رؤية العدناني تشبه مشروع العولقي: توسيع مدى الحركة ورفض «كاسيتات» المشايخ القديمة… من سيختار البغدادي للعمليات الخارجية… «المفتي» البنعلي أم «والي» الرقة؟

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي» : هل يحدث مقتل زعيم بارز في تنظيم أو حركة أثراً على مسارها أم أنه مجرد حدث عابر تتعافى منه الحركات فيما بعد؟ سؤال وجهته صحيفة «نيويورك تايمز» لعدد من الباحثين وتساءلت معهم عن أثر مقتل أبو محمد العدناني الشامي، المتحدث باسم تنظيم «الدولة» ومسؤول العمليات الخارجية على مسار الحركة.
ورغم اتفاق الجميع على أن مقتل قيادي إرهابي بارز يضعف المنظمة ويحرمها من قدراته القيادية وخبراته الإستراتيجية إلا أن الباحثين يتساءلون إن كان مقتل القادة هو السبيل الوحيد لتفكيك الحركة.
ولم يعثروا على دليل مقنع في هذا الإتجاه خاصة أن لديهم أمثلة عدة تشير للعكس وهو أن مقتل القادة لا يترك أثراً كبيراً على مسار التنظيمات الإرهابية. وتتركز آراء الباحثين على تنظيم «الدولة» الذي يتمتع بقدرة على المواصلة رغم خسارته قيادات مثل العدناني.

عاملان

وترى جينا جوردان، الباحثة في جامعة جورجيا التكنولوجية والخبيرة في الموضوع أن هناك ملمحين يساعدان التنظيم، أي تنظيم على تحمل خسارة قيادي كبير.
الأول وهو الدعم الشعبي، خاصة أن الحركة بحاجة إلى تيار كبير من المتطوعين وبالضرورة قيادات جديدة. كما يمنح الدعم الشعبي الجماعة القدرة على توسيع شبكة التعاطف معها وتساعدها على التحصن بمأمن من المخاطر كلما احتاجت له. وعادة ما يقتل القادة في داخل أو قرب المجتمعات التي تدعمهم وتقف معهم وضد من يقومون بقتلهم.
ومن الصعب تخيل وجود هذا الدعم الشعبي لتنظيم «الدولة» إلا أن حقيقة سيطرته على بعض المناطق في كل من العراق وسوريا تعطي صورة عن جاذبيته لقطاعات من السكان. وتوصلت جوردان لنتيجة وهي ان الجماعات الدينية قادرة اكثر من غيرها على امتصاص الصدمات بمقتل قادتها. أما الأمر الثاني فهو خاص بالجماعات التي تشبه تنظيم «الدولة» وهي البيروقراطية. فهو في تسلسله القيادي وهيكليته الإدارية يشبه مجموعة من الشركات وفيها موظفون يحصلون على رواتب وموظفون للخدمات اللوجيستية. وكلما كانت الشركة مستقرة استطاعت التعامل مع وفاة المدير/ القائد. ولأن الجماعة حددت مراكز القوى وطبيعة عمل الموظفين والإدارات بطريقة واضحة فمن السهل عليها أن تعثر من بين البيروقراطية على بديل للقائد الراحل، «فسقوط برغي لا يعني توقف العجلة». وبالنسبة لتنظيم مثل «الدولة الإسلامية» فهو كبير وذو بنية معقدة لا يؤثر مقتل شخص على مستقبله أو يشكل عاملاً في انهياره.

