تصعيد عسكري إيراني ضد السعودية؟

حجم الخط
33

يرفع إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن استعراض عسكري كبير لقواتها في ميناء بندر عباس على الخليج العربي يتزامن مع استعراض عسكري كبير آخر في طهران في ذكرى حربها مع العراق (او ما تسميه أسبوع الدفاع المقدس) مستوى التصعيد الجاري مع المملكة العربية السعودية من مستوى التهديدات اللفظية إلى التهديد العسكري.
وعلى حد تعبير مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف فإن هدف الاستعراض العسكري هو «إظهار الاقتدار والسيادة البحرية الإيرانية في الخليج» مطالباً من سماهم بأعداء الشعب الإيراني.
رغم الخطابة الإيرانية التقليدية عن دعوة أمريكا للرحيل وأن «الخليج الفارسي هو بيتنا» وأن الإيرانيين «لن نألو جهداً لتعزيز أمنه بالتعاون مع باقي دول الجوار»!، فإن المسؤولين السعوديين فهموا أن الرسالة موجّهة أساساً إليهم، وفي ردّ متزامن على هذا التهديد قال أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل في مؤتمر صحافي بمناسبة انتهاء مناسك الحجّ إنه إذا كان الإيرانيون يجهزون جيشاً لغزو المملكة فإن «ليست لقمة سائغة» وأنها «سوف تردع كل معتد» يستهدف أراضيها، داعياً الله «أن يهدي القيادات الإيرانية وأن يردعهم عن غيّهم وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب».
مفهوم أن النزاع بين البلدين وصل إلى ذروة غير مسبوقة بعد أحداث العام الماضي التي أدّت إلى سقوط عدد كبير من الحجيج كان جزءاً كبيراً منهم من الإيرانيين، وبسبب رفض الرياض لرفع حجاج إيران هذا العام لأي شعارات سياسية.
غير أن ملابسات موضوع الحج والنزاع حولها لا تخفي أن الأسس المؤججة للنزاع أكبر من هذه المسألة، ومفيد هنا الاستشهاد بتفسير اللواء يحيى صفوي المستشار الأعلى لمرشد الجمهورية علي خامنئي لأسباب النزاع التي عزاها إلى ما سماه «هزائم السعودية في العراق وسوريا واليمن نتيجة السياسات غير المدروسة لحكام السعودية» وإلى أن المملكة ترى في إيران «منافسا استراتيجيا في منطقة الخليج»، من دون أن ينسى ذكر «العراقيل» التي تضعها السعودية في الحج «ما حوّل أكثر بقاع العالم أمنا إلى مكان غير آمن لضيوف الرحمن» في إشارة إلى كارثة العام الماضي.
وتحليل هذا الخطاب الأخير في شرح أسباب النزاع يضع جزءاً كبيراً من المسؤولية على إيران أكثر بكثير من السعودية فإذا كان التنافس الاستراتيجي منطقيّاً وليس سيئاً بحد ذاته، فإن حديث اللواء الصفوي عن العراق وسوريا واليمن يفضح، في سياقه التاريخيّ، وخصوصاً بعد انتهاء الحرب الشهيرة بين العراق وإيران، طور الاندفاعة الإيرانيّة الهائلة في أراضي وبلدان العرب، وهو أمر لا يعتبر هزيمة للسعودية إلا في منطق عدوانيّ لدولة لا تحترم حدود جيرانها ولا قوميّتهم أو ثقافتهم أو عقائدهم الدينية (بما فيها المذهب الشيعي الجعفريّ الذي هو النسخة العربية للتشيّع) وتعمل على فرض غلبة لقوميّتها ومذهبها (التشيع الصفوي) وعقيدة الوليّ الفقيه غير الموجودة في الفقه الشيعي العربي، بقوة السلاح.
يضاف إلى ذلك أن توقيت «أسبوع الدفاع المقدس» مع ذكرى الحرب مع العراق يفتح جرحاً كبيراً في الذاكرة العربية والإسلامية، فإذا كانت تلك الحرب ظالمة من الطرفين (أو عادلة من وجهة نظر الطرفين) فإن ما تبعها من فصول الاستكبار (وهو مصطلح عزيز على الإيرانيين) من قبل إيران على العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين جعل نهر الدم المفتوح أعلى من أي ظلامة دينيّة تاريخية مزعومة يقاتل الإيرانيون تحت رايتها العرب الذين كانوا وما زالوا أسّ الإسلام، وكما كان منهم النبيّ وسبطه الشهيد الحسين، كان منهم أيضاً مئات الآلاف الذي نشروا الدين كفاتحين في بلدان عديدة، ولكن أيضاً كدعاة مسالمين انتصروا لدينهم في أنحاء هائلة من أقصى العالم إلى أقصاه من دون استعراضات عسكرية أو رفع سيف حتى.

