوراق.

إشترك في قائمتنا البريدية