غزة – «القدس العربي» : بعد تأكيد ونفي وبعد نحو اربع سنوات قطيعة عقد الليلة قبل الماضية في العاصمة القطرية الدوحة لقاء جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حركة حماس خالد مشعل ونائبه اسماعيل هنية وذلك لغرض تحقيق المصالحة الفلسطينية. تتوقعت مصادر فلسطينية مطلعة أن تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، لقاءات مصالحة جديدة بين حركتي فتح وحماس، للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية محل حكومة التوافق في أعقاب لقاء الدوحة الذي قالت الحركة إنها قدمت خلاله «رؤية متكاملة لتحقيق المصالحة».
وقال مسؤول في حركة فتح من قطاع غزة لـ «القدس العربي»، إن هناك إشارات قوية على عقد لقاء قريب بين وفدين قياديين من الحركة وحماس، للتشاور حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، في ضوء اللقاء الذي جمع الرئيس مع قيادة حركة حماس.
وأشار إلى أن مخرجات لقاء الدوحة بين الرئيس عباس وقيادة حماس ستتضح بعد عودة الرئيس إلى الضفة الغربية، حيث سيعقد اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح، وسيضعهم في صورة التطورات وما جرى بحثه في لقائه مع قادة حماس بشكل مفصل. لكن المسؤول أكد أن لقاء الرئيس بقيادة حماس، لم يكن يتم لولا وجود تحسن طرأ على عملية المصالحة المنشودة. وأشار إلى أن ملف المصالحة جرى بحثه بشكل معمق خلال لقاءات الرئيس في جولته الخارجية في كل من تركيا وقطر، لما لهاتين الدولتين من علاقات قوية مع حماس. وجاء لقاء الرئيس عباس بقيادة حماس، بعد لقاءات عقدها محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي المحتلة عام 1948، مع قيادة حماس في الدوحة، بعد دخول اللجنة على خط التوسط، وعقدها لقاءات في مدينة رام الله مع حركة فتح. وكانت لجنة المتابعة قد أعلنت عزمها المبادرة إلى إحياء المبادرات الهادفة لإتمام المصالحة بين فتح وحماس، وإلى إنهاء الانقسام الفلسطيني.
يشار إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس بمشعل وهنية، جاء بعد فترة طويلة من الغياب. وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد استضافت عدة لقاءات بين الطرفين، بهدف الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، غير أن خلاف الفريقين على برنامج الحكومة، وملف موظفي غزة الذين عينتهم حماس بعد سيطرتها على غزة، ودمجهم في المؤسسة الحكومية حال دون ذلك. ويعود آخر لقاء بين الطرفين إلى شهر يونيو/ حزيران الماضي، حيث انتهت اللقاءات بعد يومين من المباحثات دون نتائج، بسبب الخلاف على ملفي برنامج الحكومة ودمج موظفي حماس في غزة.
إلى ذلك أشارت حماس في تصريح صحافي تلقت «القدس العربي» نسخة منه أن اللقاء جاء برعاية قطرية في منزل وزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على غداء عمل. وأوضح التصريح أنه وبعد استعراض التحديات والمخاطر التي تحيط بالقضية والشعب الفلسطيني، جرى التداول في الأولويات الفلسطينية في هذه المرحلة، وخاصة تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام. وأشار البيان الصادر عن حماس الى أن قيادة الحركة عرضت «رؤية متكاملة لتحقيق المصالحة». وقال إن الرؤية تبدأ «عبر آليات عمل وخطوات محددة لتطبيق الاتفاقيات السابقة في القاهرة والدوحة والشاطئ، خاصة ما يتعلق بإجراء الانتخابات الشاملة بكل مستوياتها، مع التمسك بمبدأ الشراكة الوطنية في مختلف المواقع والمسؤوليات والقرار». وأكدت أن ذلك يكون من خلال حكومة الوحدة الوطنية، والمجلس التشريعي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتوافق على برنامج سياسي ونضالي في مواجهة الاحتلال والاستيطان وممارساته العدوانية في القدس ومختلف أرض الوطن، والعمل معاً على توفير متطلبات الصمود والحياة الكريمة للشعب الفلسطيني. وأعربت قيادة حماس عن شكرها وتقديرها لـ «الدور القطري الكريم في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وجهوده المتواصلة في تحقيق المصالحة الفلسطينية». كذلك شكرت كل الجهود الساعية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكسر الحصار عنه. وأكدت على حرصها على بناء وتطوير علاقات جيدة ومتوازنة مع مختلف الدول العربية والإسلامية.
من جهته أكد الرئيس عباس عقب اللقاء على وجوب تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإزالة أسباب الانقسام من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء الانتخابات.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أنه تم خلال اللقاء، بحث في مختلف المواضيع ذات العلاقة، والتأكيد على ضرورة استئناف الحوار الذي تستضيفه دولة قطر بين حركتي فتح وحماس. وثمن الرئيس ما تقوم به دولة قطر لتحقيق المصالحة الوطنية، مؤكدا على «الدور المحوري للأشقاء في جمهورية مصر العربية المكلفة بملف المصالحة الوطنية من الجامعة العربية».
وأكدت وكالة «وفا» أن الطرفين اتفقا على أن تحقيق المصالحة «يعتبر المدخل الرئيس لحماية المشروع الوطني الفلسطيني ومواجهة ودحر مخططات الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى تدمير خيار الدولتين». وأكدوا أن «لا دولة فلسطينية في غزة دون الضفة ولا دولة فلسطينية في الضفة دون قطاع غزة».
يشار إلى أن حماس نفت قبل عقد اللقاء بيومين فقط أن تكون قد طلبت لقاء ثنائيا مع فتح، كما نُسب إلى عضو في اللجنة المركزية لفتح. وأشارت إلى أنها لا تمانع عقد أي لقاء مع حركة فتح أو أيّ من القوى الفلسطينية «إذا توافرت الظروف والأرضية المناسبة لإنجاح المصالحة وإنهاء الانقسام». وشددت الحركة على أن الأولوية هي لـ «عقد لقاء وطني تشارك فيه جميع الأطراف الفلسطينية».
أشرف الهور