ما الذي يخشاه مرسي؟

حجم الخط
0

استقر رأي مرسي على عدم التخلي، وكان مقصده أمس واضحا وهو ان الرئيس المصري متمسك بكرسي الحكم الى ان ينقضي موعد انذار الجيش هذا المساء. لكنه أصبح أوضح مع حلول الظلام ان احتمالاته تنفد، وليس من المؤكد البتة أن يصمد الى مساء اليوم.
عيّن مرسي أمس رئيس الوزراء القليل الشعبية جدا هشام قنديل لاجراء حوار مع الخصم المعلن من المعارضة محمد البرادعي. وتبدو المعركة مع ‘خريطة طريق’ وزير الدفاع خاسرة مسبقا، فقد تم ارسال قنديل للتفاوض للحفاظ على سيده، لكن البرادعي سيفعل كل شيء ليُطير مرسي.
اذا وقعت معجزة ووجد حل فسيطلق الجيش صافرة تسكين لمتظاهري التحرير، وإلا فان حركة الاخوان المسلمين لا مرسي فقط يتوقع ان تتلاشى. بحسب أحد السيناريوهات فان رئيس المحكمة الدستورية هو المرشح لتولي رئاسة مجلس مؤقت الى ان تُجرى الانتخابات الرئاسية.
يجب ان ننتبه في الجو الساخن الى شخصين يظهران من وراء كتف الرئيس، وهما احمد شفيق، وهو رئيس حكومة سابق وقائد سلاح الجو في عهد مبارك، الذي خسر أمام مرسي بفرق ضئيل في انتخابات الرئاسة، وهرب من مصر وهو يهدد بالعودة والانقضاض على السلطة.
وهناك شخص أكثر جذبا للانتباه، وهو رئيس هيئة الاركان السابق سامي عنان الذي انضم أمس الى موجة الاستقالات. كان عنان في زيارة لواشنطن حينما نشبت المظاهرات التي أسقطت مبارك. ولم يوجد في نظر الامريكيين منافس أجلّ بركة منه، فهو علماني وذو ماض عسكري ولم يوصم ايضا باستغلال منصبه على حساب الجمهور. ركله مرسي قبل سنة الى منصب عديم الوزن، هو منصب ‘مستشار الرئيس للشؤون العسكرية’، واختفت آثاره الى ان كانت استقالته الصارخة.
من المهم ان ننتبه الى ان انذار وزير الدفاع السيسي ليس موجها الى مرسي فقط، بل الى ‘الجميع’ في المعسكرين، ويؤدي الجيش بهذا الاجراء المعوج دورا لطيفا مُحكما. لا توجد اشارات الى انه معني هذه المرة بتولي الحكم، فالجنرالات يدعون الرئيس والمتمردين والعلمانيين والاسلاميين، الى البحث عن حلول تحت الارض والى الاستجابة الى ‘ارادة الشعب’، أي شعب يقصدون؟ هل اولئك الذين يهددون بالهجوم على القصر الرئاسي أم أصحاب اللحى حول المسجد الكبير؟ أصبح الاخوان المسلمون يدركون انه اذا انصرف مرسي فسيفقدون القوة. ويكشف فيلم قصير سري حُمل أمس على موقع محدود المشاهدة عن دقيقة حرجة من الحديث الذي دار بين الرئيس ووزير الدفاع السيسي. ويبدو مرسي متوترا ويخزه السيسي بسؤال: ‘ما الذي تخشاه كثيرا؟’.
حينما تهدد سفينة السلطة بالغرق يسعى مرسي الى إطالة الحوار الى منتصف الاسبوع القادم، حينما يبدأ شهر رمضان. اذا نجح في كسب وقت فانه يُقدر بأن حكمه سينجو، وسيكون من الواجب عليه ان ينثر الوعود وان يُقسم بأن يدمج المتمردين في جهاز الحكم. واذا بقي مرسي على نحو ما فسيضطر الى مصالحة الشعب بغير استعلاء وألا يهدده مستعملا عناوين صحافية في صحيفة في لندن. لكن حينما يهتف الملايين ‘إرحل’ تنفد احتمالات بقائه.

يديعوت 3/7/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية