تعقيبا على مقال الياس خوري: عن نوبل وأشياء أخرى
تسييس الجوائز
هذا صحيح يا أخي الياس الجوائز حسب معرفتي (أقصد المعروفة أو ذات الشهرة منها وعذراً للتعميم أنا لا اعرفها جميعها) أصبحت جزءا من المنظومة السياسية والإعلامية في العالم وهو أمر ينطبق حتى على الجوائز الصغيرة.
بالنسبة لجائزة نوبل لو نظرنا إلى نصيب العرب منها باستثناء نجيب محفوظ الذي لا أستطيع تقييم حالته (وربما البرادعي حيث لا أملك ما يكفي من المعرفة لتقييمها أيضاَ) نجد أن جوائز السلام أو الكيمياء لأحمد زويل كانت خدمة لإسرائيل، بغض النظر إن كان أصحابها يستحقون نيلها أو لا، لكن الأمر هو في أساسه خدمة لإسرائيل.
وأخص هنا بالذكر العالم الكبير أحمد زويل رحمة الله فعلى الرغم من أنني بالفعل مبهور بسجل حياته وقدرته البارعة وإحساسه الفائق على استشعار طريق الصعود إلى الأعلى في النجاح والابتكار لكنني أول الذين أصابتهم الصدمة عندما عرفت الثمن الباهظ الذي دفعه للحصول على هذه الجائزة لقد ضحى برسالته النادرة التي أرسلها في طفولته لرئيس مصر جمال عبد الناصر المسألة ليس لأن عبد الناصر رئيساً لمصر أو لشعبيته النادرة كما هو معروف لكن لأن العالم الكبير زويل ضحى بأحمد زويل الطفل وتركه وحيدا بلا أب ولا أم.
ومع ذلك أعتقد أن مصر ستبقى أم الدنيا بنوبل أو بلا نوبل. فالعلم له هوية حتى ولو كان بلا وطن! ومن ثم ما هو نفعها وماهي قيمتها إذا لم تكن إنسانية، أليست هذه هي القيمة الجوهرية التي على أساسها تم بناء صرح نوبل وجائزته وربما باقي الجوائز الكبرى.
أسامة كليَّة- سوريا/المانيا