بريطانيا كانت خائفة من مواجهة الشيعة واسبانيا تركتنا وحيدين في النجف.. سورية حرضت علي الجهاد في العراق.. والبنتاغون جعلني كبش فداء لاخطائه
الحاكم الامريكي السابق في العراق بول بريمر في كتابه عامي في العراق :بريطانيا كانت خائفة من مواجهة الشيعة واسبانيا تركتنا وحيدين في النجف.. سورية حرضت علي الجهاد في العراق.. والبنتاغون جعلني كبش فداء لاخطائه لندن ـ القدس العربي :قال بول بريمر، الحاكم الامريكي السابق في العراق في مذكراته التي ستنشر لاحقا نهاية الاسبوع انه منذ ان استلم مهمته كرئيس لم يكن يعرف بسلطة التحالف في بغداد، في ايار (مايو) 2003 وحتي خروجه علي استحياء في حزيران (يونيو) 2004 كانت لديه العديد من التحفظات حول مستوي عدد القوات في العراق وقام بطرح الموضوع اكثر من مرة مع الادارة الامريكية في واشنطن علي اعلي المستويات بما في ذلك الرئيس جورج بوش.كما دافع في كتابه الذي يحمل عنوان عامي في العراق: المعركة لبناء مستقبل الامل عن قراره بحل الجيش العراقي السابق، وهو القرار الذي اعتبره عدد من المحللين سببا في تصاعد قوة المقاومة العراقية ضد القوات الامريكية. وقال ان معظم وحدات الجيش حلت نفسها بنفسها، وخشي انه ان دعاها للعودة الي وحداتها ان ينتهي الجيش بقوة من العرب السنة.وهاجم بريمر، حلفاء امريكا في الحرب، خاصة بريطانيا التي قال انها كانت خائفة ركبتاها ترتجفان ، ومترددة قدم باردة عندما تعلق الامر باعتقال الزعيم الشيعي الشاب، مقتدي الصدر.وفي الكتاب يقول بريمر، انه ارسل الي دونالد رامسفيلد نسخة من تقرير اعده معهد محترم قدر فيه ان وزارة الدفاع تحتاج الي 500 الف جندي للسيطرة علي العراق، كما فشل رامسفيلد بالاستجابة لطلب بارسال فرقتين عسكريتين اضافيتين الي العراق في العام 2004، قوامهما 30 الف جندي. ويقول بريمر انه كان قلقا من مستوي الجيش الامريكي في العراق وقال بالتعبير عن قلقه للرئيس جورج بوش في اكثر من مناسبة، كانت احداها حزيران (يونيو) 2003، حيث اتصل مع بوش الذي كان يترأس جلسة لمجلس الامن القومي، عبر الفيديو. واخبر الرئيس قائلا انا قلق من فكرة تخفيض عدد قواتنا هنا (العراق) في فترة سريعة .واضاف قائلا ليس كافيا القول ان يتم استبدال الجيش والمارينز، بقوات من دول اخري .وفي عدد من اللقاءات التلفزيونية قال بريمر انه منذ بداية ولايته في العراق طرح مرارا مشكلة عدد القوات الامريكية المحدود. وقال بريمر انه عبر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 امام نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني عن قلقه من عزم البنتاغون تخفيض عديد القوات الامريكية في العراق اعتبارا من ربيع 2004، وان تشيني اجابه بانه يشاطره هذا القلق. وهاجم في فقرة من كتابه القوات الاسبانية التي قال انها فشلت في دعم الجيش الامريكي الذي كان يواجه رصاص قوات جيش المهدي في مدينة النجف، حيث قال كانوا يجلسون في المعسكر حول المصفحات لا يعملون اي شيء .وقال كان الامر مثيرا للغضب ووصف التحالف الذي اطلق عليه رامسفيلد الدول الراغبة بانه تحالف الدول ـ التي لا ـ ترغب . واتهم بريمر دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفويتز بانهما كانا يريدان تخفيض عدد القوات في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة المقاومة العراقية، مشيرا الي ان البنتاغون كانت تعاني من عجز مؤسس ، واخبر بريمر، كوندوليزا رايس، مستشارة الامن القومي في حينه اصبحنا في وضع سييء: محتلين عاجزين .وركز بول بريمر عباراته الانتقادية الاشد عندما تحدث عن المعارضة العراقية التي جاءت علي ظهر الدبابات الامريكية، والتي شكل منها بريمر اول مجلس للحكم، حيث وصفها بالعجز عن تنظيم استعراض فكيف الحال ببلد . ولا يخلو الكتاب من الحديث عن الخلاف بين وزارة الخارجية الامريكية والدفاع حول الطريقة المثلي لادارة الاحتلال، حيث كتب يقول ان رامسفيلد لم يكن سعيدا عندما تسلمت رايس ملف العراق في نهاية عام 2003.واكد متحدث باسم البنتاغون ان رامسفيلد فعلا تلقي طلبا من بريمر، الا انه بعد دراسة الطلب قرر عدم الاستجابة له. وما يظهر في كتاب بريمر هو ان واشنطن ذهبت للعراق ولم تكن لديها خطة واضحة لادارته او اعماره بعد سقوط نظام صدام، كما ان واشنطن لم يكن لديها المعلومات الامنية الجيدة التي تجعلها قادرة علي رسم استراتيجية واضحة لمواجهة المقاومة.ويشير الي سذاجة الامريكيين الذين لم يكونوا عارفين بالاثار المدمرة التي احدثها الحصار الذي فرض علي العراق لعشرة اعوام، واثر علي الوضع الاقتصادي والبنية التحتية.ويقول بريمر ان البنتاغون وطاقمها حاولوا تحويله لكبش فداء حيث لاموا كل الفشل عليه، مع ان قرار حل الجيش العراقي كان قد اتخذ شخصيا من قبل نائب وزير الدفاع بول وولفويتز، مدير البنك الدولي الحالي، واقره بعد ذلك رامسفيلد، ثم الرئيس بوش. وعن عمليات تدريب قوات الشرطة والامن العراقيتين يقول بريمر ان قائد القيادة الوسطي، المسؤولة عن العراق، الجنرال جون ابي زيد الذي قال انه بالغ بالحديث عن جاهزية القوات العراقية، وذلك لتبرير عملية تخفيض اعداد القوات الامريكية في العراق. وقال ان وولفويتز، ودوغلاس فايث كانا يحثانه بشكل مستمر علي تسليم السلطة للعراقيين. ويتحدث بريمر عن لحظة قاتمة اثناء عمله في العراق عندما ناشد الرئيس الامريكي لدعمه في الصراع الداخلي، حيث قال انه قلق من اثر الاستعجال المفروض علي البنتاغون بسبب الضغوط السياسية التي ستؤدي الي تحميله المسؤولية واظهاره بمظهر الرجل الفاشل. وكان بريمر يتحدث مع الرئيس بوش الذي بدأ متعجبا من حديثه، حيث اجاب وضع وزارة الدفاع هو التوصية بانهاء سريع للاحتلال، ولكنني رفضت ذلك، وعليه فاي خطأ من الان وصاعدا ساكون مسؤولا عنه . ومع كل هذا يقول بريمر ان الحرب علي العراق عمل نبيل يجب الاستمرار به. وعن المقاومة يقول ان البنتاغون كانت تعتقد انها مجموعة صغيرة من اتباع الرئيس السابق صدام حسين، ولكنه يقول انه اطلع في صيف 2003 علي وثيقة اعدتها مخابرات النظام السابق قبل اشهر من الغزو وتتحدث عن سبل اعادة تنظيم المقاومة وبناء خلايا سرية. ومع تصاعد قوة العمليات العسكرية للمقاومة صار بريمر مقتنعا ان هناك حاجة بزيادة اعداد القوات الامريكية، وهو المفهوم الذي اكده قائد القوات الامريكية في العراق ريكاردو سانشيز، الذي قال ان وحدتين اضافيتين ستكونان قادرتين للسيطرة علي بغداد. ويقع كتاب بريمر، في 414 صفحة وصاغه كاتب محترف هو مالكوم ماكونيل، ويحتوي علي تفاصيل ومذكرات عن الجلسات والحوارات التي كانت تدور خلف الاضواء. واشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الي ان بريمر اشار في كتابه الي دعوة الرئيس السوري بشار الاسد لاحد قادة الشيعة باعلان الجهاد ضد الامريكيين. وقالت ان التقرير جاء من المرجعية الشيعية، اية الله السيستاني. وبحسب بريمر، فالمعلومات مررت اليه عبر موفق الربيعي، واستدعي بشار الاسد بحسب الربيعي الثورة التي اعلنها الشيعة علي البريطانيين عام 1920. ويقول بريمر ان الخبر صعق الامريكيين واعتبره فعلا غير مسؤول من بشار حسبما يقول هذه الرسالة غير مسؤولة من الاسد، لو نجحت لادت لمواجهة دموية علي جبهتين لقوات التحالف . ومع ذلك فبريمر يعتقد ان المشاكل التي واجهت امريكا في العراق كانت بسبب عوامل داخلية، حيث دعا الي تحجيم دور مقتدي الصدر، وهي الدعوة التي قابلها البريطانيون بالتردد خشية ان تؤدي لانتفاضة ضدهم في الجنوب. وجاءت تصريحات بريمر، في الوقت الذي اكد فيه الرئيس بوش في خطاب القاه امام جمعية قدماء محاربي الجيش الامريكي هاجم فيه المعسكر الناقد للحرب، في اشارة واضحة للديمقراطيين، ودعا في عام انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الي اجراء مناقشات تجلب الثقة في ديمقراطيتنا لا الراحة لاعدائنا . وتنبأ بمزيد من العمليات العسكرية في العراق في عام 2006 الحالي لكنه قال انه يعتقد ان تقدما سيتحقق في مواجهة المسلحين وفي العملية السياسية العراقية وفي اعادة الاعمار خلال العام.
mostread1000000