هؤلاء يدمرون الجيل الذهبي للمنتخب الجزائري؟

حجم الخط
1

عندما انتشر خبر عن قرب تولي مدرب منتخب بلجيكا السابق مارك ويلموت تدريب منتخب الجزائر، انتابتني «قشعريرة» ممزوجة بين السخط للجوء الى مدرب فاشل، وبين الخوف على جيل ذهبي من مواهب «محاربي الصحراء».
حتى كتابة هذه السطور لم يتأكد بعد تعيين مدرب للمنتخب الجزائري خلفاُ للصربي ميلوفان رايفاتش الذي لم يستمر في تدريب الفريق سوى أربعة شهور، بل هناك شكوك بأن المدرب المقبل سيأتي ويده على قلبه، من مهمة ستكون شاقة، ان لم أقل مستحيلة، ليس بسبب قلة المواهب، بل بسبب الضغوطات الهائلة التي سيتلقفها على عاتقه من جهات عدة، بدءا من الاتحاد الجزائري للعبة، مروراً بالاعلام الشرس والقاسي والغيور على فريقه، وصولاً الى لاعبين نجوم يتمتعون بأمزجة مختلفة ورؤى صعبة، والغريب أن اقل هذه الضغوطات يأتي من الجماهير.
بداية، عندما نريد أن نتوقع من المرشح الأبرز للفوز بكأس أمم افريقيا المقبلة في الغابون مثلاً، أو نريد معرفة من هو أقوى منتخب افريقي حالياً، فاننا عادة نحصي عدد نجوم المنتخبات المرشحة التي تلعب في الدوريات الأوروبية، ونقلص الاحصاء بحصر النجوم الذين يلعبون لكبار الاندية الاوروبية، بل نكتفي بالبطولات الخمس الكبرى، ومن بعده نقيم كل منتخب افريقي بحسب نجومه في هذه البطولات، وبناء على هذه القاعدة نجد الجزائر، ربما الأبرز بفضل نجومه رياض محرز واسلام سليماني وياسين براهيمي وسفيان فغولي، بالاضافة الى العربي هلال سوداني وسافير تايدر وعدلان قديورة وغيرهم، ومن هنا أدخل الى النقطة الاولى في عتبي على اهدار هذه المواهب والتي تمثل الجيل الذهبي الثاني للكرة الجزائرية، وهي الاتحاد الجزائري برئاسة محمد روراوة صاحب النفوذ، والذي لا أرى انه يتعامل بجدية لبناء هذا الجيل باختيار مدرب يتلاءم مع قدراتهم، فاذا جاء فيلموت مدرباً جديداً، فهو المدرب الذي أثبت فشله بجدارة في قيادة جيل ذهبي في الكرة البلجيكية وأهدر 4 سنوات من حياة هؤلاء النجوم في بطولتين كبيرتين، مثلما كان سلفه رايفاتش مغموراً ومحدود الكفاءة، الى أن ثار عليه نجوم المنتخب بسبب سوء انتقائه للتشكيلة، ما قاده الى الرحيل، والغريب أن السبب الذي قاد الى اختياره في الدرجة الاولى مدربا خلفا للفرنسي كريستيان غوركوف، هو رخص مطالبه المادية، وليس قدراته الجمة، رغم محاولة الاتحاد الجزائري تبرير تعيينه بأنه درب غانا، أي ان لديه تجربة افريقية، لكنني أخشى أن الاتحاد الجزائري سيدفع الثمن غالياً بفقدان فرصة التأهل الى المونديال الروسي، خصوصاً أن مجموعته في التصفيات هي الأقسى والاشرس، بسبب التضحية بايجاد مدرب من العيار الثقيل من أجل ترشيد الانفاق، رغم عقود رعاية وارباح من المشاركات الخارجية. والنقطة الثانية، والاهم هي تعامل الأعلام المحلي مع المدربين ومع كل أداء وعرض للمنتخب، يفوق التصور في كثير من الاحيان، وأراها ردود فعل مبالغاً فيها بشدة، وتقود عادة الى نفور المدرب، مثلما حدث من خليلوزيدتش وغوركوف. والنقطة الثالثة هي اللاعبون، وتحديد أدوارهم، وعدم تشجيعهم على التمرد واستلام زمام الامور في تحديد المدربين ومهماتهم وخططهم وتشكيلاتهم، لان هذا لن يقود الى لمزيد من التخبط.
أتمنى التوفيق للكرة الجزائرية، وأتمنى رؤية «محاربي الصحراء» في مونديال روسيا 2018، مثلما أتمنى ألا يضيع هذا الجيل الذهبي هباء.

twitter: @khaldounElcheik

هؤلاء يدمرون الجيل الذهبي للمنتخب الجزائري؟

خلدون الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول وليد:

    السيد خلدون الشيخ
    تحية طيبة و بعد
    أرى انك تجانب الحقيقة، فلا اعلم كيف تحدد انت النجاح و ما هي المقومات التي تستند عليها. انت تقول ان رايفاتس فاشل و محدود الكفاءة فكيف له و هو كما تصفه ان يقود منتخب غانا و بتشكيلة شابة الى ربع نهائي كاس العالم 2010 وكاد ان يمر الى المربع الذهبي لولا يد لويس سواريز الملعونة و الطريقة الرعناء التي نفذ بها اسامواه جيان ركلة الجزاء المحصل عليها في آخر انفاس المباراة. و كيف له ان يقود نفس التشكيلة الشابة الى نهائي كاس افريقيا لنفس العام و ينهزم بصعوبة امام المنتخب المصري بنجومه المعروفة بقيادة الساحر ابو تريكة.
    فاعلم ان روراوة كان متمسكا برايفاتس و ان الاخير هو من رفض العمل مع لاعبين غير منضبطين دبروا له انقلابا بقيادة من تقول انهم الجيل الذهبي سفيان فيغولي الذي يلازم الاحتياط في واست هام الانجليزي (وهو ناد مغمور لم يشارك مطلقا في رابطة ابطال اوروبا) كما انه لم يفارق الدكة لاكثر من 6اشهر في فالانسيا الاسباني العام الماضي. و الآخر و اقصد براهيمي الذي لا يفارق الدكة في بورتو البرتغالي. ثم لقد شارك الاثنين في كاس افريقيا الماضية بغينيا الاستوائية و لم يقدما شيئا يذكر بل انهما كانا يمشيان عوض الكفاح فوق ارضية الملعب و مع ذلك لم يستبدلا مطلقا وجرى تفضيلهما على لاعب مثل عبد المؤمن جابو الذي سجل هدفين في كاس العالم لا لشيء الا لانهما مزدوجا الجنسية و هو لا يحمل الا جنسية واحدة الا و هي الجزائرية

إشترك في قائمتنا البريدية