القتل المستهدف

لكل هذا يتفق الباحثون على أن سياسة قتل القيادات المعروفة بالرطانة السياسية والعسكرية بـ «قطع رأس التنظيم» لا تجدي.
وتشير الصحيفة إلى دراسة مهمة كتبها البرفسور روبرت بيب من جامعة شيكاغو والتي تعود إلى عام 2003 وقال فيها إن سياسة القتل المستهدف التي مارستها إسرائيل ضد الجماعات الفلسطينية، وعلى مدار عشرين عاماً لم تؤد إلا لنتائج فقيرة.
وقال إن «قطع رأس المنظمات الإرهابية التي تنفذ عمليات انتحارية قد يعرقل عملها وبشكل مؤقت إلا أنها من النادر ما تؤدي لمكاسب» بل وقد تؤدي في بعض الأحيان لنتائج عسكية. وكتب دانيال باميان من معهد بروكينغز قائلاً إن سياسة القتل المستهدف التي مارستها إسرائيل ضد الجماعات الفلسطينية جعلتها تغير من شكلها المركزي لتنظيم لا مركزي مما زاد من خطورتها.
وفي المقابل يرى باحثون مثل باتريك جونسون، من مجموعة راند للدراسات والداعم لعمليات القتل المستهدف أن استمرار توجيه ضربات ضد قيادة التنظيم تزيد من إمكانية هزيمته. مع أنه يرى أن الضربات وحدها لا تكفي لنهاية خطر تنظيم ما.
وتتفق مع الدراسات على أهمية التعامل مع الجماعات الإرهابية عبر الرؤية الأمنية. ولا بد من النظر إلى الجذور السياسية التي تحرك آلة العنف لديها.
وتقول الصحيفة إن مقتل أبو مصعب الزرقاوي عام 2006 جاء بعد تحول الجماعات السنية ضد تنظيمه. ومن هنا فمقتله جاء نتاجاً لتراجع تنظيمه ولم يكن العامل الرئيسي في تراجعه. وكذا مقتل أسامة بن لادن في عام 2011 والذي وإن أثر على مسار الحركة إلا أنه جاء بعد عقد من حرب لاهوادة فيها شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على القاعدة وفي كل الجبهات. وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي يدفع الولايات المتحدة لمواصلة هذه السياسة رغم نتائجها الفقيرة في هزيمة الحركات الإرهابية؟
وتجيب «أنظر للأماكن التي تطبق بها: سوريا والصومال وباكستان واليمن» وتضيف أن الولايات المتحدة لا خيارات لديها في هذه المناطق. فاستهداف القادة قد لا يترك أثراً على مسار الحركة ولكنه يظل خياراً رخيصاً ومخاطره قليلة على الولايات المتحدة ولكن ليس على المدنيين الذين يعيشون في منطقة الهجوم. وكل الأدلة تشير إلى أن القتل المستهدف رغم الجانب السياسي فيه لا أثر له على الأرض.
وبالنسبة للولايات المتحدة فمقتل العدناني تعبير عن فعالية سياسة «الدرون» التي قتلت عدداً كبيراً من قيادات طالبان والقاعدة سواء كانوا في باكستان، اليمن أم الصومال وقادة تنظيم «الدولة».
وأشارت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إلى قائمة الرئيس باراك أوباما الذي يعد الأكثر اعتماداً على سياسة الدرون من سلفه جورج دبليو بوش.
وقدمت قائمة طويلة من القتلى الذين ماتوا جراء غارة بطائرة بدون طيار أم غارة بمقاتلات حربية أو عمليات للقوات الخاصة كما في حالة أسامة بن لادن الذي قتل في أيار/مايو 2011 بعملية نفذتها قوات الفقمة على مسكنه في أبوت أباد. وهي قائمة طويلة والملاحقة لم تنته بعد.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن مقتل العدناني وهو الرقم الأخير من قائمة الاغتيالات يعبر عن تطور في عمل القوات الخاصة وطائرات الاستطلاع من الجو وعمليات جمع معلومات من على الأرض قام بها عملاء للاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه».
وقام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بقتل 120 ناشطاً وقيادياً من تنظيم «الدولة» منهم عشرة من القادة البارزين. وهذا لا يعني النهاية بالنسبة للتنظيم فبحسب ويليام ماكنتس من معهد بروكينغز «فلديه كرسي طويل» يجلس عليه مرشحون ينتظرون التعيين.

