تونس – «القدس العربي»: تزايدت الدعوات مؤخراً من قبل نواب وقياديين في الحزب الحاكم في تونس لإعادة ترميمه من الداخل، حيث طالب البعض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (مؤسس نداء تونس) بالتدخل لإنقاذ الحزب من الفكك، واستنكر آخرون حملات «التشويه» التي يتعرض لها نواب وقياديو «النداء» من داخل الحزب وخارجه.
ووجه القيادي البارز في «نداء تونس» فوزي اللّومي «نداء إلى كل الندائيين»، طالب من خلاله بإعادة الحزب الى المسار الصحيح، مؤكداً أن الحزب بات في وضع «صعب جداً وان الأمور يجب ان لا تتواصل على ما هي عليه لان ذلك ليس في مصلحة تونس ولا في مصلحة نداء تونس».
وأضاف في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك»: أمس «اليوم تتعرض الحكومة وقيادات الحزب الى حملات تشويه ممنهجة، وتحركات تستهدف الاقتصاد الوطني، والحزب غائب إعلامياً، وميدانياً غير قادر حتى على الدفاع على مناضليه ومساندتهم، نداء تونس غائب اليوم على الاتصال بالقواعد وغائب في الجهات الداخلية، ماكينة النداء اليوم معطلة باستثناء بعض المحاولات، والحزب لم يعقد اجتماعاً شعبياً منذ أشهر طويلة».
وتابع «الوضع صعب جداً والوقت والاستحقاقات تداهمنا وعلى كل الندائيين الغيورين العمل بسرعة على تصحيح هذا الوضع وإعادة عجلة نداء تونس للدوران مجدداً، يجب ان ان ينكر الندائيون ذواتهم وان يتحركوا بأقصى سرعة بهدف عقد مؤتمر انتخابي يفرز قيادة منتخبة بشكل ديمقراطي، ينكب على اثره الحزب في ممارسة دوره كحزب حاكم ومجابهة الصعاب التي تمر بها البلاد». ويواجه «النداء» منذ أشهر انقسامات وصراعات أدت إلى انشقاق أمينه العام السابق محسن مرزوق عن الحزب وتأسيسه لحركة «مشروع تونس»، فضلاً عن استقالة بعض القياديين البارزين كرضا بلحاج وبوجمعة الرميلي وغيرهما من الهيئة السياسية للحزب، وسط اتهامات للمدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس التونسي) بمحاولة السيطرة على الحزب.
وتوجه النائب عن الحزب إسماعيل بن محمود بدعوة عاجلة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بممارسة دوره التاريخي لإنقاذ الحزب من «الانهيار»، مشيراً إلى أنه يدرك ضرورة حياد مؤسسة الرئاسة عن التجاذبات السياسية في البلاد، لكنه يرى أن قائد السبسي هو الوحيد القادر على إعادة ترميم الحزب.
وفي رسالة نشرتها بعض وسائل الإعلام، خاطب بن محمود الرئيس التونسي بقوله «لماذا تخليتم عن دوركم في التصدي للعبثيين بمختلف ألوانهم وأسمائهم وأنتم أعلم الناس بتداعيات الأمر على تونس المريضة، ألست من رددت أن مصلحة الوطن قبل الأحزاب؟ (…) لماذا غادرتم ذات خريف بيتا شيدته بدماء الرجال ودموع الحرائر في فترة عصيبة بدون ان تؤمن لهذا البيت ومتساكنيه مستقبلاً لا يعرفون بعده طريق الضلالة، وتتواصل فيه المسيرة بثقة وثبات (…) لماذا تراجعتم عن سخائكم في تقديم النصح وانارة الطريق والحكمة في تبديد الصعاب وفض النزاعات مهما عظمت بين قيادات ومناضلي الحزب وبين نوابه الـ87 طوال الفترة الماضية فكان الانقسام المدوي؟ وتلاشت أحلام الذين هبوا هبة رجل واحد بمجرد ان أطلقتم مبادرة تكوين الحزب الذي قلب كل الموازين».
وكان النائبان عن «النداء» سفيان طوبال وصابرين القوبنطيني اتهما عدداً من الأطراف السياسية (داخل الحزب وخارجه) بمحاولة «تشويه» صورتهما أمام الرأي العام عبر «تلفيق» اتهامات باطلة تتعلق بالرشوة والفساد الأخلاقي، مؤكدين أنهما سيلجآن للقضاء للفصل في هذا الأمر.
يُذكر أن عدداً من المراقبين توقعوا في وقت سابق أن يشهد «نداء تونس» المزيد من الانقسام إثر المصادقة على حكومة يوسف الشاهد الجديدة، على اعتبار وجود عدد كبير من القياديين داخل الحزب الراغبين بالحصول على منصب داخل الحكومة الجديدة.
حسن سلمان