تصعيد عسكري إيراني ضد السعودية؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مشري احمد الجزائر:

    ان العداوة واضحة بين السعودية وايران ولا يستبعد نشوب حرب بينهما تدمر الكل فيجب على المسلمين جميعا التدخل للصلح بينهما قبل فوات الاوان وهذا امتثالا لقوله تعالى ” وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ” فان لم تطيعوا ربكم يامسلمين ورحتم تصبون الزيت على النار حتى كفرتم بعضكم بعضا فلا تلوم الله ان ترككم في كل انواع العذاب من تخلف وضعف ومصائب لا حصر لها .
    واعتقد ان الصلح ليس مستحيلا فبالنسبة لقضية الحرمين الشريفين اقترح اننشاء منظمة من كل الدول الاسلامي تتكفل بكل مسائل الحج على تبقى العائدات من الحج وتوسعة المناسك للسعودية

  2. يقول abdallah:

    استغرب لاولئك الذين يريدون ان يزجوا بملايين الشباب العربي في الحرب ضد ايران …. بأي عقيدة سيحارب هؤلاء النشامى؟؟ هل بعقيدة الحكام اذهبوا وقاتلوا انا هنا قاعدون ام بعقيدة سنحارب الى آخر نقطة من دمائكم انا لن أحارب ايران وليس بيني وبين ايران ثأر فلماذا احاربها

  3. يقول عربى المصرى:

    يجب وقف هذه المهزله والدين برائه منها انما هى السياسه والنفوذ على المنطقه العربيه فى ظل تدهور الدول العربيه السنيه الكبرى وتقوقعها وانه يجب علينا ان نعلم ان فى حرب العراق وايران الامريكان والاسرائليين كانو بيساعدوا الاثنين معا لينهوا على جيوشهم بعيدا عنهم والاستفاده من اموالهم وهذا ما يفعلوه الان انهم يريدون ان تبداء الحرب بين العرب وايران لتبداء شركات السلاح فى بيع مخزونها من السلاح ونحن سذج وسنشرب من كأس مكرهم فيجب ان تقوم دوله لها ثقل سياسى وعسكرى وشعبى للتهدئه بين الطرفين وكفا ماتعنيه الامه الاسلاميه من انهيار وعلى الساسه ان يعوا ما يحاك بلاسلام والمسلمين

  4. يقول سلام عادل:

    انها الطائفية المقيته لقد تم خلق الحكام العرب عدو جديد لهم لكي يستمروا بالكراسي فاسرائيل انتهى مفعولها بسبب انتهاء اعداءها القدامى العراق وسوريا وليبيا والجزائر ومصر(سواء كانوا اعداء حقيقيين ام وهميين) وكان هناك معسكريين عربيين القوميين التقدميين وانتهوا كلهم والرجعية العربية المتحكمة الان بكل شيء فلا بد من عدو جديد غير اسرائيل لتبقى الشعوب متخلفة بعد الحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج الثانية تغير كل شيء فيما يخص القضية الفلسطينية وبعد الربيع العربي انفلتت الامور وسيتم تصحيحها بحرب دينية طائفية من خلال تقسيم العراق وسوريا والسعودية نفسها واليمن كما كانت سابقا وحتى لبنان والبحرين يمكن ان يصبحا اصغر.

  5. يقول عادل:

    دول الخليج اضعفت نفسها بالدخول في حرب مع ثورات الشعوب العربية الاخرى. فلقد ساندوا انقلاب مصرفجاءهم انتقام الله باليمن. حيث اصبحوا محاصرين من البحر والبر. فالميليشيات الشيعية سيطرت على الحدود العراقية السعودية والحوثيون وصالح في اليمن والبحرية الايرانية تحاصرهم شرقا. لم ارى غباءا استراتيجيا وتكتيكيا كما في الخليج. فلو انهم ساندوا العشائر السنية العربية في العراق لما اصبحوا مهددين من الشمال. ولكن لا حياة لمن تنادي. الان يلعبون في الوقت الضائع. فقد قالها اوباما على دول الخليج ان تحمي نفسها بنفسها. لكنهم لم يفهموا الرسالة الا بعد فوات الاوان.

