تلاسن أمريكي روسي خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد مقتل جنود سوريين في قصف للتحالف

حجم الخط
4

بيروت – رويترز – أفادت أنباء بأن عشرات الجنود السوريين قتلوا في ضربات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة السبت، مما عرض وقفاً لإطلاق النار بوساطة أمريكية وروسية للخطر، ودفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين موسكو وواشنطن.

وقال الجيش الأمريكي، إن التحالف أوقف الهجمات على ما كان يعتقد أنها مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا، بعد أن أبلغته روسيا بأن أفراداً من الجيش السوري ومركبات سورية ربما تعرضت للقصف.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية في بيان عبر البريد الالكتروني، إن الولايات المتحدة أبلغت “أسفها” عبر الحكومة الروسية لما وصفته بأنه خسارة أرواح جنود سوريين دون قصد في الهجوم.

وقال بيتر كوك السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) في بيان عبر البريد الالكتروني، إن المسؤولين الروس لم يعبروا عن مخاوف في وقت سابق السبت لدى إبلاغهم بأن طائرات التحالف ستعمل في المنطقة التي تعرضت للهجوم.

واجتمع مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية، بعد أن طلبت روسيا عقد جلسة طارئة لبحث الحادث واتهمت الولايات المتحدة بتعريض اتفاق سوريا للخطر.

وانتقدت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة روسيا بسبب هذه الخطوة.

وقالت للصحافيين “يتعين على روسيا في حقيقة الأمر التوقف عن أسلوب تسجيل النقاط الرخيصة والإبهار والإثارة والتركيز على ما يهم وهو تنفيذ شيء تفاوضنا عليه بنية صادقة معهم.”

وأضافت أن الولايات المتحدة ستحقق في الضربات الجوية، “وإذا توصلنا إلى أننا بالفعل قصفنا أفراد الجيش السوري فإن ذلك لم يكن قصدنا ونحن بالطبع نأسف لخسارة أرواح.”

ورداً على سؤال عما إذا كان الحادث يعني نهاية اتفاق سوريا بين موسكو وواشنطن، قال فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأمم المتحدة “هذه علامة استفهام كبيرة جداً”.

“سأكون حريصاً جداً أن أرى كيف سترد واشنطن. إذا ما فعلته السفيرة باور اليوم يمثل أي إشارة لرد فعلهم المحتمل فإننا سنكون في مشكلة خطيرة وقتئذ.”

وأشارت موسكو إلى أن الضربات التي سمحت لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية باجتياح موقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور، لفترة وجيزة دليل على أن الولايات المتحدة تساعد الإسلاميين المتشددين.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قولها “إننا نصل إلى نتيجة مروعة حقا للعالم بأسره: أن البيت الأبيض يدافع عن الدولة الإسلامية.. الآن لا يمكن أن يكون ذلك محل شكك.”

وأشارت إلى أن باور يجب أن تشعر بالحرج لهذا الأمر. وقال تشوركين إن روسيا لا تملك “دليلاً محدداً” على تآمر الولايات المتحدة مع متشددي الدولة الإسلامية.

وقالت إن الضربات تهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا التي تساعد الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية، والولايات المتحدة التي تدعم بعض جماعات المعارضة المسلحة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات أمريكية قتلت أكثر من 60 جندياً سورياً في أربع ضربات جوية، نفذتها طائرتان من طراز إف-16 وطائرتان من طراز ايه-10 جاءت من اتجاه العراق.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقع مقره في بريطانيا عن مصدر عسكري في مطار دير الزور قوله إن ما لا يقل عن 90 جندياً سورياً قتلوا.

وشاركت أستراليا في الضربات وقدمت وزارة الدفاع الأسترالية تعازيها لأسر الجنود السوريين الذين قتلوا أو أصيبوا في الهجوم.

 ويعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الاثنين، أبرز جهد لإحلال السلام في سوريا منذ أشهر لكنه يوشك على الانهيار بسبب اتهامات متكررة من الجانبين بانتهاكه وعدم وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

وبعيداً عن الدور الروسي والأمريكي في الصراع يحظى الأسد بدعم إيران وفصائل شيعية عربية الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تدعم تركيا ودول عربية خليجية بعض الفصائل السنية الساعية للإطاحة به.

وتعادي كل الأطراف المتحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تمتد المناطق الخاضعة لسيطرته على طول وادي الفرات من الحدود العراقية، بما في ذلك المناطق المحيطة بدير الزور حتى أراض واقعة قرب حدود سوريا مع تركيا.

وحصد الصراع الذي دخل عامه السادس أرواح مئات الآلاف من الأشخاص وشرد نصف تعداد سكان سوريا قبل الحرب، مما تسبب في أزمة لاجئين في الشرق الأوسط وأوروبا وأثار موجة من الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم.

وقال الجيش السوري إن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة ووقعت في نحو الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت جرينتش)، “دليل قاطع” على دعم الولايات المتحدة للدولة الإسلامية ووصفها بأنها “اعتداء خطير وسافر”.

وقال الجيش الأمريكي في بيانه إن سوريا “وضع معقد” لكن “قوات التحالف لم تهاجم عمداً وحدة عسكرية سورية معروفة.”

وقال تنظيم الدولة الإسلامية عبر وكالة أعماق التابعة له، إنه بسط سيطرته بالكامل على جبل ثردة حيث يوجد الموقع الذي تعرض للقصف مما يتيح له رؤية المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في دير الزور.

ويحاصر التنظيم المتشدد مطار المدينة وبعض الأحياء بشكل كامل منذ العام الماضي.

لكن روسيا ووسائل الإعلام الرسمية السورية قالت إن الجيش السوري استعاد لاحقاً المواقع التي خسرها أمام التنظيم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ما لا يقل عن 30 من متشددي الدولة الإسلامية قتلوا في ضربات جوية روسية عنيفة خلال هذا القتال.

وتنذر هذه الواقعة أيضاً، بتقويض الاستهداف المشترك المقترح من قبل روسيا والولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية وبعض الجماعات المتشددة الأخرى في أنحاء سوريا.

 * هدنة هشة

وشككت روسيا ومقاتلو معارضة سوريون السبت، في احتمالات صمود الهدنة الهشة على نحو متزايد إذ قالت موسكو إن الموقف يتدهور وقال مسؤول كبير بالمعارضة السورية إن الهدنة “لن تصمد”.

وأدى الاتفاق إلى تراجع أعمال العنف لكنها ما زالت مستمرة في بعض أنحاء سوريا. وفي تلك الأثناء لم يتغير الكثير فيما يتعلق بتعهد توصيل مساعدات إلى مناطق محاصرة مع تبادل الطرفين اتهامات بسوء النية.

وقالت الأمم المتحدة إن شاحنات المساعدات التي كان من المتوقع أن تتحرك إلى حلب صباح الأحد تعرضت للتأخير مرة أخرى.

وقال ديفيد سوانسون المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، “من الواضح أن المجتمع الإنساني محبط للغاية بسبب هذا. كنا نتمنى أن نتحرك اليوم بالشاحنات… نحن مستعدون لبدء جهود الاستجابة بمجرد أن نحصل على الضوء الأخضر.”

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الأوضاع في سوريا تتدهور، وأضافت أنها تعتقد أن وقف إطلاق النار انتهك 199 مرة من جانب مقاتلي المعارضة وقالت إن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة إذا انهار الاتفاق.

وبعد هجوم دير الزور قالت الوزارة إن موسكو طلبت من الولايات المتحدة كبح جماح المعارضة السورية، والتأكد من أنها لن تشن هجوماً جديداً وأضافت أنها أبلغت واشنطن بتركز لقوات المعارضة شمالي حماة.

ويقول معارضون إنهم قبلوا على مضض الاتفاق المبدئي الذي يعتقدون أنه متحيز ضدهم، وذلك لأنه قد يخفف الوضع الإنساني المتردي في المناطق المحاصرة الخاضعة لسيطرتهم وألقوا باللوم على روسيا في تقويض الهدنة.

