العنصرية: وسائل الإعلام أم قراؤها؟

حجم الخط
9

شهد صباح أمس جلسة اتهام قاتل النائبة البريطانية جو كوكس التي اغتيلت قبل أسبوع واحد من تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وسائل الإعلام أكدت أن القاتل نفذ جريمته على خلفية تعاطفه مع مجموعات عنصرية ونازية في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا، وفي اليوم نفسه نشرت اللجنة الأوروبية لمكافحة العنصرية والتعصب (إيكري) تقريرا يقول إن سلسلة من الصحف الأكثر توزيعا في بريطانيا ساهمت في نشر مفاهيم مهينة وعنصرية وعدوانية ضد المهاجرين حيث تمّ توصيفهم أحيانا بـ»الصراصير» وطالبت إحدى صحف التابلويد بمواجهة المهاجرين بالسفن الحربية وهو ما انعكس بزيادة الاعتداءات ذات الخلفية العنصرية أو الجنسية في بريطانيا وأدّى ذلك لتعرّض اللاجئين والمسلمين لهجمات عليهم.
وشهد مؤتمر حزب «المحافظين» البريطاني المنعقد حاليّاً دعوات صريحة من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى سياسة صارمة لخفض الهجرة إلى بريطانيا جنباً إلى جنب مع إعلانها بدء إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي في نيسان / إبريل المقبل، بحيث يتواشج الكره العام للمهاجرين مع فكرة الابتعاد عن أوروبا.
خبر آخر يتعلّق بالموضوع جاء أمس من ألمانيا حيث تعتزم السلطات القضائية فيها إعادة محاكمة رئيس حركة «بيغيدا» العنصرية الذي يواجه اتهامات التحريض ضد المهاجرين والذين وصفهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بأنهم «قطيع ماشية» و»حثالة» و»مجموعة قاذورات».
لا يختلف الأمر كثيراً في فرنسا فقد أصبح موضوع إهانة اللاجئين والتعريض بهم والتسابق على اختراع برامج لطردهم هو الموضوع المفضّل للتنافس بين المرشحين، وخصوصاً بين نيكولا ساركوزي، الرئيس السابق والمرشح مجدداً، وجان ماري لوبين، رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرّف.
وتعتبر المجر، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، في شخص رئيس وزرائها فيكتور أوربان، إحدى اليافطات المعبّرة عن اتجاه رفض المهاجرين هذا وقد دفعت حكومة أوربان وحركته «هنغاريا أفضل» ذات التوجه اليميني المجريين لاستفتاء موضوعه الأساسيّ هو المهاجرون، والذي بعد إلغاء نتيجته التي صوّتت برفض اللاجئين بسبب عدم حيازتها على نسبة تصويت كافية، أعلن أنه سيغيّر الدستور المجريّ لمنع الاتحاد الأوروبي من فرض استقبال نسبة لاجئين في بلاده.
ربط هذه الظاهرة، في حالة اللجنة الأوروبية لمكافحة العنصرية والتعصب، بوسائل الإعلام يفتح مجالاً لسؤال مقلق وهو: لماذا تقوم وسائل الإعلام الشعبية بتأجيج العنصرية والتعصّب، وهل يمكن أن يكون الأمر مقلوبا، وهو أن هذه الوسائل الإعلاميّة تقدّم للناس ما يريدون قراءته، وبالتالي فإن الأمر أعمق من تأجيج الغرائز العنصرية عند البشر ولا تفعل الجرائد والقنوات الشعبوية عمليّاً غير إيقاظ الوحش الكامن عند الجمهور؟
يحتاج الأمر استبياناً وتحليلاً أكثر لكنّ هذا لا يمنع من القول إن اللعب على مشاعر كره الآخر وتحميله خطايا تدهور شؤون الصحة والسكن والتعليم والفقر هو إحدى وسائل الفئات الحاكمة، في أنحاء الكرة الأرضية، لحرف المسؤولية عن أنفسها.
معرفتنا بأن هذه إحدى الوسائل المفضلة لدى حكومات الدول التي تحكم شعوبها بسلطات مطلقة وتسومهم سوء العيش يجعلنا نتساءل عن السبب الذي يدفع سلطات ديمقراطية لفعل الشيء نفسه، ولكنه، في الحالة البريطانية، سيعيدنا للمربع المغلق نفسه: هل السلطات تلعب لعبة كره الآخر أم أن الشعوب عنصرية بطبيعتها؟