  6. يقول فريد:

    الطاءفية التي تنشرها ايران في الدول العربية هي اشد خطر من الصهاينة لان الطاءفيون يعيشون بيننا وينفذون مخطط الصهاينة باشعال الحروب في الدول العربية كما يفعلوها الارهابيون اليوم في سوريا بايدي المنظمات الارهابية فالطاءفيون الشيعة في اليمن والعراق والارهابيون في سوريا وجهين لعملة واحدة اسراءيلية ويخدمون سوا المشاريع الصهيونية على حساب الشعوب العرلية فاتحوا للقضا على الارهابين والطاءفيون في بلداننا هولا هم اعداء الامة العربية والاسلامية وحنود اسراءيل المجهولين .

  7. يقول مراقب.المانيا:

    كلام السيد عادل جميل جدا .لا يوازيه عدلا إلا كلام السيد سلام عادل .شكرا للعادلين.

  8. يقول محمد صلاح:

    مع احترامى لك المعلقين
    اذا سار الحال على ذالك المنوال من التهديد والوعيد بين السعودية وإيران ولم تخمد الحرب الكلامية
    انا اعتقد ان الحرب بين الفرس والعرب سوف تشتعل
    والبداية من البحرين
    على العرب ان يستعدوا لوقف الزحف الفارسى على الجزيرة العربية والسيطرة على مكة والمدينة
    وللاسف لا يوجد من الجيوش العربية الكاملة الا جيوش مصر والجزاير والمغرب بالاضافة لجيوش دول الخليج
    وسوف يقف الغرب والاتراك والباكستانيين وروسيا ينتظرون النتايج وكيفية تحقيق مغانم من الوضع الجديد
    وللاسف بعض الاخوة يعيبون على مصر انها تبذر اموالها فى شراء الأسلحة الحديثة
    الأيام سوف تثبت ان جيوش بدون أسلحة حديثة مثلها مثل الجيوش الكرتونية لا تغنى ولاتفيد

  9. يقول كنعان - ستوكهولم:

    إذا تورطت إيران بشن حرب على اى من دول الجوار الخليجي فأعتقد جازما أنها بداية النهاية للحلم الإمبراطوري الفارسي في دمار دولة المجوس ، عموما تحكيم العقل ومخاطبة الرأي العام الدولي وتوسيع جبهة الحلفاء مع الداخل الإيراني ( المعارضة الصامته والوطنية ) قد يجمد أي تصعيد فارسي مجوسي يفتعل أي مبرر لتصعيد الموقف عسكريا .

  10. يقول Passerby:

    مع أنني عروبي حتى النخاع وأكره إيران حتى النخاع إلا أنني لا أجد عزاء للسعوديين لأنهم لا ينظرون لأبعد من أرنبة أنوفهم أي أنهم قصيروا النظر ولا علم لهم لا بالحرب ولا بالسياسة. السعوديون تآمروا مع الأمريكان على صدام حتى أنهوه ولم يفكروا بالعواقب, واستعانوا بحافظ الأسد -الذي قتل 35 ألف من السنة في حماه – في قتال صدام وكانوا يعلمون علم اليقين أن حافظ الأسد في ذلك الوقت كان حليف استراتيجي لإيران, وجهز حافظ الأسد لهم فرقة من عشرين ألف رجل جلهم من العلويين بقيادة اللواء علي حبيب (وزير الدفاع الأسبق الذي انشق عن النظام العام الماضي) واعتقد السعوديون بسذاجتهم أن حافظ الأسد يمكن أن يحارب !! فالفرقة التي بعثها لم تطلق طلقة واحد على أحد وقبض المليارات لقاء ارسالها كما أنه قبض مواقف سياسية مكنته من لبنان أكثر واكثر. أقول للأخوة السعوديين يداكم أوكتاه وأفواهكم نفخت -كما في المثل العربي القديم- فلا تلوموا إلا أنفسكم أو “على نفسها جنت براقش”.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية