من يهدد الفنانين المصريين ومتى سيظهرون عبر شاشات التلفاز؟

حجم الخط
0

انه لمن الغريب والمحير ان تعود الثورة المصرية الى الساحات بملايينها الغفيرة وتقوم شاشات التلفاز من ‘قناة الجزيرة’ ‘والعربية’ ‘والأن تي في’ وكثيرات غيرها ونشاهد الكثير من المقابلات مع جميع شخصيات المجتمع من نقابات المحاميين ونقابات المهندسين وطلاب المدارس والكثير الكثير من الإفرازات الاجتماعية ذات الخصوصية العالية دون ان نشاهد ولو فنانا واحدا يظهر عبر شاشات التلفاز، وهنا علينا ان نتوقف ونتساءل لماذا حتى اليوم لم يظهر احد من هؤلاء الفنانين أو المخرجين أو المؤلفين أو كتاب السيناريوهات ويعبر عن رأيه بشكل صريح، وكي تكون الأمور أكثر وضوحا هناك بعض النقاط الأساسية والمهمة التي ظهرت خلال الثورة الأولى ضد نظام مبارك:
– خلال الثورة الأولى شهدنا انقساما بين الفنانين وخصوصا الممثلين
– كان هناك انقسام واضح الى قسمين، الأول مؤيد لنظام مبارك والثاني مؤيد لشباب الثورة
– كان هناك ظهور إعلامي كثيف لممثلين وأناس من العالم الفني المصري وكانت لهم تصريحات سياسية واضحة من خلال اشهر القنوات العربية مثل قناة الجزيرة’
– المواقف المعلنة للفنانين كان لها وقعها المهم والحساس على الجماهير الغفيرة في ميدان التحرير وفي جميع أصقاع مصر’
– شاهدنا مواقف ‘معلنة تدعم ‘بقاء حسني مبارك وتقول بوجوب حرق المتظاهرين’ وهذا الكلام للفنانة سماح أنور ‘
– شاهدنا أيضاً مواقف مضادة مثل موقف المخرج خالد يوسف الذي وقف على منصة ميدان التحرير وخطب بالجماهير
– وبعد ان انتهت الثورة الى سقوط الرئيس السابق حسني مبارك أفضت تلك التصريحات بأصحابها الى أماكن مظلمة وأفضت بآخرين الى أماكن أكثر وضوحا وصفاء، حيث ان الثوار خلال الثورة وبعد سقوط مبارك وضعوا قائمة أسموها القائمة السوداء لممثلين”وشخصيات فنية داعمة لنظام مبارك’
– وبعد سقوط الرئيس المصري حسني مبارك شاهدنا عبر شاشات التلفاز الفنانين أصحاب المواقف المؤيدة لمبارك تهان من خلال برامج تلفزيونية وشاهدنا الكثيرين منهم يبررون مواقفهم وآخرون يعتذرون’
– وهناك فنانون وخلال الثورة وبعد ان وضحت الصورة بأن ‘مبارك سوف يسقط قاموا بالتوجه الى ميدان التحرير وهناك تعرضوا لإهانة ثقيلة جداً وعلى سبيل المثال لا الحصر ‘المغني والممثل تامر حسني’ الذي تعرض للضرب وأجبر على ترك الميدان وكانت له صور مخزية ولم يكن يتوقع ان يحدث له مثلما هكذا موقف’
وهنا وبعد هذه النقاط التي تصور الوضع وكيفما كان، ننتقل مباشرة الى وضع مصر الآن ‘والثورة التي تحتوي على سبعة عشر مليون متظاهر مناهض لحكم الإخوان وحكم الرئيس مرسي ولماذا حتى الآن لم نشهد عبر شاشات التلفاز العربية أي تصريح لاحد الفنانين ان كان مؤيد للثوار أو كان مؤيد للاخوان؟
– يبدو ان الفنان المصري اصبح حريصا جداً الى درجة الحذر بإتخاذ المواقف
– التجربة السابقة وضعتهم بمأزق بين ‘المتاجرة بمستقبلهم الفني أو البقاء صامتين
– القوائم السوداء للفنانين المصرين في عهد الثورة السابق تصيب الكثير من الممثلين بحالة من الفزع وهذا ما يمنعهم من الظهور إعلاميا’
– هناك قناعة داخل الإعلام الفني المصري وهناك اتفاق على ان الفنانين بغالبيتهم لا يجيدون’السياسة، واتخاذ المواقف في بعض الأحيان يؤدي بهم الى نتائج كارثية’
– هناك حالة من الانتظار بين صفوف الفنانين لنتائج الثورة وبعدها يمكنهم ان يتخذوا مواقف واضحة ولا يتعرضوا للحساب
– أصحاب المواقف الشريفة من الفنانين والتي دعمت ‘ثوار ميدان التحرير مشغولون بالعمل والتحضير لشهر رمضان ، وعلينا الأخذ بالحسبان بان التمثيل هو مصدر رزقهم، وهذا يوصلنا الى أنهم أصحاب مواقف شريفة ومتأكدين من نجاح الثورة وسقوط الإخوان’
إذن مرة أخرى نجد ان الفنانين المصريين ‘مقسومين ولكن بصورة مختلفة عما كان في الثورة السابقة ، الانقسام اليوم هو الى مجموعتين:
– الأولى تخاف اتخاذ المواقف
– والثانية متأكدة من سقوط الإخوان وعندما تتفرغ من أعمال شهر رمضان ستشاهدونها تملأ الشاشات عما قريب’
الفنان المصري له وزنه الكبير والمهم على الساحة المصرية ، له من المحبين أغلبية الشعب المصري ، ولذلك لن يستطيع ان يبقى صامتا والأيام القليلة القادمة ستشهد ظهور مكثف وعلني ومميز.

باحث فلسطيني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية