تونس / الجـم ـ ‘القدس العربي’ ـ مـن نـاجي العجمـي: وانطـلق المهرجان الدّولي للموسيقى السيمفونية بالجـم في دورته الـ28 تحت شعـار : روما تلتقي بالجـم بعرض للأوركسترا السيمفوني بـرومـا بقيادة المايسترو:فرانسيسكو لا فيتشيا.
وتضمّنت السّهرة التي أعطى إشارة انطلاق حفلها الأوّل وزير الثّقافة : المهدي مبروك الذي أكّد للقدس العربي أنّ الفنّ الرّاقي يلقى وسيلقى الدّعم من قبل وزارة الإشراف تشجيعا لتذوّق الفنّ في أبهى تجلّياته و مؤكّدا أنّ السّاحة الثّقافيّة في تونس تشهد زخما كبيرا ضمن أكثر من 370 مهرجان فيها المحلّي والجهويّ و الإقليمي والدّولي شأن مهرجان الجم الذي يؤسّس لثقافة شعبيّة كبيرة متفتّحة على الآخر بهذا الحضور الكبير من السوّاح ومن عشّاق أنبل الفنون القادمين من دول صديقة وشقيقة مع أبناء تونس الثّورة الثّقافيّة القادمة على مهل من أجل بناء أسس تؤمن بكلّ فنون الإبداع دونما إقصاء أو تهميش لكلّ المبادرات التي من شأنها أن تعرّف بمخزون تونس الثّقافي وارثها الحضاري الذي بالإمكان استغلاله ضمن الخطّة الوطنيّة للسّياحة الثّقافيّة مؤكّدا أنّ تشاركيّة بين وزارتي الثّقافة والسّياحة ستدعّم هذا التّمشّي الصّائب مع ما يمثّله أكثر من موقع تاريخيّ شأن ‘ كوليسيوم الجم ‘ ومسرح قرطاج من علامة فارقة ضمن التّراث التّاريخ الدّوليّ.
إبداع الاحتفاء بالموسيقار ‘ فاردي’
مع أوّل عرض في أوّل مهرجان:
تأخّر موعد افتتاح مهرجان الجم في أّول عرض لأوّل مهرجان تونسيّ يعطي إشارة انطلاقه وزير الثّقافة رفقة وزير السّاحة وعدد من السّفراء المعتمدين في تونس بحضور مؤسّس هذا المهرجان الأستاذ: محمّد الناصر ابن المدينة، وذلك بسبب تعذّر الرّبط للقناة الوطنيّة التّونسيّة في الابّان، لينتظر الجميع، ولتنطلق الفرجة التي سبقها عرض للفروسيّة مع فرقة شعبيّة أمام القصر احتفاء بالوافدين على مسرح الجم، وتطلق 28منطادا حاملا للرّاية التّونسيّة ولشعار المهرجان مع شماريخ غطّت سماء القصر المهيب وإطفاء النّور الكهربائيّ لتبقى الشّموع الـ300تضيء ردهات مختلف طوابق وحجرات وركح الكوليزي وسط استحسان الحاضرين ومنهم خاصّة الوفود الأجنبيّة التي غلب عليها الايطاليّون تشجيعا لأوركسترا روما الذي افتتح الحفل بأداء النّشيدين الرّسميّين التونسي و الايطالي ثمّ عزف السّمفونيّة السّادسة لـ بيتهوفن :’ الرّعويّة’La Pastorale، و3مقطوعات لـفاردي منها سمفونيّة ‘ الصّلوات المسائيّة الصقليّة’…وكانت الألحان وسط العتمة التي يقطّع صمتها أنين كمان وآهة كلارينات وثورة تهبّ من مرقد المحتفى به صامتة في وجوه العازفين وكأن روح ‘ فاردي’ تخيّم على القصر البيضويّ الشبيه بقصر روما رمز القوّة و العظمة خرجت ‘ الجم تيسدروس’ يوما عن طاعتها واستقلّت بنفوذها في افريقيّة…وقع سنابك الخيل هال أهالي وأصدقاء ومحبّي ‘ فاردي’ من البحّارة والعملة والنّبلاء يوم التّجوال بضريحه في مدينة ‘ ميلانو’، ليفرشوا الأرض قشّا حتّى لا تزعج وقع حوافر الخيل الحاملة للجثمان نحو مقبرة المدينة…هذا هو التّاريخ الذي نستعيده باستحضار روح الرّاحل’ فاردي’…هو من ألّف أروع أوبيرا ‘ عائدة’… تلك الأسيرة الحبشيّة زمن الفراعنة المتيّم بحبّها قائد عسكريّ فرعوني أبى إلا أن يدفن حيّا في قبره على أن يعتذرو يفرّط في شعور هو الحبّ.
ـ من هو فاردي؟
وافت ‘ القدس العربيّ’ الملحقة الصّحفيّة التّابعة لفرقة الأوركسترا السّمفونيّ بروما مساء افتتاح المهرجان، ترجمة مبسّطة لحياة الموسيقار الايطاليّ ‘ جيوسيبّي فاردي’… هو من مواليد احدى ضواحي مدينة ميلانو الايطاليّة'[1813 ـ 1901م]… مؤلّف موسيقي، أنجز العديد من أعمال الأوبرا على غرار ‘ عايدة ‘ و ‘ عطيل’، وألّف للمسرح وساهم مع سابقيه في المحافظة على الأعمال الأوبراليّة و ترسيخ التّقاليد الايطاليّة لهذا الفنّ الرّاقي. ومن أعماله في فنّ الأوبيرا: ‘ ريغوليتّو’ سنة 1851 و’ الصّلوات المسائيّة الصقليّة ‘ سنة1855و ‘ الحفل المقنّع’ سنة 1859 و ‘دون كارلوس’ سنة1867 و’ عايدة ‘ أشهر أعماله سنة 1871، وهي التي قام بتأليفها بأجر من الخديوي إسماعيل لحفل افتتاح قناة السّويس ومساندة للحملة ضدّ الحبشة، و ‘ عطيل’ سنة 1887. خاض فاردي تجربة التّأليف الموسيقي ونال شهرة واسعة خاصّة بعد دعمه من قبل أصدقائه مادّيا و معنويّا.