مرشحون

ففي الأيام المقبلة سيلتقي أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم مع أعضاء مجلس الشورى في «عاصمته» الرقة ويختار بديلاً عن العدناني الذي كان مرشحاً لخلافته قبل مقتله يوم الثلاثاء عن 39 عاماً ومن بين المرشحين لتولي منصبه تركي البنعلي، 31 عاماً، الذي يعتبر من أهم فقهاء التنظيم بحسب كول بونزل، الباحث لدرجة الدكتوراة بجامعة برنستون والذي يدرس أعمال البنعلي.
وهو من مواليد البحرين ودرس على يد أهم منظري السلفية الجهادية ومنهم أبو محمد المقدسي. ويصف بونزيل البنعلي بـ»أنه متكلم موهوب وخطيب على شاكلة العدناني». وكان قد سافر في عام 2013 للإنضمام إلى تنظيم «الدولة» حيث بدأ بكتابة أهم رسائل التنظيم والتي قدمت المبرر الديني لأفعاله المقبلة.
ففي 30 نيسان/إبريل 2014 كتب مقالا يرى فيه أن الخلافة لا تحتاج السيطرة على مناطق كاملة. ويعتقد بونزيل أن البنعلي ربما أدار دائرة البحوث والفتوى في «الدولة الإسلامية» والتي أصدرت بيانات أباحت فيها بيع الأزيديات واسترقاقهن. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني قوله إن البنعلي ربما سافر إلى ليبيا لمساعدة التنظيم هناك بعدما طرد من أهم معاقله وهي مدينة سرت.
ويقول ليث الخوري، مدير «فلاشبوينت» وهي شركة خدمات أمنية في نيويورك إن البنعلي ربما كان مرشحاً قوياً إلا أنه تعرض للتهميش في الأشهر الماضية. وفي هذه الحالة يقترح اسما آخر وهو أبو لقمان والذي يعرف بعلي موسى الشواخ الذي عمل والياً للرقة وقاد عمليات التنظيم العسكرية في حلب عام 2015.
ويرى الخوري أن أبو لقمان مناسب لمنصب المتحدث باسم التنظيم، فقد سجنه النظام السوري وعمل مجنداً أثناء الإحتلال الأمريكي للعراق ويحمل شهادة جامعية في القانون. وتحدثت تقارير عدة عن مقتله إلا أن وفاته لم تؤكد. ويستخدم التنظيم وسائل عدة للتأكد من أمن القادة حيث تقوم عربة بنقل كل أمير وأخذ هاتفه النقال لتجنب الرقابة.

نصر استخباراتي

ولم تقدم الولايات المتحدة تفاصيل عن الكيفية التي تم من خلالها تحديد مكان العدناني إلا أن العملية تظهر القدرات المتطورة للولايات المتحدة وخلال العامين الماضيين لتعقب قادة الجهاديين.
والعملية صورة عن تطور التنسيق بين وكالات الأمن الأمريكي وتحليل وجمع المعلومات من المداهمات التي نفذتها القوات الخاصة على بيوت التنظيم الآمنة ومن عناصره الذين تم اعتقالهم. فهذه المداهمات تؤدي إلى مصادرة هواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر.
وأدت الملاحقة الأمريكية لوضع ضغوط على القادة وهو ما يفسر وجود العدناني في شمال سوريا حيث قتل بصاروخ «هيلفاير» ليلة الثلاثاء في بلدة الباب التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم ويستخدمها قادته للإختفاء بين ما تبقى من السكان. وهي آخر ما تبقى من معاقله القوية قرب حلب بعد خسارته بلدة جرابلس.
وهناك بعد مهم في ملاحقة الولايات المتحدة للعدناني وغيره وهو أن تنظيم «الدولة» بات مفتوحاً على الإختراق ولم يعد بإمكانه توفير الحماية لقادته كما تشير صحيفة «التايمز» في تقرير لمراسلتها للشؤون الخارجية كاثرين فيليب.
وقالت إن الأمريكيين رأوا فيه صيداً أثمن من رئيسه البغدادي نظراً للدور الدعائي الذي مارسه. وبدت أهمية العدناني وغيابه عن الساحة من الدعوات التي انطلقت الانتقام لمقتله وحث «الذئاب المتوحدة» القيام بهجمات ضد الغرب. وذكرت صحيفة «النبأ» الألكترونية التابعة للتنظيم أن الدين لن يصاب بموت شخص ودعت الأتباع للصمود والموت كالعدناني.
واستخدم أتباع «تويتر» ودعوا للانتقام واعادوا نشر خطاباته. وكتب أبو عاصم المصري «اليوم هو يوم الإنتقام والكلاشينكوف لا يكفي». ونقلت فيليب عن أيمن جواد التميمي وهو باحث في تنظيم «الدولة» أن مقتل العدناني يقدم إشارة عن «اختراق عال في ضوء عدد القادة الكبار الذين قتلوا».
وأضاف «من الناحية الرمزية يعتبر خسارة فادحة مع أن تنظيم «الدولة» يؤكد أن موته لن يؤثر على المشروع ولكنني أعتقد أن خسارته هي إشارة إلى تراجع كبير للدولة الإسلامية سواء من ناحية سيطرته على المناطق والعدد البشري».
ولم يستبعد التميمي هجمات انتقامية على أوروبا وتركيا كما حصل عقب مقتل أبو علي الأنباري في آذار/مارس. وبحسب الناشط مصطفى أحمد من الباب فاختفاء العدناني في البلدة يقترح أن واحداً من الدائرة المحيطة به قام ببيعه «لم يكن أحد يعرف العدناني في المدينة»، «فقد كان يأتي ويتحدث للناس وهو ملثم. ونظراً لتزايد عدد القادة الذين يقتلون فقد أصابت التنظيم حالة خوف من اختراق وقام بقتل عدد من المشتبه بعمالتهم».
وبحسب تشارلي وينتر، وهو خبير في دعاية التنظيم فمقتل العدناني «مهم من الناحية الرمزية» مع أن آثاره العسكرية لم تتضح بعد «فكل ما نعرفه عنه وأفعاله هو مجرد أقاويل».
ويرى كايل أورتون من جمعية هنري جاكسون أن خسارة المهارات الخطابية للعدناني قد تؤدي لعرقلة عمل «الدولة الإسلامية» لإلهام هجمات في الخارج «فقد تم سحب شخص لديه خبرات لا تقدر وموقعاً من صفوف التنظيم».

