بيكيني. مونوكيني. بوركيني!

حجم الخط
16

جلست في المقهى الباريسي في «الحي اللاتيني» أشرب فنجانا من القهوة وعلى المائدة المجاورة شبح جان بول سارتر وهو يضم إليه سيمون دي بوفوار، حين دخل إلى المقهى الشهير رجل فارع القامة عربي الملامح، بالغ الوسامة يرتدي الثياب التقليدية البدوية، وبرفقته أربع سيدات محجبات. طلب الرجل أطايب الطعام وزجاجتين من الشمبانيا، وسُرّ النادل طبعا بمائدة لا تكتفي بفنجان من القهوة مثلي قبل أن تهرول إلى متحف ما، ولكن بدت عليه الدهشة لطلب الشمبانيا لمائدة محجبات!
لفتني أن الرجل (المسلم الافتراضي العربي) كما تشي ملابسه، و»حريمه» قام بتعرية غطاء الرأس للمرأة الأولى أوروبية الملامح وغرق معها في قبلة غرامية نهمة، ليست ضد القانون الفرنسي ولكنها غير مألوفة بين زوج مسلم وزوجته في مقهى. لم يلتفت إليهما في البداية أحد غيري. فلأنني «شامية عتيقة» أعرف أنه ما من زوج عربي يقبل زوجته على هذا النحو في مكان عام.
قلت لنفسي إن سوء الظن إثم، لأنني بدأت أشك في أنني أمام مسرحية تتعمد الإساءة للإسلام، وذلك حين قام الرجل بتقبيل ما يفترض أنها زوجته الثانية الشقراء أيضا على النحو المترع بالشهوات الجنسية ذاتها، وانتقل إلى الثالثة فالرابعة لتبادل القبلات، بين كوب من الشمبانيا وآخر برفقة (زوجاته)!

بركان البوركيني!

وتذكرت أنه سبق لي أن شاهدت شيئا كهذا أقل استعراضية في أحد مطاعم جنيف قبل أعوام وكتبت عن ذلك في مجلة «الحوادث» ولذا تساءلت: هل أنا أمام مسرحية متنقلة في المدن الغربية للإساءة إلى الإسلام في مجتمعات تتقبل الإباحية، لكنها ترى في تعدد الزوجات إذلالا للمرأة يستغل الحرية الغربية المتاحة للفرد في مجال طعنه في صلب حرياته حيث المرأة مساوية للرجل ومجتمعات لا تعرف أن للمسلمة الحق في تطليق زوجها إذا تخلت عن مقدم الصداق وطلبت عصمتها بيدها وذلك في عقد الزواج.
رئيس الجمهورية السابق ساركوزي أعلن على شاشة التلفزيون منذ أيام رفضه ارتداء المرأة للبوركيني في الشواطئ الفرنسية والاستحمام على (الطريقة الإسلامية). أما رئيس الوزراء مانويل فالس فقال: البوركيني ليس (موضة) بل ترجمة لمشروع سياسي مضاد لمجتمع «اللاييك» الفرنسي العلماني. وكان على الأقل غاية في الصدق والوضوح في التعبير عن رأيه وهذا من حقه. ويخرج بالقضية من لعبة الرياء والأقنعة والشطارة اللغوية في حقل (اللغة الخشبية) التقليدية!
البريطانيون كتبوا على حافة السخرية من ذلك. وجاء في «الديلي ميل اللندنية» استجواب عمدة لندن صادق خان عن قوله إنه على السياسيين عدم التدخل في ثياب النساء في الفضاء العام، متسائلين: لماذا منع الملصقات في المترو اللندني التي تمثل امرأة ترتدي البيكيني؟
هذا ما كتبه محرر «الديلي ميل» ريتشارد ليتل جون بتاريخ 30/8/2016 في مقال شبه ساخر لكنه يشي بروح المعارك السياسية هنا وهناك على جسد المرأة كذريعة.
أعود إلى المقهــــــى في الحي اللاتيني والرجـــــل الذي يرتدي ثيابا عربية تقليدية مع علامات خارجــــية توحي بالثراء وأربع نساء!

رمانة أم قلوب ملآنة؟

المناخ الغربي ليس بحاجة إلى استعراضات كهذه ليعلن كراهيته للمسلمين الفرنسيين عامة وسواهم في الغرب. وبعد البيكيني (أي لباس البحر من قطعتين) الذي دشنت عصره بريجيت باردو في «سان تروبيه» في «الريفييرا الفرنسية» في الستينات جاء «المونوكيني» أواسط الثمانينات حيث عرت بعض الفرنسيات صدورهن واكتفين بقطعة واحدة كلباس بحر كما الرجال، ولم يمنع أحد ارتداء المونوكيني!
الكثير من رؤساء البلديات منعوا البوركيني من الشواطئ الفرنسية وبالذات (الكوت دازور) ـ الريفييرا الفرنسية، التي لم تنس بعد اقتحام تلك الشاحنة لرصيف المحتفلين بالألعاب النارية والعيد الوطني لفرنسا في نيس (14 تموز/يوليو) وقتله لحوالي مئة بريء (بينهم بعض المسلمين) وهو يصرخ «الله أكبر» والدين الإسلامي الحنيف بريء من هذا الإجرام المجاني الذي لا يصب في مصلحة الإسلام، تماما كتلك المسرحية الاستعراضية المؤذية لزوج مسلم افتراضي يقبل زوجاته أو ما ملكت أيمانه!

الدمج الخاطئ بين الإسلام والإجرام

وبلغة بلا أقنعة: لم يعد الغرب يثق «بالمسلم» في القارات كلها التي شهدت إجراما مجانيا (متأسلما) من باريس وبروكسل إلى اورلاندو أمريكا إلى تامبكتو وبوكو حرام.. نعم. صار الغرب يدمج بين المسلم والمتأسلم القاتل و(الأمالغام) أي الخلط بينهما صار حقيقة شئنا أم أبينا. وصار الغرب ببساطة يعتقد أن في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الإنساني تكمن بذور العنف وإلغاء الآخر واحتقار المرأة. وفي ذلك ظلم لملايين المسلمين في الغرب وفي أوطان أخرى في العالم كله. بل أن أدباء مثل إريك زيمور قال صراحة إن القرآن الكريم عدواني يحض على قتل الآخر. أما الروائي ويلبيك (فائز بجائزة الغونكور) فقام بالتحذير من وصول مسلم إلى رئاسة الجمهورية الفرنسية وسواهما كثيرون. ذلك الدمج الخاطئ بين ممارسة همجية بسكاكين تجز الأعناق وتختطف النساء لتسخيرهن كأدوات جنسية وغير ذلك من البشاعات الإنسانية التي يطول سردها وتصحبها للأسف صرخة «الله أكبر» تسبب النفور من الإسلام كدين يزعم البعض أنه عدواني يحض على قتل الآخر في زمن عصري لم يعد يطيق ذلك أيا كانت الذرائع (المقدسة)..

«الشيزوفرانيا الإسلامية الافتراضية!

ولأنه لكل فعل رد فعل، عايشت وقرأت عن عشرات الاعتداءات العدوانية على نساء محجبات في الغرب وإهانتهن وبينهن مؤخرا حامل ركلها في بطنها أحد الكارهين للحضور الإسلامي في فرنسا كردة فعل على إجرام المتأسلمين وغزوات (المهاجرين) الجنسية على نساء ليلة رأس السنة في الغرب حين تفجر الكبت الجنسي العربي في مشاهد مقززة زادت في كراهية الغرب للمسلمين عامة. وما أكثر الأبرياء منهم ولكن الدمج بين الإسلام والإجرام حدث في الغرب وانتهى الأمر.
والحل؟ لا أرى حلا غير تحويل بلادنا إلى أماكن قابلة للعيش فيها بدلا من الرحيل متسولين للحرية الغربية ثم محاولة الاعتداء عليها في آن، في حالة مخزية من ازدواج الشخصية: الشيزوفرانيا المتأسلمة لا الإسلامية! والخالق لا يُصلح أحوال قوم حتى يصلحوا ما بأنفسهم.
وبعدها قد يأتينا مهجرو قوارب هاربين إلى (نعمة) الوطن العربي في حقول الحرية والديمقراطية والتأمين الطبي والاجتماعي والرواتب للمسنين المتقاعدين.. وتعليم الاطفال في المدارس مجانا..(أعرف إنني أحلم!!).. ولكن، هل سنشهد يوما «موسم الهجرة إلى الجنوب» بدلا من «موسم الهجرة إلى الشمال؟»
حان الوقت للحظة صحو بعدما تكرم (الرفيق) ترامب المرشح للرئاسة الأمريكية بإهداء فلسطين إلى (اللوبي) اليهودي ليقوم بالتصويت له.. فهل هناك من إذلال لنا يفوق ذلك؟ ومتى نصحو من (الكوما) القومية العربية؟

بيكيني. مونوكيني. بوركيني!

غادة السمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ” والحل؟ لا أرى حلا غير تحويل بلادنا إلى أماكن قابلة للعيش فيها بدلا من الرحيل متسولين للحرية الغربية ثم محاولة الاعتداء عليها في آن، في حالة مخزية من ازدواج الشخصية: الشيزوفرانيا المتأسلمة لا الإسلامية! والخالق لا يُصلح أحوال قوم حتى يصلحوا ما بأنفسهم. ” أهـ
    بسم الله الرحمن الرحيم ……. ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ ….. (11) الرعد
    صدقت يا أستاذة غادة فبالرغم من وجودي لربع قرن بالغرب لا أشعر بالإنتماء لهم لأنهم لا يشعروني بذلك ! لأني مسلم وعربي
    بالقانون لا أحد يمتاز علي بشيئ ولكن بالحياة العامة أشعر بالتمييز وفي بعض الأحيان علناً !
    كم كانت فرحتي كبيرة بالربيع العربي الذي تآمر عليه الجميع
    ألم يساند الغرب الديموقراطي الطغاة
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول سنتيك اليونان:

      الى الكروي
      اقرء تعليقي الموجود أدناه
      الغرب يسند من يريد ومن من يعمل لمصلحته ،،، وهذا تصرف طبيعي ومنطقي يا حبذا لو عندنا من أمثال بن غوريون وشارون ونتنياهو علينا ان نحترمهم على انجازاتهم لشعبهم ،،،،،،،،،،ما في لزوم ننتقد الغرب او اسرائيل لازم ننتقد أنفسنا

    2. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله عزيزي سنتيك وحيا الله الجميع
      وأنا بدوري أُحيلك لتعليق الدكتور رياض من ألمانيا حفظه الله فقد سرني تعليقه كثيرا
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول أفانين كبة - مونتريال - كندا:

    بصراحة ياسيدتي ، ليتحمل المسلمون والعرب كل المسؤولية . فهم ممن زود الغرب ب ( خُمرة العجين ) ليشْهروا بنا هكذا . وكما ذكرتِ في العديد من مقالاتك التي نُشرت منذ السبعينات والموجودة في كتبك ، أن صورة العربي في الغرب أما ثري أو ارهابي .
    لقد أساء البعض من المهاجرين في استعمال الحرية التي اعطتها لهم الدول المضيفة. ورأيت هذا بنفسي ، وسمعت ايضا الكثير من الآخرين عن هذه التصرفات المخالفة لمبادئنا ولقيمنا التي نشأنا عليها . ولو تصرفوا هكذا تحت ظل الانظمة الدكتاتورية التي كنا تحت سيطرتهم ، لزجّوا بهم في السجون .
    أفانين كبة
    كندا

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      صحيح أختي أفانين صدقا ماشاهدته هنا في الغرب من تصرفات العرب تجعلي أشاطرك الرأي وكمثال بسيط البعض على استعداد لتقبيل أيادي وأرجل أي سيدة أجنبية مع أنها تعرفت على عشرات الرجال من قبله ولكن عندما يرى فتاة عربية فهو ينظر إليها وكانها جارية وربما تصبح قليلة الشرف إذا ظهرت خصلة شعر من رأسها المغطى بالحجاب إنها الشزوفرينا في شخصيتنا

  3. يقول سنتيك. اليونان:

    تكتبين بصيغة الجمع. ( متى نصحو)
    نحن مجموعة قباءل ومجتمعات مذهبية ما نزال نتقاتل منذ فجر التاريخ. قتلنا عمر وعثمان وعلى واليوم قتلنا صدام والقذافي وغيرهم ….ديننا الاسلام ولكن منعنا الاجتهاد واستعمال العقل … نحن نعيش خارج التاريخ ولم نقدم شيء للبشرية منذ ميات السنين سوى التبولة والحمص والفلافل مدخولنا من النفط بليون دولار يوميا ونحن من أفقر الشعوب واتعسها ….بلادنا واسعة ولكن نهرب الى الغرب ونتقده

  4. يقول لؤلؤ / كندا:

    لا اعتقد يا سيدتي باننا سنصحو قريبا، احتمال بعد ١٠٠سنة وأكثر ، كنت في فطور مع صديقة كندية وللاسف الشديد كل المعلومات التي لديها عن مدى تخلفنا ولم تكن لديها أية معلومة جيدة بحقنا !!! لم استطع ان أدافع من أين سأبدأ ؟ وكم سيطول الشرح ، احضرت لها صندوق مصدف من الاْردن محاولة مني لتعديل صورة العرب والمسلمين ولو قليلا

  5. يقول Ahmad ismaeil /Holland:

    قبل حوالي شهرين في مطار امستردام بعد ما نزلنا من الطائرة رأيت شخص سجد وركع على الارض وقبِّل الارض و وضع جبهته على الارض عدة مرات، قلت لنفسي اكيد هذا الشخص سوري هارب و نجا من الموت و الآن يشكر ويحمد الله بعد وصوله الى هذه البلاد.اتيت اليه وسئلته الاخ سوري؟قال لا انا عراقي و مقيم في هولندا منذ سنوات طويلة.وقال كنا اغنياء في العراق والباب المصنوع من الذهب في مقام السيدة زينب في الشام والدي ساهم في صناعته و تم تسفيرنا وتهجيرنا الى ايران وجار علينا الزمان،وقال انا ذهبت لزيارة والدتي المريضة في ايران وانا سجدت وقبّلت الارض وشكرت الله على النعمة و على الفرق بين هنا وبلادنا هناك.

  6. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    تحية طيبة الأخت غادة.
    مادمنا لانستطيع الإقتراب من المجال الديني دون خوف على الحياة الشخصية فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة وفي كتابة مايسمح لنا بكتباته في حالة نكران تارة وفي مواساة الحال والشعور بالظلم والغين أخرى دون التقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
    ياسيدتي المحترمة الحرب لاتزال قائمة بين المسلمين والكفار منذ صدر الإسلام وللآن؟ لذلك فهؤلاء يفعلون مايفعلون , من هنا يجب البداية, يجب على فقهاء المسلمين الإعلان بأن الحرب القديمة قد انتهت وأننا نعيش في عالم تحكمه قواعد إنسانية بين البشر ليس للدين فيها دخل. أماسياسا فلكل حادث حديث ( سياسي طبعا ) وبمنطق السياسة الصرف وليس بالمنطق الديني. الإحتلال يقابل ب ( حرب التحرير ) وليس بمصطلحات دينية أخرى.
    الجرأة في الإقتراب من الموضوع ليس بالهين حتى على الكتاب والمثقفين لكن علينا بأن لانستمر في غض البصر عن أشياء نعلمها والتحدث وكأن شيئا ( من الماضي ) لم يكن.

    1. يقول رياض- المانيا:

      تحية وبعد:
      جلد الذات شيء جميل.. والبحث عن الامراض وعلاجها بداية الحل.. ولكن المبالغة في ذلك خطيئة كبرى. عندما احتل بوش العراق قال وهو رئيس اقوى دولة بالعالم ان الرب طلب منه هذا، وهذا موثق وعندما اراد بوتين قصف سوريا، ايدته الكنيسة، بل وشجعته على ذلك وطلبت من المواطنين الصلاة لسلامة الطيارين الروس!! دولة الكيان الصهيوني بنيت على اسس دينية ووعود توراتية، كيف تطلب مني ان اتعامل مع الموضوع بالسياسة فقط، اذا كان قتل الاغيار جزء من العقيدة التي تدرس في مدارس الكيان، ثم انني قد اتفهم وجهة النظر هذه، لو كان هناك انصاف، بمعنى الطلب من الجميع تحييد الدين وليس من المسلمين فقط، منطقيا قد اتفهم ذلك، اما رأيي الشخصي فهو، ان حرية الاعتقاد هو جزء لا يتجزء من حريتي الدينية التي اتمتع بها واعطاها الاسلام للمسلم وغير المسلم ( لكم دينكم ولي دين) ومن ضمن عقيدتي، ان الاسلام دين الدولة والمجتمع، هذا رأيي الديمقراطي الحر، فهل علي ان اتنازل عنه لارضي ( عقيدة) علمانيي الشرق والغرب؟ لقد تغولت العلمانية واصبحت تقدس اكثر من الاديان نفسها من قبل منظريها!! من يعتقد ان دور الدين في اوروبا في السياسة صفر، فهو مخطئ. نعم الدين حيد بعض الشيء ولكنه موجود والدليل الاحزاب السياسة ذات الجذور الدينية وتدخل الكنيسة بشكل قوي في قضايا الاجهاض وزواج الشواذ الخ. وكذلك عدم خضوع رهبان الكنيسة للمحاكمة امام المحاكم المدنية بعد فضائح اغتصاب الاطفال في المدارس التابعة للكنيسة!! القائمة طويلة وتقبل تحيتي استاذ عبد الكريم وتحية موصولة للكاتبة الكبيرة الاستاذة غادة وللمعلقين الكرام.

