لندن ـ «القدس العربي» من محمد جميح: مع تفاقم الأوضاع المعيشية في اليمن، ومع انقطاع المرتبات الشهرية للموظفين، وارتفاع الأسعار، أعلن أستاذ في جامعة صنعاء، عن توقفه عن التدريس وبدء عمله الجديد في بيع القات، وقدم اعتذاره لطلابه، لانصرافه لعمله الجديد بسبب بحثه عما يقوم بمتطلباته وأسرته، لعجز الحوثيين عن صرفها لجميع موظفي قطاعات الدولة المدنية والعسكرية.
وقال الدكتور عبد الله معمر الحكيمي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجي في كلية الآداب في جامعة صنعاء في منشور على صفحته على «الفيسبوك»، مخاطباً طلابه: «ثقوا أن مهنة بيع القات في الأسواق العامة وإن كانت مستهجنة إلا أنها لا تنقص مني ومنكم مطلقا».
وأضاف: «فأنا أجدها (بيع القات) أشرف من مد اليد، أو غسلها بدماء الغير، فيدي لن تكون إلا طاهرة كما عرفتموها دائما، وعليكم أن تتذكروا جميعا ودوما بأني كنت أرفض احتساء كوب من الشاي على حساب أحدكم».
وأعتذر الحكيمي على صفحته بلغة عاطفية حزينة لطلبته في الجامعة عن إقدامه على هذا العمل بقوله «لا أجد من هو أحق بالاعتذار والإنحناء أمامه سواكم، من وهبتهم في يوم من الأيام عصارة ذهني».
وذكر أنه واثق من أنهم سيقدرون القرار الذي قال إنه «لا ولن يمس شرفكم وسمعتكم ويقلل من هاماتكم عندي مطلقا».
ووجه طلابه إلى عدم الالتفات إلى من يمكن أن يتعرضوا لهم بسبب هذا القرار، قائلاً إنه «إنسان جاهل أو غبي أو منافق فلا تأبهوا إلى قوله». وختم الحكيمي منشوره بعبارات «اليمن حرة أبية، نعم للدولة المدنية، نعم للسلام والأمن والأمان».
وقد لقي منشور الحكيمي تجاوباً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حمل الكثير على الحوثيين من جهة وعلى الحكومة من جهة أخرى لعدم قدرة الطرفين على دفع مرتبات الموظفين.
وخرج أحد المعلقين بحل بقوله: «أنت إنسان تستحق أن تكون في الجامعة، وعلى الطلاب أن يدفعوا لك».
واتخذ بعض المعلقين المادة موضوعاً للفكاهة رغم حساسية الموضوع، وعلق أحدهم قائلاً «شف لنا معك مقواتة (عمل في سوق القات) أو أي عمل».
ويعاني قطاع كبير من الموظفين من انقطاع المرتبات الحكومية على خلفية استقطاعات من الرواتب لصالح «المجهود الحربي» قبل أن تنقطع نهائياً خلال الشهرين الأخيرين.
كان الله في عون كل اليمنيين من كل الأطراف و الإتجاهات و لا أقول الطوائف لأن الشعب اليمني واحد في كل الأوقات.
لعن الله من زرع الفتنة بين الزيدية والشافعية.
من جهة أنا أقدر ظروفكم.
لكن تجوع الحرة و لا تأكل بثديها.
تحياتي من كل قلبي لقرار د. عبد الله معمر الحكيمي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجي في كلية الآداب في جامعة صنعاءبنزوله للعمل في بيع القات المُنتشر كالسرطان في بلده لأجل توفير لقمة عيشه.هذه ضرورة ؛ ولكنه كان بإمكانه أن يبحث عن عمل في احدى الدول أو يهاجر كلاجئ. كما هاجر الكثير دون مستواه العلمي؛ علماً ان أغلب من هاجر الى الغرب من لم يجدوا المجال في عملهم الاختصاصي, فالاهمال يحاصرهم كالموت البطيئ. هذا ما رايته عند الكثيرين وأعيشه أنا. لقد وجاهتني مشكلة الحصار خلال دراستي على حسابي الخاص في المانيا بمساعدة أخي المقيم فيها.فإما أن تبيع شرفك العلمي والإنساني والوطني والديني والخُلقي لقاء أن تمد يديك لمُمولين يوجهونك ضد كل معالم قيمك بوجودك ضد بني بلدك وجلدتك لكي يُقدَّم اليك العمل وتوابعه لخيانة كل المبادئ لكي تعيش متسولا بين أي دعاراتهم السياسية ضد بني جنسك. فتفقد طهارة الروح وتوابعها في كُلٍّ. أو الرفض: ففضلت العمل في كل عمل شريف كعامل في المصانع والمطاعم والحِمالة والتنظيف والبناء والترجمة لكي اضع لقمة العيش في جوفي لمواصلة الدراسة 25 عاما وإسقاطي في كل امتحان وسرقة بحثي قبل انهائه 3 مرات. هي حرب باسلوب آخر في بلد متقدم وسط أوروبا مع التشويه لسمعتي بما لا وجود له. فنحن العرب واقعون تحت حروب مُكثفة من الغرب بجهالة أنفسنا بأنفسنا وقتل بعضنا البعض على تفاهات… بلا ثباتنا على قِيَمنا الأصيلة. فمصير بلداننا الاربع بأيدي جُهَّالنا وخبثاؤنا وسفهاؤنا ولصوصنا على المناصب والمكاسب كالمرض الخبيث. انتقلتُ لسويسرا لكي اجد عملا مناسبا لشهادتي وخبراتي فمرفوض. فإما تكون لِصَّاً لهم اوتقبل بأقل عمل بسيط للعيش حتى ولو لديك جنسيتهم. فعملتُ فلاحا وهي أشرف مهنة من كل الشهادات الظالمة لنفسها وغيرها بكل إسلوب خفي دنيء. فالحياة لإمتحان عسير. فحروب هذه الدول الاربع حطَّمَتْ ما بناه كل المواطنين بلا استثناء عبر كل هذه السنين لأجل العيش الكريم كل في بلده!.فإذا يتحارب بعضا البعض بالاستعارة وبتلفيقات وبإجرام بكل حقوق الحياة والدين والانسان. لأجل تَسَلُّم السُلطة. ففي العراق أضحى النهب والقتل والطائفية عنوان المُتسلطيين بجهالتهم. وكذلك في دول أخرى.لقد أضحى التسول الجسدي والعمالة وأمراض أخرى سائدة لأجل العيش؛ كانتْ سابقا عارا وشنارا. فتبتْ أيْدي مَن يحرق بلداننا وقيمنا, ويُدمِّر عِزَّ بلداننا.