العنصرية: وسائل الإعلام أم قراؤها؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    مشكلة اللاجئين بأوروبا صنعها الأوروبيين أنفسهم ! فدعمهم للطغاة أدى للجوء شعوبهم لأوروبا وكذلك المساهمة في أسباب النزاعات بين الدول خاصة في موضوع الحدود وبالتالي نزوح السكان عن مناطقهم خوفا من الحروب ثم طلب اللجوء
    نعم هناك مهاجرين قدموا لأوروبا لتحسين وضعهم المالي ولكنهم ليسوا لاجئين مستحقين للرعاية حسب القانون ولهذا يجب أن يتم الفصل بين المهاجر واللاجئ حتى تفهم الشعوب الأوروبية أنهم كانوا أيضاً لاجئين خصوصاً في الحرب العالمية الثانية وقبلها كانوا مهاجرين لأمريكا وكندا وأستراليا وووو
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Harry / UK:

    هل بعد ان استقبلت بلادي ملايين اللاجئين نصبح عنصرين ؟؟؟ ,,,

    1. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

      الأخ Harry
      لايوجد شعب عنصري وآخر ملائكي, سياسة عنصرية نعم كما في المجر, الحكومة البريطانية بحسب علمي لم تسن قوانين عنصرية ضد أعراق أخرى, ( فيكتور أوربان ) رئيس وزراء المجر يصرح علانية بأن هؤلاء العرب سيفسدون العرق المجري, هذه هي العنصرية الحقيقية, مع ذلك تجد بين أفراد الشعب المتهم بالعنصرية أناسا أجلاء, ملائكة يعملون ليل نهار لمساعدة اللاجئين وإيوائهم , أليس هؤلاء جزءا من ذاك الشعب المنصنف بالعنصري؟
      الصورة ليست بالقتامة التي يصور بها المشهد, على النقيض نجد دولة السويد مثلا والمفرح في الحالة , اليوم وفي أخبار الصباح يعلن الحزب اليميني المتطرف الذي كان دوما ينادي بطرد اللاجئين ( يصرح) بأن يجب وضع خطة لإدماج هؤلاء اللاجئين في المجتمع السويدي بأقرب وقت ممكن.لم يعد يدعو لطردهم, شيء جميل جدا, هي السياسة.

  3. يقول ع.خ.ا.حسن:

    سم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه {العنصرية: وسائل الإعلام أم قراؤها؟}
    الهجمة الصهيو صليبية الشرسة على الاسلام السني واتباعه في اغلب وسائل الاعلام الاوروبية المتصهينة هي الدافع الرئيسي لايجاد حاضنة شعبية عنصرية ضد هؤلاء المهاجرين المظلومين الهاربين من القمع والدموية والذين يبحثون عن ملجأ آمن في اوروبا. وعلينا ان لا ننسى ان الجهات المحرضة ضد هؤلاء المساكين هي المسؤولة الرئيسية عن قمعهم وتشريدهم من مواطنهم الاصلية.
    اليست اسرائيل واذرعها الصهيونية الاخطبوطية هي الموجه الرئيسي للحرب الهمجية الاستئصالية ضد السنة في جيرتها العربية الاسلامية؟ ولا يخفى على عاقل ان الهجمة الامريكية الروسية الايرانية على الاسلام السني المستفيد الرئيسي منها هي اسرائيل والتي تقود هذه الحملة الهمجية الموغلة في وحشيتها لتغيير التركيبة السكانبة حولها بعد ان يئست من تعايش هذه التركيبة السنية باكثريتها الساحقة مع وجود اسرائيل في فلسطين . ووجدت ضالتها في التغطية على سياسة ملالي ايران لتشييع جيرة اسرائيل العربية الاسلامية السنية بالاكراه الدموي والتهجير الاجباري مما يضطر الكثيرين للهجرة هربا بارواحهم ودينهم،والذين لا تجد بينهم شيعيا واحدا وكلهم من اهل السنة
    هوس كثير من نخب اوروبا حكاما واعلاميين ومفكرين وغوغاء ضد الهجرة لا مبرر منطقيا له،لان اوروبا تستطيع ان توقف هذه المذبحة في الشرق الاوسط ومن ثم توقف موجة الهجرة اذا تحررت من النفوذ الصهيوماسوني في بلدانها

  4. يقول حسن:

    ” المحافظون ”؟ وهم خدم للعالئلة المالكة لم يستطيعوا تحرير أنفسهم من الإقطاع الملكي المسلط عليهم وعلى مجتمهم ولد الإحباط لديهم فانعكس ذلك بعد تغلغل الحقد فيهم إلى عنصرية. مجالس لوردات، مجالس شيوخ . . . تقرر مصير شعوب أوروبا ككل. مرض كره الآخر وخاصة ضد العرب يختزل في الحروب الصليبية بأشكال مختلفة وبهدف واحد ألا وهو القضاء على العرب ولو أدى ذلك لفنائهم على بكرة أبيهم وهو ما لا يمكن أن يقع. حرب مستمرة وإلا ما لجأ عربي إلي تلك الأراضي التي في الواقع ملك للإنسانية جمعاء. يوم للعرب ويوم للإقصائيين وهكذا دواليك حتى تستقر الأمر في النهاية للعرب بعد سبات طال أمده.

  5. يقول فاروق قنديل.النمسا:

    الجواب : الإثنان معاً ؛ لأن هذه الحكومات ( الديموقراطية !!!؟) جاءت من شعوبها وليس من كوكب المريخ

  6. يقول سامح // الاردن:

    * للأسف ( العنصرية) موجودة في معظم دول العالم مع استثناءات قليلة جدا.
    * العيب في حكامنا وحكوماتنا التي تجاهلت
    حقوق الانسان وحولت البلاد الى سجون كبيرة
    بيئات طاردة للبشر .
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل دولة عنصرية.
    سلام

  7. يقول محمد صلاح:

    قبل ان نلوم شعوب الغرب واعلام الغرب يجب ان نلوم أنفسنا شعوبا وحكاما
    حكاما معظمهم يظلمون شعوبهم وينافقون الغرب ويتركوا المتشددين الاسلاميين ينشرون افكارهم التى لا تمس للإسلام الصحيحة بأى صله بشرط ان لا يمسوا الحكام ويتركوهم يحكموا ويظلموا شعوبهم
    وهذا أدى الى انتشار التشدد والارهاب
    وشعوبا عربية غنية تنظر الى شعوب عربية فقيرة نظرة انها اقل منها وتعايرها بفقرها وتنشر بينها أفكار متعصبة لا تمس بالإسلام الحنيف اى صله مماشجع ونشر جماعات تستخدم الدين للسيطرة سياسيا على الشعوب ونشر ما يشبه محاكم التفتيش فى القرون الوسطى فى الغرب
    كل ذالك ودول الغرب تنظر إلينا وتستغل ظروفنا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية
    ولكن عندما نتقل الى دولهم الغربية ونقوم بنشر مشاكلنا وتخلفنا وأفكارنا التى لا تتماشى مع حضارتهم ونشر ارهابنا فى مدنهم
    يحق لشعوب الغرب ان تغضب اذا اصبح اللاجئون المسلمين والعرب مصدر للارهاب ونشر الرعب فى بلادهم
    وخاصة اذا كانت وسائل الاعلام يسيطر عليها مناصرى اسرائيل الذين يصتادون فى المياة العكرة وينشروا ويدعموا مقولة ان العرب والمسلمين هى شعوب متخلفة تريد ان تنشر الاسلام بحد السيف

  8. يقول Tark:

    يجب ان نحمل المسؤولية لما يجرى من تميز عنصري والكره للاجانب واللاجئين ومنع وصولهم الى اوروبا والمطالبة بطردهم من كان في اوروبا الذي يتحمل ذلك جميع المنظمات الارهابية في سوريا كالنصرة وجيش الاسلام وفتح الاسلام وجبهة الزنكي وداعش وبقية المنظمة الارهابية هولاء من شوهوا سمعة الاسلام والمسلمين في اوروبا وهم من قتلوا السورين وشردوا من بقي الى اوروبا وبسلوك هولائك الارهابين المشين تجاه السورين هم سبب انتشار العنصرية في جميع البلدان الاوروبية

إشترك في قائمتنا البريدية