عمليات

تجاوز تأثير العدناني مكانته كمتحدث رسمي باسم «الدولة الإسلامية» وقاد عملية التحريض الدولية على القيام بهجمات.
وترى صحيفة «لوس أنجليس» أن قائمة العمليات التي تمت تحت نظره تمتد من سان بيرناندينو إلى أولارند ونيويورك ومنها إلى تركيا في كل من اسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب وإلى دكا، العاصمة البنغلاديشية وكذا اسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء وبروكسل وباريس.
ويبلغ مجموع من قتل في هذه العمليات 1.800 وجرح حوالي 4.000 شخص. ويقول توماس جوسلين، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومحرر «لونغ وور جورنال» «كان أهم شخصية بارزة وأكثر شخصية ظاهرة» و»وصفه بالمتحدث الرسمي يقلل من أهمية الدور الذي كان يلعبه».
فقد كانت كلماته كما يقول شيموس هيوز، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن مثل البرق «وكان يدعو للهجمات قائلاً: افعلوا ما تستطيعون بأي طريقة شئتم وبأي وسيلة متاحة».
وقال هيوز إن معظم المعتقلين لدى الولايات المتحدة من عناصر التنظيم وعددهم 200 كانوا يعون بوجود العدناني وحملوا خطاباته المتوفرة على الإنترنت. ويرى أنه «كان نسيج وحده أكثر من كونه مسؤول دعاية».
ويتفق المسؤولون الأمنيون مع هذا التقييم. وبحسب برنامج المكافأة لتحقيق العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية فقد كان العدناني هو المسار المهم لنشر الرسائل الرسمية للتنظيم. ووضع البرنامج العام الماضي مكافأة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض عليه. وهي ثامن أعلى جائزة تمنح عن مطلوبين دوليين. وكان على رأس قائمة المطلوبين في جهود قيادة العمليات الخاصة المشتركة والتي صفت أكثر من 120 من قادة التنظيم.
وتتم إدارة المشروع بشكل منفصل عن قيادة عمليات التحالف ويقدم تمويلاً وتدريباً عسكرياً وغارات جوية لقوى التحالف في العراق وسوريا.

