عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: يعلن ثلاثة أعضاء جدد في البرلمان الأردني هم أحمد الصفدي ونصار القيسي وحمود الزواهرة نيتهم مبكرا الترشح لانتخابات رئاسة البرلمان في نسخته الجديدة.
قد يكون الصفدي أكثرهم إقناعا فهو أقدم المتقدمين للموقع، وسبق أن انتخب نائبا لرئيس المجلس وأظهر قدرا من الكفاءة في إدارة الجلسات.
وقد يكون هدف القيسي والزواهرة إظهار الذات والمنافسة على موقع متقدم في المكتب الدائم لمجلس النواب حيث القيادة ومطبخ التشريع والتحكم بسفر الأعضاء والمياومات المالية والبقاء في أقرب نقطة من صانعي القرار واتصالات الـ «واتس أب « الشهيرة وهي بكل الأحوال ميزات لا يحتاجها برلماني من طراز الصفدي.
لكن حصول هذا التزاحم مبكرا هو بمثابة رسالة لشخص واحد حصريا هو الرئيس الأسبق وأثرى أثرياء البرلمان عاطف طراونة الذي نجح في الانتخابات أيضا ويردد مناصروه بأن لديه في جيبه من الآن نحو 20 من أعضاء البرلمان الجدد. الرسالة قد تهدف للفت نظر الجميع بأن معركة الطراونة نحو الرئاسة هذه المرة ليست «لقمة سهلة» وليست بسيطة ليس فقط بسبب استمرار جلوس قريبه وابن عشيرته فايز طراونة على كرسي رئاسة الديوان الملكي ولكن أيضا لأن ملامح وتفصيلات المرحلة «قد تختلف».
بانتظار أن يعلن المستجدون في مدرسة البرلمان بأنهم «ليس في جيب أحد» حصل التطور الأكثر أهمية..المخضرم المسيس بيروقراطيا والخبير تشريعيا الدكتورعبدالله العكايلة «طامح « أيضا بالرئاسة نفسها ويوجه رسالته للدولة ولصناع القرار بطريقة غاية في الدهاء السياسي.
ما فعله العكايلة بسيط للغاية، ظهر إلى جانب أشرس خصوم الدولة في جماعة الإخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد، وفي مقر حزب جبهة العمل الإسلامي وعلى منصة واحدة ليتحدث بصفته أول رئيس لأول كتلة صلبة برامجية في برلمان 2016.
كتلة الإصلاح التي أشرف على ولادتها المبكرة جدا أصلا الإخوان المسلمون وتضم 15 نائبا وجهت رسالة أخرى للرأي العام والدولة فقد اختارت «إعلامية إسلامية خبيرة» هي الدكتورة ديمة طهبوب ناطقة باسمها تكريما للجمهور النسائي المنتخب.
القطبان بني إرشيد والعكايلة وعلى مايكروفون واحد تبادلا «التقسيم الموسيقي المسيس».
الأول قال ما معناه باختصار «الانتخابات حصل فيها تدخل وتلاعب وتجاوزات ونحن قررنا تمريرها والصمت».
..تلك رسالة على شكل «إنحناءة سياسية» لا يمكنها أن توجه إلا للنظام وليس للدولة أو للأجهزة بمعنى آخر للقصر الملكي وبعد أقل من 48 ساعة على تصريح للملكة رانيا العبدالله ترحب فيه بمشاركة الإخوان المسلمين بالانتخابات.
الثاني- ونقصد العكايلة- قرر طرح المبادرة المباغتة على شكل..»..نحن في كتلة الإصلاح «الإخوانية» مستعدون لتشكيل الحكومة البرلمانية بعد أجواء فتح صفحة جديدة».
هنا أيضا يخاطب العكايلة الجهة الحصرية التي تشكل الحكومات وهي القصر الملكي.
ضمنيا يقول العكايلة لأعلى الهرم في النظام والدولة إنه يستطيع «تطويع» أكثر تيارات الإخوان إثارة للمتاعب والشغب عبر مؤسسة البرلمان وهو التيار الذي يتزعمه، الخارج قبل أسابيع فقط من السجن، الشيخ بني إرشيد.
الأهم أن موقف بني إرشيد في الشكل والمضمون يرد بإشارة ملغزة تقول ضمنيا بأنه وتيـاره مستعدان للاسترخاء قليلا في «أحضان النظام» والعودة للأيام الخوالي عبر المسـاحة المـرنة جـدا التـي يوفـرها عجـوز محنك بمواصـفات العـكايلة فـكر الملك الراحل حـسـين بن طلال مرتيـن على الأقـل بتـكليفه بتشـكيل وزارة.
مرارا وتكرارا عبر القيادي البارز مراد عضايلة عبر «القدس العربي» عن فكرة «العودة للحوار ودفع الجميع للاسترخاء».
المبادرة عليه تقدمت بها كتلة الإخوان المسلمين التي دخلت «السيستم» مؤخرا عبر البرلمان وصناديق الاقتراع.
ما بقي «الرد» الرسمي، إلى أن تبرز أي إشارة في هذا السياق يمكن القول بأن بعض الأطراف في المطبخ السياسي بدأت التمهيد لعبارة سياسية على قدر قرب التخلص من «اليسار» الذي انضم للحالة المؤسسية مؤخرا بكثافة على أنقاض المواجهة والصراع مع الإخوان المسلمين.
يحصل ذلك بسبب إخفاق جميع أحزاب اليسار وجميع الشخصيات بخلفية يسارية بالوصول ولو إلى مقعد واحد في البرلمان.
قد يكون مثل هذا السيناريو صحيحا وللتوثق من دقته لا يمكن إلا ترقب تركيبة مجلسي الأعيان و الوزراء الوشيكتين…وبصورة حصرية أكثر إذا خلت قوائم الأعيان من الأب الروحي لليسار بسام حدادين وخلت قائمة الوزراء بالحكومة الجديدة من الوزير موسى المعايطة..في هذه الحالة فقط يمكن التحدث عن تحالفات جديدة مع الإخوان المسلمين قوامها ترك اللعب بأوراق اليسار.
بسام البدارين
اليسار إنتهى في الوطن العربي كله بسبب عدم وجود مصداقية لديه خاصة بعد ثورات الربيع العربي فشعاراته كانت تقية فقط
ولا حول ولا قوة الا بالله