تمر بــــلادنا الان فى لـــيل حالك قد يطول. كلنا شهود على الدمار والخراب الذي يحل ببلادنا جراء العنف الاعمى الذي بات يتنقل بحرية في بلادنا. لغة التحريض على الاخر المختلف عنا باتت في كل مكان وساعدت على انتشارها تقنيات الاتصالات الحديثة. اسعى مع كل الساعين من الخيرين فى بلادنا لرفع الصوت من اجل وقف تدفق لغة الموت الى ثقافتنا، وادعو الجميع ان نوقف تسلل لغة الموت لعقولنا وقلوبنا لان الجميع سيدفع الثمن غاليا في حرب الكراهية هذه. لا استطيع ان افهم لماذا نكره بعضنا البعض سوى القول ان استحضار واحياء الاسوأ من تاريخنا وتوظيفه اليوم هو بمثابة ارتكاب جريمة حرب. وبدقه اكثر يراد لنا ان نكره بعضنا البعض لكي نشعل بلادنا حروبا. والمحزن انه توجد قابلية لاستقبال ثقافة الكراهية، وهي حقيقة محزنة، على الرغم ان شـــعوبنا كانت دوما تعيش بسلام مع بعضها البعض قبل دخول ايديولوجيات شيطنة الاخر المختلف في الديـــن او المذهب، الذي يلقي نظرة عامة على ما يكــتب في الاعلام الاجتماعي وسواه سيصاب بالرعب من حجم الكراهية الذي هو في جذوره صراع على المتخيل من التاريخ ولا ينتمي حقيقة لواقع الحياة المعاصرة. الصور النمطية عن الاخر تمهد للقتل الفعلي. القتل اللفظي عادة يسبق القتل الفعلي. يبدو اولا في وضع الاخر في مكانة دونية لانقاص انسانيته، وهذا يعني دعوة لقتله. ولذا استحدثت الايديولوجيات الشمولية عبر التاريخ التعميم والتنميط والاختزال لاجل تعبئة البسطاء لكي يقتلوا بسطاء اخرين. ذخيرة اللغة القاتلة التعميم اي كلهم هكذا! وكذلك التقسيم والتنميط والاختزال اي نحن هكذا وهم هكذا. التنميط والاختزال يضع الكل في بلوك واحد.. يتم الغاء كل الفروقات بين البشر لصالح الفكرة الاختزالية. ولان المطلوب شيطنة الاخر تصبح هذه هي اللغة السائدة. لذا، يتم استحضار التاريخ وفق انتقائية تخدم هذا التوجه. يتم حشد الصور النمطية والذهنية لاجل تحقيق الغرض المطلوب الان موقف اخلاقي قوي ومواقف سياسية لمواجهة ثقافة الكراهية التي يتم تصنيعها وتصديرها للناشئة من اولادنا والنتيجة هي الدمار على الجميع. انها اللغة القاتلة التي تسود بلادنا .ان هذه اللغة التي يجب ان نقف جميعا متحدين لاجل محاربتها بلا هوادة قبل ان تقتل الجميع! د. سليم نزال