مدريد ـ ‘القدس العربي’: تستمر جبهة البوليساريو في الرهان على البرلمانات الأوروبية لتحقيق الدعم لقضية استفتاء تقرير المصير، وخلال أيام معدودة استطاعت الحصول على دعم من البرلمان الإيطالي وتفهم من أحزاب يسارية في البرلمان الفرنسي. ويحدث هذا في وقت لا تقدم فيه دبلوماسية المغرب على مبادرات وسط الاتحاد الأوروبي للدفاع عن الحكم الذاتي.
في هذا الصدد، شكل البرلمان الإيطالي لجنة تضامن مع جبهة البوليساريو مكونة من جميع الأحزاب السياسية الممثلة في هذا المجلس التشريعي. وجاء تشكيل هذه اللجنة الأسبوع الماضي، وفق منابر مقربة من البوليساريو ووفق أجندة البرلمان الإيطالي. وتضم اللجنة كل القوى السياسية الممثلة في البرلمان وهي: الحزب الديمقراطي وحزب شعب الحرية والاختيار المدني وحركة البيئة والحرية وحركة 5 نجوم الحديثة التأسيس ورابطة الشمال، هذه الأخيرة التي تلتقي مع البوليساريو في مبدأ الانفصال لأنها ترغب في استقلال شمال إيطاليا.
ويأتي تضامن البرلمان الإيطالي مع جبهة البوليساريو والدفاع عن مبدأ تقرير المصير ضمن مساعي حركة البوليساريو في إيطاليا، حيث ركزت نشاطها على هذا البلد الأوروبي خلال الثلاث سنوات الأخيرة بشكل مكثف للغاية، وانتهى بتأسيس هذه اللجنة.
وفي تطور آخر مرتبط بهذا الملف، أسس ‘اليسار الجمهوري الديمقراطي’ في البرلمان الفرنسي مؤخرا مجموعة عمل ودراسة حول نزاع الصحراء الغربية، ويحدث هذا لأول مرة في المجلس التشريعي الفرنسي. وهو مؤشر على بداية اقتحام جبهة البوليساريو لمؤسسات بلد يعتبر من أكبر المساندين لموقف المغرب في النزاع.
ويأتي تأسيس هذه المجموعة، وفق مصادر فرنسية ومنابر إعلامية مقربة من البوليساريو، بعد سنوات من الضغط في المجلس الوطني الفرنسي مارسه أفراد اليسار الديمقراطي والجمهوري المكون من نواب من اليسار ونواب من مناطق ما وراء البحار الفرنسية.
وستقوم هذه المجموعة بالاهتمام بنزاع الصحراء والتعريف به وسط هذه المؤسسة التشريعية الفرنسية وكذلك تقديم مبادرات سيصب أغلبها في هذا النزاع. ويؤكد وجه سياسي بارز في المجموعة وهو نيكولاس سانسو أن ‘فرنسا يجب أن تنخرط في البحث عن حل لنزاع الصحراء بشكل نشيط’.
وتدخل هذه المبادرة ضمن مساعي البوليساريو التسلسل الى المؤسسات السياسية الفرنسية بحكم الوزن الثقيل لفرنسا في نزاع الصحراء بسبب تأييدها للحكم الذاتي كحل لهذا الملف. ونجحت جبهة البوليساريو في نسج علاقات مع اللوبي الزراعي الرافض للمنتوجات الزراعية المغربية، ونظمت ندوات وسط المجلس الوطني الفرنسي خلال الثلاث سنوات الأخيرة، والآن تحقق مجموعة عمل رسمية حول الصحراء.
وتنهج حركة البوليساريو الرهان على تأييد البرلمانات الأوروبية لها بل وكذلك محاولة الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية. ونجحت في حصد تأييد البرلمان الإسباني وباقي برلمانات الحكم الذاتي ثم برلمان السويد الذي اعترف بجمهورية الصحراء المعلنة من طرف واحد على تأييد مطلق من برلمان إيرلندا واحتمال تأسيس لجن أخرى في الدول الإسكندنافية والنمسا.
وفي المقابل، لم ينجح المغرب في تأسيس ولو لجنة برلمانية واحدة في أوروبا تتضامن مع الحكم الذاتي، وهذا العجز في النتائج والتواصل يدفع الكثير من المراقبين المغاربة الى طرح الكثير من التساؤلات حول الاستراتيجية التي تنهجها الدبلوماسية المغربية.
ابحثوا عن الشرعية الدولية، ستجدون الإجابة للتساؤلات التي ختمتم بها هذا المقال، الإجابة الكافية الوافية لسبب الإخفاقات المتتالية للنظام المغربي، المدعوم فرنسيا، في هذه الحرب الظالمة ضد الشعب الصحراوي المسالم.
إنها الشرعية و القانون الدولي الذي يقف إلى جانب الشعب الصحراوي الذي يخوض كفاحا مريرا ضد أخوة الدم والعقيدة الذين سكنهم التوسع و تلبسهم شيطان الأهواء و اعتنقوا عقلية القرون الوسطى البالية التي تستحل دم، عرض وأرض الجار دون وازع ولا ضمير. فلا غرو إذن من أن يخسر المغرب كل معاركه الديبلوماسية والسياسية، رغم مساندة الدول العطمى، التي حولت أرضه إلى مجرد ضيعة خلفية لمصالحها، له.
ستظل سياسات المغرب رهينة للفشل الذريع، ما لم يراجع بشكل جذري سياساته التوسعية، بل ويستبدلها بسياسة مبنية على حسن الجوار و الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في الوجود، والتعامل مع دولته كحقيقة لا رجعة فيها، وكعنصر استقرار و نماء للمشروع المغاربي لا يمكن تجاهله ولا اقصاءه.
عار ما تقول، أنتم صنيعة الجزائر والقذافي وفترة الحرب الباردة، الشعب المغربي كله مع وحدة أراضيه. ونتمنى من كل الشعوب العربية تتوحد يا انفصاليين وعشاق التفتت والتمزيق. الصحراء أرض مغربية استعمرتها اسبانيا تم استرجاعها. والمغرب في صحرائه وسنموت على كل ذرة رمل ولا نترك الانفصاليين يقسموا بلدنا. عد للتاريخ واقرأ عن المغرب وعن المملكة الشريفة.
الصحراويون في المغرب يعيشون في نعيم وينعمون بالحرية
انشري يا قدس عربي وابقي محايدة