وقال مسؤول كبير بالمعارضة السورية “الهدنة كما حذرنا وتكلمنا مع الخارجية (الأمريكية) أنها لن تصمد،” مشيراً إلى استمرار وجود قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة على الحدود التركية في انتظار إذن الانطلاق إلى حلب.

واتهم مقاتلو المعارضة روسيا أيضا باستغلال وقف إطلاق النار لمنح الجيش السوري والفصائل الشيعية المتحالفة معه فرصة لإعادة تنظيم صفوفها ونشر مقاتلين استعداداً لشن هجوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مهدي:

    كل ما يحدث في المنطقة ما هو الا لآن الآسد رفض السلام مع الكيان الصهيوني ورفض الرضوخ لقوي الشر في العالم التي تزرع الفتن في العالم العربي بحجة الديموقراطية والحرية التي هم وشعوبهم لا يعرفونها وما هي الا كالسراب في بلدانهم , ومن يرفض الانصياع لما يريدونة يزرعون الفتنه في بلادة , والآسد اعتقد أن الروس سيحموه من القوي الغربية ولكن ما حدث ذلك لآنهم هناك لحماية الكيان الصهيوني , وهذا ما اتفق علية عندما اجتمع معظم الرؤساء الغربيين في الفاتيكان ليبارك باباهم حربهم ضد الإسلام والمسلمين , ومن يقول أنهم يعاملون .
    وما هذه الحروب في جميع الأوطان الإسلامية الا طمعا في مواردة الطبيعية .

  2. يقول بلحرمة محمد المغرب:

    عدر اقبح من دنب تلك التبريرات التي ساقتها الادارة الامريكية حول غارات طائراتها على الجنود السوريين في دير الزور فقد ثبت بالدليل والبرهان ان الولايات المتحدة لا تريد بتاتا وقفا لاطلاق النار في سوريا ولا تؤيد اي حل سلمي للازمة السورية المفتعلة فما تستميت لاجله وتعمل جاهدة بكل طاقاتها هو لاستمرار الفوضى في الداخل السوري وبالتالي استنزاف الجيش السوري خدمة للكيان الاجرامي والارهابي الصهيوني فلو كانت واشنطن تعمل حقا لانهاء معاناة السوريين لما تنصلت من الاتفاق مع روسيا حول وقف اطلاق النار ولصدقت نياتها في القضاء على التنظيمات الارهابية ولكن متى كان الدئب المعروف بمكره وخداعه وافتراسه حارسا للاغنام؟ فكيف لامريكا التي لعبت دورا طلائعيا مع حلفائها وخدمها في اشعال النيران السورية وصنعت الارهاب ومولته واحتضنته وسهلت ماموريته في الداخل السوري ان تكون مهتمة باستقرار سوريا وحريصة على حياة السوريين والعرب والمسلمين عامة؟

  3. يقول حسن:

    مازالت أمريكا تدمر سوريا بصاحب البراميل وبروسيا وبإيران وبالتكفيريين وبالمعارضة حتى يقع استنزاف سوريا تماما. والهدنة وبنودها االتي أقصت روسيا وأوذيالها خير دليل على ذلك. ماذا سيفع مجلس الأمن. ههههه. أمريكا تغدت وتعشت بالجميع من أجل مصلحتها فقط. فهل يُعقل أن تخرج أمريكا ” من المولد بلا حمص ” . فاتكم عمكم سام.

  4. يقول adel Algeria:

    الكل يعلم الدعم الذي تحضى به هذه المجاميع من طرف أمريكا وبعض تابعيها من العرب٠كانت هذه الجماعات تتمدد تحت مايسمى بقصف الحلفاء ولم تعرف إنحسارا إلا ببداية القصف الروسي ـ ًتدمًرًـ بعد هذا حاولت أمريكا الحفاظ على بعض المكاسب من خلال دعم الأكراد٠ دخول تركيا المباشرأفسد خطط أمريكا وتابعيها من العرب الذين يتباكون اليوم على الشعب السوري بعدما دفعوا الملايير من أجل تحطيم بلده

إشترك في قائمتنا البريدية