رام الله – «القدس العربي» : أعلن عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسرى الفلسطينيين الثلاثة أبناء بيت لحم المضربين عن الطعام منذ حوالى شهرين ونصف الشهر، علقوا إضرابهم عن الطعام وانتصروا في معركتهم وأجبرت أمعاؤهم الخاوية سلطات الاحتلال على تقديم تنازلات وإعلان موعد الإفراج عنهم وعدم تجديد الاعتقال الإداري لهم مرة أخرى.
وقال إنه نتيجة الجهود السياسية الكبيرة التي بذلت من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية والتحركات الحثيثة على كافة المستويات والجهات السياسية لإيجاد حل لقضية الأسرى المضربين عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري ولأجل ضمان سلامتهم وإنهاء معاناتهم فقد تم التأكيد من قبل الرئيس والقيادة على الإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام وفق التواريخ التالية: محمد ومحمود بلبول: الإفراج عنهما في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول وعدم تجديد اعتقالهما. ومالك القاضي: الإفراج عنه يفترض ان يتم اليوم حيث ينتهي اعتقاله الإداري ولا يجدد.
وبناء على هذه الاتفاق الذي تم مع الرئيس عباس أعلن الأسرى وقف إضرابهم المفتوح عن الطعام. ووجهوا رسالة شكر للرئيس وللقيادة الفلسطينية وللجماهير الفلسطينية ولكافة مؤسسات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية وللمحامين الفلسطينيين وعائلات الأسرى وللأسرى المتضامنين في السجون على وقفتهم المشرفة والعظيمة في مساندتهم ومناصرتهم في معركتهم ضد الاعتقال الإداري التعسفي.
وأقيم في ساحة المهد في بيت لحم مهرجان كبيراحتفلاا بانتصار الأسرى بعد إضرابهم عن الطعام على السجان. لكن الحدث الأبرز الذي أثار مشاعر المضربين وكذلك الشارع الفلسطيني على حد سواء كان وجود أحمد الطيبي عضو الكنيست الإسرائيلي داخل المستشفى الذي يحتجز فيه الشقيقان بلبول، وهناك أسمعهم الطيبي رسالة بالصوت والصورة من الفنان مارسيل خليفة موجهة إلى الطبيب الأسير محمد بلبول وشقيقه محمود والأسير مالك القاضي بعد انتصارهم. وقال خليفة: «لكم مني كل الحب ونحن قلباً وقالباً معكم. شو بدي قول «ننتظركم في حريتكم فأنتم الذين تدافعون عنا وعن كل الأمة العربية وليس فقط عن أنفسكم لكم كل الحب والتقدير». وخلال حديث خليفة كان الأسير بلبول يقبل الهاتف وهو يستمع لصوت الفنان مارسيل خليفة. ورد بلبول بالقول «منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي».
وقال حسام زملط مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الاستراتيجية لوكالة الأنباء الرسمية إن الرئيس اعتبر إضراب الأسرى عن الطعام قضيته المركزية التي كانت على سلم أولوياته وتابعه بشكل يومي وفي هذه المتابعة طلب من الجميع توظيف كل الأدوات الممكنة للضغط على حكومة الاحتلال لوقف الاعتقال الإداري خصوصا للمضربين عن الطعام ونجحت هذه المساعي برضوخ الاحتلال لمطالب الأسرى. وأضاف أن العامل الأول في هذا الانتصار هو صمود الأسرى المضربين عن الطعام أنفسهم أيضا الذين استعدوا للموت من أجل حياة كريمة ومن أجل تحدي منظومة الظلم التي يمارسها الاحتلال بحقهم وزملائهم بشكل مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية ويرقى لجرائم الحرب.
وأضاف أن الرئيس بذل جهودا دبلوماسية كبيرة حيث كان يطرح ملف الأسرى في جميع اجتماعاته مع قادة العالم وتحديدا ملف الأسرى المتعلقين إداريا وخصوصا الأسرى المضربين عن الطعام، وكان يدعو قادة وملوك العالم لإطلاق سراح الأسرى، والتقى مؤخرا مع 50 من قادة وملوك ووزراء دول العالم، ووفود العالم خلال مشاركته باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتـحدث لهم عن ملف الأسـرى الـقابعين فـي سجون الاحـتلال، وجــرى من خـلاله الـتواصـل مـع مؤسسات حقوق الإنـسان وقطاع الـقانـون الـدولي وجــهود الحــكومة بأدواتـها المخــتلفة.
فادي أبو سعدى