  7. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    أختي غادة حلمك الكبير في نهاية المقال كان كرحيق الياسمين على الروح إنه حلم جميل نعم إنه حلم لكن لا ننسى أن أمريكا كلها بدأت بحلم من هذا النوع والأحلام ليست شيء خيالي بل غالبا ما تكون خطوة أولى تنير الطريق وتبعث الأمل فمن كان يصدق ذات يوم بأن الشركات الصناعية الكبرى وهي عنوان تقدم الرأسمالية ستهرول الواحدة تلو الأخرى إلى الصين الشيوعية لتجد مكانا لها قبل أن يسبقها الآخرين حتى أن الأمر وصل في ألمانيا إلى حد أن مثل هذه الشركات يتهمونا بأنها رخيصة ومتدنيه أخلاقيا والخيانة للوطن والمواطن الأمريكي الذي يفقد عملة بسبب رحيل هذه الشركات حيث اليد العاملة متوفرة بأجور أرخص

  8. يقول رؤوف بدران- فلسطين:

    يا للعجب…اول ستة معقبين , مكان سكناهم خارج الوطن العربي اما في اوروبا او في كندا , اهل هذا من باب الصدف !! ام هو نموذج لحالنا التعيس؟؟!
    ان حالتنا ليست من باب محبة ما نحن فيه , واكاد اجزم انه هروب مما كنا فيه !!
    كيف تجوز الاقامة في بلد لا يعترف باحترامي ليس لجرم اخلاقي اقترفته وانما بحسب انتمائي الديني او القومي ؟؟!!
    كيف يمكن البقاء وعدم الهروب من وطنٍ لا يؤمن اهله بقيمتي كمخلوق ؟؟!!
    ما الحل تتسائلين ؟ ومباشرةً تعطي الجواب , ان ذلك يتم عندما تتحول بلادنا الى اماكن قابلة للعيش , واقول واعيد العيش الكريم !!
    عندما يتحول حالنا العصيب الى منعطفٍ خصيب تبدأ ساعتها رحلة العودة للسوانح المهاجرة من ناحية الشمال صوب الجنوب …واعساه.
    سَلِم يراعك يا ربيبة المداد ومظهرة المفقود من خلال السطور يا غادة يا ابنة السمان والسلام

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      تعليقك جميل أخي رؤوف بدران- فلسطين ولقد حضر إلى ذهني عندما قرأته أن كثيرا من المهاجرين والمبدعين الأمريكيين هم في الأصل هربوا من أوربا بسبب بطش الأنظمة التي كانت تحكم بلادهم الأصلية في ذلك الوقت وخاصة النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا أو في أوربا الشرقية فيما بعد واليوم أيضا هناك كثيرا من كبار الكتاب والعلماء الذين تركوا روسيا بوتين وناجروا إلى أوربا وأمريكا إنها حالة مأساوية للبشر أنه مازال يوجد أنظمة حكم قمعية دكتاتورية رغم أننا على بعد عشرة آلاف سنة من بدء الحضارة الإنسانية وتماما في نفس المكان الذي تُرتكب فيها اليوم أفظع الجرائم الإنسانية

  9. يقول خليل ابورزق:

    نحن مجتمع فتي و اذا بدأنا السير على الطريق الصحيح فلن يحتاج الامر اكثر من اربعين عاما لنكون في صفوة الامم
    البداية هي في اقرار مبدأ الحريات للجميع و الديموقراطية كنظام سياسي. و الا فاننا سنراوح مكاننا.

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      لا أشاطرك الرأي يا أخي خليل ابورزق فالأمر سيكون صعباً جدا وسيستمر لعقود طويله لكن المهم طبعا أن نبدأ ولو بخطوات متواضعة في الاتجاه الصحيح

  10. يقول عمرو-سلطنة عمان:

    اعتقد ان المشكلة بالعرب المسلمين انفسهم يريدون ممارستة حرياتهم ومعتقداتهم وهم انفسهم لا يحترمون حريات سكان البلد الذي هاجرو اليه . اتاح لي الانترنت مشاهدة نماذج كثيرة من الشخصيات العربية المغتربة والتعليقات المفزعة مثلا كنت اقرا موضوع عن اغتصاب لاجئ لفتاة اروبية كانت التعليقات مؤيدة للفعل لان الاوربيات يمارسن الجنس مع الجميع وحسب المعتقد السائد فجسدها مباح للهتك والانفصام الحقيقي ان نفس هؤولا المؤيدين لهذا الفعل يدعون الاسلام والحرص على تعاليمه لهذا في احيان كثيرة اعذر مواطني الغرب المواطنين لا الحكومات وهناك فرق كبير ..
    بالنهاية ( لا يصلح الله ما بقوم حتى يصلحو ما بأنفسهم )

إشترك في قائمتنا البريدية