الموصل ـ «القدس العربي»: شهدت الساعات الاخيرة المزيد من التطورات الهامة في اطار الاستعدادات النهائية لمعركة تحرير الموصل من تنظيم «الدولة».
فقد برزت مشكلة في توافد بعض وحدات القوات العراقية إلى الموصل للمشاركة في معركة تحريرها مرورا بالإقليم، وذلك من خلال اعتراض بعض وحدات البيشمركه على مرور وحدات عسكرية حكومية تحمل الرايات الحسينية في مناطق خاضعة للبيشمركه.
ودعا رئيس اللجنة الأمنية البرلمانية حاكم الزاملي في لقاء متلفز تابعته «القدس العربي»، قيادة البيشمركه إلى التدخل وتوجيه عناصرها بالسماح بمرور القوات العراقية التي تحمل الرايات الحسينية والمتوجهة نحو الموصل، مشيرا إلى وقوع بعض المشادات والمشاكل بين البيشمركه وقوات عراقية تحمل الرايات والإعلام الحسينية، حيث منعت البيشمركه مرور تلك القوات عبر الإقليم إلا بعد نزع الرايات.
وقال «ان الحسين يمثل كل المسلمين وليس الشيعة فقط، وان على البيشمركه ان لا يبقوا ضمن اجواء التوتر والشحن التي كانت موجودة قبل اتفاق حكومتي الإقليم والمركز مؤخرا على التعاون لتحرير الموصل».
وكان حمدي أفندي، القيادي في قوات البيشمركة في منطقة بعشيقة التابعة للموصل شمالي العراق، اعلن أنه لن يقترب أي شيعي من جبهاتنا خلال عملية تحرير الموصل المرتقبة من تنظيم الدولة الإرهابي.
وصرّح بأن الاتفاق الذي توصلت إليه بغداد وأربيل مؤخرًا بخصوص عملية تحرير الموصل، يقضي بعدم اقتراب أي عنصر شيعي من جبهاتنا، حتى وإن كان جنديًا في صفوف الجيش العراقي.
وذكر أن الاتفاق ينص على استخدام عناصر الجيش العراقي لجبهات البيشمركه في المناطق الشرقية والشمالية لمدينة الموصل، أن شروط الاتفاق المذكور، تراعي الظروف الحساسة في مركز مدينة الموصل.
وأشار القائد في البيشمركه إلى انه تم الاتفاق على دخول قوات أمنية خالية من المشاكل وتلقى قبولا من المدنيين في المدينة، منوها أن قوات البيشمركه لن تدخل المدينة أيضًا للحيلولة دون حدوث أي اشتباك أو صدام.
ويذكر المراقبون، ان بعض العناصر الشيعية التي لها ولاء لبعض الميليشيات ضمن الجيش والشرطة، تتعمد رفع الرايات الحسينية وإعلام الميليشيات على مركباتها العسكرية اثناء التنقل وفي المعارك، وهو ما يعتبره السنة والكرد استفزازا لهم.
وضمن التحشيدات لمعركة الموصل، تحركت وحدات عسكرية تابعة للقوة 70 في بيشمركه كردستان، من مدينة السليمانية إلى اطراف مدينة الموصل.
ونقل موقع الاتحاد الوطني الكردستاني عن مصدر مطلع ان «وحدات تابعة للقوة 70 في بيشمركه كردستان، تحركت من مدينة السليمانية، امس الأول السبت، إلى اطراف مدينة الموصل للمشاركة في تحرير المدينة من العصابات الإرهابية».
واكد المصدر ان «هذه الوحدات لديها خبرة كبيرة في خوض المعارك واستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وقد حققت العديد من الانتصارات على الإرهابيين».
ومعروف ان القوات الكردية (البيشمركه) في إقليم كردستان، يتبع بعضها الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني في أربيل، بينما يتبع بعضها الاتحاد الوطني بقيادة جلال الطالباني في السليمانية.
ووجه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، بتشكيل الفريق الاستشاري الاعلى لتنسيق فعاليات ايواء النازحين من مناطق محافظة نينوى.
وقال المكتب الإعلامي في بيان، إن العبادي، وجه خلال الاجتماع الذي عقده بشأن الاستعدادات المتعلقة بالعمليات الإنسانية لتحرير الموصل بتشكيل الفريق الاستشاري الاعلى لتنسيق فعاليات ايواء النازحين من مناطق محافظة نينوى، داعيا «الوزارات والمحافظات والجهات الاخرى بالاستجابة الفورية لتأمين متطلبات اغاثة النازحين وادامة الخدمات لمخيماتهم من خلال خلية ادارة الازمات المدنية، وبالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان والامم المتحدة».
واضاف أنه وجه ايضا بتشكيل فريق التدقيق الامني لعمليات تحرير الموصل، للاسراع بتأمين استقبال النازحين وضمان رعاية العوائل بالتعامل الانساني المطلوب، مؤكدا تشكيل فريق ميداني للاشراف على عمليات الاجلاء وتقديم الاغاثة الطارئة لضمان سلامة النازحين.
ومن جهة اخرى، نفت وزارة البيشمركه في حكومة إقليم كردستان، إقامة تركيا لقاعدة عسكرية في محافظة دهوك. وأكد الأمين العام للوزارة الفريق جبار ياور، في تصريح صحافي، انه»لا توجد أية قاعدة عسكرية لتركيا في دهوك او داخل الإقليم، وهذه المعلومات غير صحيحة ولا دقة لها».
وعن وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة شمال مدينة الموصل، قال أن «لا نتدخل بهذا الموضوع كونه أمر سيادي ومن حق الحكومة الاتحادية أن توافق او لا توافق على وجود مثل هذه القوات داخل الأراضي العراقية».
وإذا ما كانت قوات البيشمركه ستخضع لأمرة القائد العام للقوات المسلحة في معركة تحرير مدينة الموصل، قال ياور «هناك قيادة العمليات المشتركة وخطة مشتركة بين الإقليم وبغداد لادارة هذه المعركة، وكل القوات المشاركة تلتزم بتنفيذ العملية».
وكان مسؤول الهيئة القيادية للجبهة الديمقراطية الشعبية في إقليم كردستان محمد كياني، اعلن أن تركيا قد أنشأت قاعدة جديدة لها في العمادية في محافظة دهوك قبل أسبوع.
وادعى في بيان له، أن «هناك 18 قاعدة تركية في العراق حالياً، وقد بنى الأتراك قاعدة جديدة في العمادية» مبيناً أنه «ليس من صلاحية سلطة إقليم كردستان إعطاء الأذن بدخول قوات أجنبية، فهذا الأمر من صلاحية الحكومة الاتحادية حصراً».
يذكر ان تعزيزات عسكرية تزيد على 12 لواء عسكريا تطوق مدينة الموصل من جميع المحاور، وتتكون من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركه والحشد الشعبي، استعدادا لبدء معركة تحرير الموصل من تنظيم «الدولة» الذي احتلها منذ 2014.
مصطفى العبيدي
كفى لتوظيف الدين لتبرير القتل ……..فقد مللنا !