لندن ـ «القدس العربي»: تسببت الأزمة السياسية التي نشبت بين السعودية ومصر على خلفية تأييد مصر للمشروع الروسي في مجلس الأمن، في شائعات قوية تحدثت عن قرار لقناة «العربية» المملوكة للسعودية بإغلاق مكتبها في القاهرة، وهو ما نفته القناة على الفور وقالت إنه لا أساس له من الصحة.
وتداولت العديد من وسائل الإعلام المصرية وبشكل جماعي خبراً مفاده أن القناة السعودية التي تتخذ من دبي مقراً لها قررت إغلاق مكتبها في القاهرة، فيما جنحت وسائل إعلام أخرى إلى القول بأن القرار ليس إغلاقاً كاملا وإنما تقليلا في أعداد الموظفين، ونقلت بعض وسائل الإعلام عن «مصادر مطلعة» قولها إن سبب التقليص مالي بحت ولا علاقة له بالأزمة السياسية بين البلدين.
وسرعان ما نفت قناة «العربية» جملة وتفصيلا هذه الشائعات، وقالت إن أعمالها مستمرة في القاهرة، وإنها لا تنوي لا إغلاق مكتبها ولا تقليص عدد العاملين فيه، وأنه لا مشاكل مالية ولا سياسية في الأمر، وذلك على الرغم من أن عشرات المواقع والصحف في مصر تورطت بنشر الخبر الذي تبين أن لا أساس له من الصحة.
وقال مصدر داخل قناة «العربية» لـ«القدس العربي» إن الخبر كاذب بشكل كامل، وليس من الوارد مطلقاً إغلاق مكتب القناة ولا تسريح أي من العاملين في المكتب، مشيراً إلى أن المكتب الذي تعمل منه قناة «العربية» في القاهرة هو ذاته مكتب مجموعة «ام.بي.سي» وهو مكتب كبير يضم عدداً كبيراً من العاملين ويقوم بعمليات كبيرة في مصر.
ورجح المصدر أن يكون الخبر المكذوب له علاقة بالأزمة السياسية بين البلدين ومحاولة للاصطياد في الماء العكر من بعض وسائل الإعلام، وذلك بسبب أن السعودية كانت أصلاً مادة دسمة للإعلام المصري في أعقاب التصويت في مجلس الأمن الأسبوع الماضي.
وأصدرت قناة «العربية» بياناً حصلت «القدس العربي» على نسخة منه قالت فيه إن «بعض الصحف والمواقع الإلكترونية أشاعت خبراً عن إيقاف قناة «العربية» عملها في القاهرة، لكن الواضح للملايين الذين يتابعون القناة وشقيقتها «الحدث» أن العمل في مكاتب العربية يجري بشكل اعتيادي، ولا صحة على الإطلاق لهذه الشائعة».
وأكدت القناة حرصها على حضورها القوي في مصر، من خلال مكتبها ومراسليها في القاهرة ومختلف المحافظات المصرية، وذلك لما للخبر المصري من أهمية لدى متابعي شاشتي «العربية» و«الحدث» في مصر والبلدان العربية والعالم».
وكانت وسائل الإعلام المصرية قد شنت حملة كبيرة استهدفت السعودية خلال الأيام الماضية في أعقاب تصريحات السفير السعودي لدى الأمم المتحدة والتي قال فيها ان «من المؤسف أن يكون موقف ماليزيا والسنغال أقرب إلى العرب من الموقف المصري» وذلك بعد أن صوتت مصر لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن، وهو المشروع الذي يشكل دعما سياسياً لإيران في سوريا ضد السعودية وحلفائها.
ووصلت الحملة في مصر إلى درجة التطاول على الملك سلمان وابنه الأمير محمد من قبل بعض المذيعين والإعلاميين الذين وجهوا انتقادات لاذعة للسعودية، فيما اتهم الإعلامي المعروف وائل الابراشي السعودية بأنها تدعم الجماعات الإرهابية في سوريا.
وغادر السفير السعودي لدى القاهرة إلى الرياض لعدة أيام من أجل التشاور مع الحكومة السعودية، فيما أعلنت كل من القاهرة والرياض أن وفداً مصرياً سيزور السعودية لتدارك الموقف، إلا أن المفاجأة التي تلت ذلك تمثلت في أن مصر رفضت أيضاً التوقيع على رسالة سعودية قطرية وقعت عليها أكثر من 60 دولة وتطالب العالم بالتصدي إلى المجازر الروسية والإيرانية في حلب بسوريا.