الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قالت مصادر أمنية إسرائيلية وُصفت بأنها رفيعة المستوى، أمس الثلاثاء، إنه من المقرر أنْ تصل الدفعة الأولى من الصواريخ الروسية من طراز S300 إلى سورية في غضون الأسابيع القليلة القادمة، مشيرة إلى أن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الدولة العبرية والضغوطات التي مارستها لإحباط الصفقة الروسية-السورية فشلت. ونقل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، أليكس فيشمان، عن المصادر قولها إن الجيش الإسرائيلي بات في حالة ترقب ويقظة، ذلك أنه من غير المستبعد بالمرة أن يؤدي الأمر إلى تصعيد على الجبهة الشمالية، على حد تعبيرها. وكشفت المصادر النقاب عن أن إسرائيل أبلغت روسيا بشكل حازم بأنها لن تتحمل نصب بطاريات الصواريخ من الطراز المذكور في سورية، لافتةً إلى أن الدولة العبرية، تستعد في هذه الأيام، بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية لبذل الجهود الدبلوماسية الأخيرة لثني روسيا عن إخراج الصفقة إلى حيز التنفيذ، وتزعم تل أبيب، بحسب المصادر عينها، أن روسيا تُريد تنفيذ الصفقة لأسباب اقتصادية، وليست سياسية فقط، وأشارت المصادر أيضا إلى أنه حتى الآن فشلت جميع المحاولات المشتركة لكلٍ من تل أبيب وواشنطن لإحباط الصفقة عن طريق تعويض روسيا على خسارة حوالي مليار دولار.
وفي تلميح مباشر إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى المواجهة العسكرية، نقلت ‘يديعوت أحرونوت’ عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أكدت على إنها عالية المستوى، قولها إن المصادر أوضحت بشكل غير قابل للتأويل بأن الدولة العبرية لن توافق على نصب بطاريات الصواريخ الروسية على الأرضي السورية، لأن نصبها، سيؤثر سلبًا على تفوق سلاح الجو الإسرائيلي، وسيمنعه من حرية التحليق على الجبهة الشمالية، وليس فقط لمواجهة التهديد السوري، كما أنه بحسب المصادر عينها، فإن إسرائيل ترفض الصفقة جملة وتفصيلاً لخشيتها من أنْ تصل هذه الصواريخ إلى ما أمستها بالتنظيمات المعادية، إن كان ذلك لحزب الله، أوْ للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في حال سقوط نظام الرئيس د. بشار الأسد، وحذرت المصادر نفسها قائلةً إن نصب صواريخ S300 على الأراضي السورية تعتبره إسرائيل خطيرا جدا، وستتعامل مع هذه الصواريخ على أنها تُشكل خطرًا كبيرًا على مصالحها الحيوية، على حد قولها.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن نصب البطاريات الجديدة هي جزء من صفقة روسية -سورية لتزويد الأخيرة بصواريخ أرض جو متطورة ومتقدمة، وأنه فقط في الآونة الأخيرة انتهى الروس من نقل الأدوات اللازمة لتركيب صواريخ SA22 وSI17 مشددةً على أن هذه الصواريخ زادت من قوة الدفاعات الجوية السورية بعدة درجات، كما أشارت إلى أن النوعين الجديدين يعتبران تكتيكيان، أي أن باستطاعتهما إسقاط طائرات على ارتفاع متوسط ومنخفض، في حين أن صواريخ S300 تعتبر صواريخ إستراتيجية القادرة على الوصول إلى مئات الكيلومترات، على حد قول المصادر الإسرائيلية.
وأشارت المصادر الأمنية في تل أبيب إلى أن نصب الصواريخ الروسية الجديدة على الأراضي السورية تُشكل أيضًا مشكلة عويصة للولايات المتحدة الأمريكية، لافتة إلى أن قائد هيئة الأركان العامة في الجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، كان قد صرح مؤخرا أن القرار الأمريكي بتزويد المواطنين السوريين العزل بالمساعدات الإنسانية سيُحتم على الولايات المتحدة القيام بـ700 طلعة جوية للتملص من الصواريخ الروسية الحديثة، على حد تعبيره.
كما أشارت المصادر نفسها إلى أنه في الفترة الأخيرة قامت روسيا بتوجيه رسالة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية مفادها أنها على استعداد لتزويدها بصواريخ S300، ولكن حتى الآن، أضافت المصادر لم يُعرف ماذا كان رد فعل الإيرانيين، وهل استجابوا للرسالة أم لا، وذلك لأن الروس اقترحوا على الإيرانيين صواريخ من هذا الطراز ولكنها أقل تطورًا، كما قالت المصادر في تل أبيب.