استهداف الدعاية

وتقول مجلة «فورين بوليسي» إن مقتل العدناني يؤكد على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لمحاربة الدعاية الغادرة التي ينشرها الجهاديون. خاصة أن واشنطن وجدت صعوبة في مواجهة حمى الدعاية التي تنتشر عبر الإنترنت «فاستهداف الطائرات الأمريكية للعدناني يؤكد على أن مكافحة دعاية التنظيم تحمل الأهمية نفسها لقتال ميداني في العراق وسوريا حيث أعلن التنظيم ما أطلق عليها الخلافة».
ويرى خبراء أن مسيرة العدناني تذكر بمسيرة أنور العولقي، الأمريكي- اليمني الذي كان بارعا بربط المتعاطفين حول العالم وفي الوقت نفسه كانت لديه يد في التخطيط للعمليات.
وتقول إن مسيرة العدناني المتعددة الوسائط الإعلامية هي رفض واضح للتقنية التي استخدمها الجيل القديم من القادة الجهاديين مثل زعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي اعتمد ولسنوات على تهريب أشرطة مسجلة كي تصل الأتباع وتجذب المؤيدين الجدد.
وبالمقارنة فقد ازدهر وعاش على الإنترنت. وبحسب بروس هوفمان، مدير مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون «لقد أنشأ جهاز اتصالات ناسب الزمان وتناسب مع التكنولوجيا» و»اعترف بالدور الصخم الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي».
وقالت المجلة إن العدناني لعب دوراً مزدوجاً، فكمتحدث رسمي أشرف على الدعاية الثورية التي ألهمت أتباع التنظيم القيام بهجمات في الخارج وكمدير للعمليات الخارجية أشرف على العمليات الكبرى في باريس وبروكسل وغيرهما.
وبحسب مسؤول أمريكي سابق «كان العدناني صوتاً مهماً في دعاية تنظيم «الدولة» وكذا في التخطيط للهجمات التي نفذت في الخارج». وقال المسؤول الذي عمل في مكافحة الإرهاب «من الصعب التقليل من قيمة التحول في تدبير هجمات خارج الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة الماضية ويعود الفضل في كل هذا التحول للعدناني».
وتقول المجلة أن مقتل العدناني قد يؤثر على مسار التنظيم مؤقتا إلا أن الجهاز الإعلامي الذي بناه سيواصل استغلال مظاهر السخط الطائفية ومخاوف العرب السنة في العراق وسوريا.
ويقول روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا إن وحشية النظام السوري بقيادة بشار الأسد وكذا الجماعات الشيعية المتطرفة التي تقوم باضطهاد العرب السنة في العراق تقدم أرضية خصبة لتجنيد أتباع جدد. وقال فورد الذي يعمل حاليا بمعهد الشرق الأوسط «من الصعب إخماد نار منظمة كهذه طالما ظلت تتمتع بدعم شعبي».

جهود إسكات الدعاية

وهذه ليست المرة الوحيدة التي تحاول فيها الولايات المتحدة إسكات الدعاية للجهاديين. فقد قتلت غارة جوية الجهادي جون، أو محمد إموازي المولود في الكويت والمواطن البريطاني بغارة جوية عام 2015 وهو الذي ظهر مهدداً الغرب في أشرطة ذبح الرهائن الغربيين.
كما قتلت سمير خان، الأمريكي من نورث كاليفورنيا والذي كان محرراً للمجلة الناطقة بالإنكليزية «إنسباير» حيث قتل في غارة جوية في اليمن.
وكذا أهم دعائي للقاعدة والأكثر تأثيراً في مرحلة ما بعد 9/11 أنور العولقي. فقد العدناني مثل منظر القاعدة هذا يحاول توسيع مدى تأثير تنظيم «الدولة».
ورغم ما أنفقته الولايات المتحدة من ملايين الدولارات لمواجهة دعاية التنظيم وغيره من الجماعات الراديكالية مثل وزارة الخارجية والمركز لاتصالات مكافحة الإرهاب وبرامج مماثلة في وزارة الدفاع ووكالة التنمية الدولية بدون نتائج.
وعلى العموم فلو ظل العدناني على قيد الحياة لواجه مشروعه المصير نفسه الذي يواجهه التنظيم من ناحية تراجع الحظوظ كما يقول بروس هوفمان.

رؤية العدناني تشبه مشروع العولقي: توسيع مدى الحركة ورفض «كاسيتات» المشايخ القديمة… من سيختار البغدادي للعمليات الخارجية… «المفتي» البنعلي أم «والي» الرقة؟

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية